وزير الدّولة المستقيل عدنان السيّد حسين
«أعطني حرّيتي أطلق يديّ...»، قد يكون وزير الدّولة المستقيل عدنان السيّد حسين قد وضع بعيد إعلان بيان استقالته أمس شريط أغنية أم كلثوم منشداً معها حريته المستعادة بعد أن فكّ سلاسل «الوفاق» من يديه عائداً أستاذاً جامعياً بلا أعباء سياسية.
بعد عام تقريبا على عمر حكومة سعد الحريري تبيّن بأن الجدل الذي دار حول «الوزير الملك» عند تشكيلها كان ذا أبعاد «استراتيجية» في السياسة الداخلية.
ما إن طرح اسم عدنان السيد حسين وقتها في بورصة «التوزير» حتى استحوذ على قدر كبير من الأضواء الإعلامية والتحليلات السياسية الباحثة عن تاريخه وانتماءاته الحزبية والسياسية. وبعد اختياره ضمن حصة رئيس الجمهورية الوزارية وصف بـ«الوزير الملك». لكنّ أحدا لم يصدّق أن عدنان السيد حسين هو من حصة الرئيس، فيما جهد هو الى نفي حصول أي اتفاق «من تحت الطاولة» مع قوى المعارضة وأحزابها، مصرّا على أنه «محسوب على الرئيس».
وبالفعل غرق السيد حسين في ملفات «قصر بعبدا»، وكان المدافع الشرس عن الرئيس ميشال سليمان في الأوقات العصيبة متسلّحا بثقافة قانونية ودستورية وسياسية، فتفوّق على غيره، وكانت له بصماته في ملفات عدّة أسندت إليه أبرزها جدول أعمال طاولة الحوار وسواها.
أمس عادت عقارب الساعة أشهراً الى الوراء، ووجد عدنان السيد حسين نفسه بين مطرقة الولاء للرئيس وسندان قناعاته السياسية، فاختار الثانية «بجرأة» كما يصفها المعارضون، وفك أسر الحكومة مجنّباً هذه الحكومة مآل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة السابقة حول شرعيتها أو عدم شرعيتها.
عاند «الوزير الملك» طويلا لإثبات استقلاليته، لكنّه في النهاية استرشد بقناعاته السياسية التي لم يظهّرها بيان استقالته المقتضب المحبوك بعبارات شكلية المضمون... والغريب أن استقالته لم تثر الاستغراب.
فعلها عدنان... حقاً فعلها.
تعليقات: