الأجيال الخيامية بين الأمس واليوم
عن أيّ خيامٍ نريد أن نتكلّم؟
عن خيام اليوم او خيام المدينة أم عن خيام أواخر القرن الماضي، عندما كانت تسمى بالبلدة.. أم عن خيام ما قبل منتصف القرن الماضي، عندما كانت تسمى بالضيعة أو القرية؟
أما عن خيام اليوم أو خيام المدينة والتي هي اليوم بمساحتها العمرانية حقاً هي مدينة إنما بالشكل فقط، أما بالمضمون ليس هكذا.
..
هذه الخيام الواسعة في مساحتها لا يوجد فيها فندق صغير أو مطعم سياحي يفي بمتطلبات السائح، ويفترض أن يوجد فيها مكتبة عامة ونوادٍ رياضية تلبي طموحات الشباب لتنمية ثقافتهم الحياتية فالرياضة ثقافة، وعلم، وحضارة، وأخلاق، ورجولة، عوضاً عن تعاطي التدخين والنارجيلة، هذه الظاهرة الغير مرغوب فيها أي ظاهرة التدخين والنارجيلة لم يسلم منها حتى الأطفال، هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا على حافة سن الشباب أي جيل العطاء وجيل الحياة والعمل.
لكن ما نراه اليوم على مستقبل هذا الجيل غير مشجع ومخيّب للآمال.
أما عن خيام الأمس فكان الوضع العام أفضل حالاً مّما هو عليه الآن، وكانت فرص السفر متاحة للكثيرين من الشباب وظروف العمل في الداخل أفضل حالاً من ما هي عليه اليوم، وكان الوضع المادي جيّد، ولم يكن يمرّ صيفاً إلاّ ويتم فيه الكثير من حفلات الزواج، ولم يكن يمرّ أسبوع إلاّ ونسمع أبواق السيّارات وهي تطوف في الشوارع وتتقدّم هذه القافلة من السيارات سيارة العروسين مزينة بالورود وشارات الزينة حيث العروسان السعيدان جالسان بالمقعد الخلفي وكلٌ منهم يده بيد الآخر والبسمة تعلو وجوههم والفرحة تغمر قلوبهم بالسعادة.
هذا عن واقع لماضٍ ولا أجمل، أما عن الماضي البعيد أي ما قبل الخمسون عاماً، جيل الآباء والأجداد العظام. إنه جيل الرجال الرجال الذين أسسوا ورحلوا.
أما اليوم ليس فيه ما يسرّ ويبهج، فلم نعد نسمع إلا صوت المذيع بسيّارته المتهالكة وبصوته الجهوري معلناً عن وفاة فلان، وعن ذكرى أسبوع لمن مات قبل بضعة أيّام. هذا الواقع نعيشه اليوم.
المدخل الشمالي لساحة الخيام في الأمس القريب
تعليقات: