الأمطار الغزيرة كشفت عيوب الباطون الفاسد

بعد انتصار تموز 2006 اخذ اهلنا في كافة المناطق التي طالها العدوان باعادة اعمار بيوتهم المهدمة لتشهد هذه المناطق أكبر عملية إعادة بناء وعملية اعمار متسارعة لايواء سكانها مما جعل البلد ورشة إعمارية كبيرة بحيث ازدهرت تجارة مواد البناء مما حقق لبعض التجار ارباحاً تتجاوز احيانا القيم الحقيقية لتلك المواد واحيانا اصبح غش تلك المواد هو العامل لاستغلال الأهالي لمضاعفة ارباحهم من خلال استغلال حاجتهم المتسارعة للبناء .

ومن هنا، وتحت ضغط إرتفاع الطلب، قام بعض أصحاب معامل الباطون الجاهز ومحلات بيع مواد البناء بالتلاعب والغش في تلك المواد والتقدم بعدة حجج لتسويق موادهم التي لا تتماشى مع المعايير الفنية إما بوضع المسؤولية على العمّار او عبر التواطؤ مع المقاول بهدف التغاضي عن فساد تلك المواد او ترقيع المشاكل دون حسيب أو رقيب.

كذلك الأمر كان الحال في الخيام حيث شهدت العديد من ورش البناء فساداً الباطون الجاهز الذي سوّق فيها مما أدّى الى العديد من حالات النش والتفسخ في السقوف والتفتت في الاعمدة والانبعاجات في حوائط الدعم .

وقد عمد البعض إلى تخفيف المشكل والحدّ من حدّته خطورته عبر التلطيف والإستدراك من قبل هؤلاء التجار وبعض المقاولين لجهة تصليح الاعطال في حال ظهورها باكرا ولكن ظهور المشاكل بعد انقضاء مدة طويلة من صب الباطون جعل الوضع صعباً وجعل اهلنا يعضّون على جراحهم لأن حلّ المشكل ليس بالأمر السهل .

ولما كانت هذه المشكلة قد طالت العديد من اهلنا في الخيام، وبانت العيوب بشكل جلي مع الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخراً، فأصبح الحديث عنها واجبا لتسليط الضوء عليها كي يأخذ المستهلك حذره مستقبلاً و تمهيدا لتكوين ملف متكامل يحدد حجم المشكلة ليصار إلى عرضه على الجهات الادارية او القضائية المختصة لتفادي تكرار تلك المشاكل مستقبلا وحماية الأهالي من استغلال جشع بعض التجار في حين كان الاولى بهم المساهمة بصمود اهلنا ومساعدتهم بالشكل السليم على اعادة اعمار بيوتهم بالطرق الصحيحة دون استغلال حاجتهم .

..

.

* خليل عباس إدريس

محام بالإستئناف

الخيام - الحي الغربي

وحارة حريك – الرويس – سنتر محفوظ – طابق 1

..

يمكن التواصل مع الأستاذ خليل وإبداء الرأي أو عرض هكذا مشاكل معه عبر التعليق على هذه المقالة أو الإتصال به على الرقم:

665507 /03