القسيس يحمل درع «عامل» وإلى جانبه زوجته إسعاف حسين عياش
الخيام:
غيب الموت الدكتور حليم القسيس بعد صراع مرير مع المرض، ليلتحق بركب المناضلين المؤمنين بثقافة المقاومة، والناشطين الاجتماعيين الكبار، الذين ساهموا بتأسيس جمعيات وأندية ثقافية وزراعية وبيئية في المنطقة، وتنكبوا للدفاع عن قضايا الشعب ودعم صموده، منذ أواخر الستينيات باندفاع، عبر عمله التطوعي وأنشطته الاجتماعية في ميادين التنمية، ورسالته كطبيب في ظل أصعب الظروف قسوة، وسط الحروب والمخاطر التي لا تنتهي.
القسّيس الذي اجتاز بنجاح، امتحانات مجلس الخدمة المدنية في مطلع الستينيات من القرن الماضي، عُيّن مدرساً في المدارس الرسمية في المنطقة، في بلدتي عديسة والخيام، وزاول التعليم لغاية أواخر الستينيات، إلى أن حاز على منحة لدراسة الطبّ في تشيكوسلوفاكيا. إثر ذلك قدّم استقالته من التعليم، ودرس الطبّ، إلى أن تخرج في منتصف السبعينيات مع بداية الأحداث اللبنانية. وبعد تخرجه عمل سنتين في مستشفيات الجزائر، ليعود إلى لبنان في العام 1978، وينخرط طبيباً في مستوصفات «الحركة الوطنية اللبنانية»، في حاصبيا (مستوصف كمال جنبلاط )، وراشيا والبقاع الغربي لغاية عام 1982. ثمّ، عاد إلى الخيام مع بداية عودة الأهالي، عقب الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، واستقرّ فيها منذ ذلك التاريخ.
كانت «عامل» أول مؤسسة طبية وإنسانية تدخل الخيام بعد التهجير القسري للأهالي، فعمل فيها، واستمرّ في عمله لغاية العام 2009. وإضافة إلى عمله في «مؤسسة عامل»، التحق القسيس بـ «نادي الخيام الثقافي الاجتماعي» منذ تأسيسه، وانتخب عضواً في هيئته الإدارية دورات عدة، كما ساهم بتأسيس «التعاونية الزراعية في الخيام»، وبتأسيس «منتدى المرج للتنمية وحماية البيئة»، وهو عضو في هيئته الإدارية منذ تأسيسه.
برحيل القسيس، تخسر الخيام واحداً من أبنائها البررة، الذين كرسوا حياتهم لخدمة بلدتهم وأبناء منطقتهم، والذين بنوا عائلة تسلّحت بالفضيلة والعلم والثقافة، تفخرالخيام بجميع أفرادها.
وكان قد ترأس الصلاة لراحة نفس القسيس في «كنيسة الروم الأرثوذكس» في الخيام أمس، المتروبوليت الياس كفوري يعاونه لفيف من الكهنة، بحضور المئات من المحبين وعدد كبير من الأهالي وفاعليات المنطقة، وشخصيات تربوية وطبيّة واجتماعية وسياسية، ووفود شعبية من مختلف القرى المجاورة، توافدوا من كل المناطق لمشاركة أبناء الخيام في هذا اليوم الحزين. وبعد قراءة الإنجيل المقدس، تحدث المطران كفوري عن مزايا الراحل، واندفاعه في خدمة وطنه ومجتمعه وبلدته، وقد نذر نفسه لخدمة أبناء منطقة مرجعيون وحاصبيا، مشيراً إلى أن الفقيد بنى عائلة ترقّت إلى درجات عليا من العلم، سارت على طريقه.
وبعد قصيدة رثاء من الشاعر موسى زغيب في باحة الكنيسة، حمل بعدها أبناء البلدة والمشاركون في مراسم الجنازة، جثمان الفقيد على الأكف وتوجهوا به سيراً على الأقدام، ليوارى في الثرى في مدافن العائلة.
موضوع عدنان اسماعيل: "د حليم القسيس وشكرالله كرم.. معادلة واحدة: الطب عمل إنساني"
موضوع: "الدكتور حليم القسيس إلى مثواه الأخير"
مقالة أسعد رشيدي المتضمنة سيرة حياة الدكتور حليم القسيس
سجل التعازي بالمرحوم الدكتور حليم القسيس
المزيد من صور الجنّاز والتشييع سوف تعرض على الموقع فور جهوزها
تعليقات: