سارعت الجهات الإسرائيلية المختصة في تل ابيب، بعد تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستهداف تل ابيب في حال قصف بيروت الى الكشف على مدى جهوزية الملاجىء في تل ابيب العامة البالغ عددها مئتي ملجأ لتكتشف حقائق مقلقة بشأن عدم جهوزيتها. قال السيد نصر الله في رسائل متلفزة له خلال حرب تموز" الى حيفا .. وصدقوني الى ما بعد حيفا والى ما بعد ما بعد حيفا، إذا قصفتم عاصمتنا سنقصف عاصمة كيانكم الغاصب، اذا قصفتم بيروت، المقاومة الإسلامية ستقصف مدينة تل أبيب".
إسرائيل ما قبل هذا الكلام هي غير تلك التي اصبحت بعده فاسرائيل التي كانت تخوض حروبها دوما على ارض اعدائها، استيقظت اليوم على انكشاف عمقها وجبهتها الداخلية التي اصبحت بمثابة جبهة امامية بعد انكشافها امام التهديد الصاروخي الذي مثلت صواريخ المقاومة في حرب تموز افضل تجسيد له بعدما اصابت هذه الصواريخ كل منطقة الشمال ولامست المنطقة الوسطى وكادت تطال تل ابيب.
هذه الحقيقة باتت امرا واقعا فرض على العدو البحث عن السبل الكفيلة بمواجهة اي تهديد مقبل سيطال كافة الاراضي الفلسطينية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. فبعد تهديد امين عام حزب الله بضرب تل ابيب سارعت الجهات الاسرائيلية المختصة وبلدية تل ابيب الى الكشف على مدى جهوزية الملاجىء في تل ابيب العامة البالغ عددها مئتي ملجأ، لتكتشف حقائق مقلقة بشأن عدم جهوزية هذه الملاجئ ابدا لاستيعاب المستوطنين الذين سيضطرون للجوء اليها في حال الاضطرار لمواجهة خطر الهجمات الصاروخية لتخرج الجهات التي تولت الفحص بالتوصية بعدم استخدام هذه الملاجىء حتى اصلاح الاعطال.
وتجنبا للعواقب الوخيمة التي ستحصل في حال تعرض تل ابيب للقصف الصاروخي، بدأ العمل من اجل اعداد هذه الملاجىء لمواجهة حالات الطوارىء، وفي هذا الاطار عرضت صحيفة يديعوت احرونوت سيناريوهات متعددة لسقوط صواريخ قد تضطر طواقم الانقاذ والطوارىء لمواجهتها، حيث توقعت سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى اضافة للاضطرار لاخلاء الاف المستوطنين من اماكن سقوط الصواريخ نتيجة تضرر عشرات المباني كما شملت خطط الطوارىء الجديدة تشكيل غرفة عمليات موحدة في المدينة التي سيتم تقسيمها الى ثمانية مربعات بالتوازي مع تعزيز العنصر البشري لطواقم الطوارىء لتستطيع التعاطي مع حجم المخاطر وكشفت بعض اراء سكان تل ابيب في مقابلة مع صحيفة صحيفة يديعوت انهم لن يكونوا على استعداد للبقاء فيها في حال تعرضها للقصف.
المحلل العسكري رون بن يشاي قال معلقا ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية ستتعرض بالكامل للقصف الصاروخي في اي حرب مقبلة وستكون الجبهة الاساسية منذ بداية الحرب، خصوصا أن العدو وفق بن يشاي هو عدو مختلف عن السابق حيث انه عدو متخف يعرف كيف ينتشر على الارض ويختفي فيها بمجموعات صغيرة تطلق صواريخها من كل مكان ما يحول هجماتها الى هجمات نوعية، وان حرب لبنان الثانية كانت مجرد نموذج عن الحروب المستقبلية مع اضافة خطر كبير وهو امكانية حصول ايران ودول اخرى على السلاح النووي وهذا ما بدأت المؤسسة الامنية الاسرائيلية الاستعداد له، حيث كشفت صحيفة معاريف ان وزارة الحرب بدأت بالاستعداد للعمل على زيادة تحصين التجمعات السكانية ضد الهجمات الصاروخية حيث تتضمن هذه العملية ستخدام وسائل وقائية ضد الهجمات غير التقليدية بما في ذلك النووية.
تعليقات: