عندما تصبح الثقافة رداءً نلبسه دون ان نخيطه - جلبابا، عباءة او فستانا، لا فرق بينهم، طالما اننا سنحوله الى اللباس المناسب كلما تغير الطقس والمناخ من حولنا وتغيرت الظروف. حتى ألوانه ليست ثابتة فهي: حمراء- صفراء - خضراء زرقاء. الخ... نلبسها متى نشاء، ونرميها متى نشاء.اذ انها ليست بثابت يكلفنا عبأ الاستمرار بحملها او ارتداءها. نلتف بها كلما اردنا تغييرمسارنا او لوننا.

لاعار ان غيرنا، لأن التغييراضحى موضة نطلقها، نتبناها، نسايرها. المهم ان نعايش الواقع ونستفيد منه قدر ما يمكن الاستفادة.

المتمسكون بالثقافة والفكر والوعي الاجتماعي اشخاص خشبيون متخلفون، لا شأن لهم في الحياة الدنيوية الحاضرة، ولربما هم الاتعس في الحياة الآخرة. ما بالهم يتحدثون بالعلم والمنطق في زمن الفكر الغيبي السائد. فدراسة الافلاك والكواكب لم تعد علم حسابات وابعاد كونية يدرسها علماء مختصون، بل هي علم تنجيم لايجيده الأ الموحى اليهم بعلم الماضي والحاضر والمسقبل لأنهم منجمون وعرافون واولياء، اذا قالوا ان الارض ليست كروية بل مسطحة علينا تصديقهم لانهم ادرى وعلمهم موحى، فمن نحن لنعاندهم؟

الاقتصاد لم يعد مسألة انسانية اجتماعية طبقية تهم الاحياء من بني البشر بعدما اصبح الفقر قناعة تؤدي الى امتلاك مفاتيح الجنة في الآخرة.وهنيئأ للفقراء.

فيا اصحابي ورفاقي انسو كل ما تعلمتموه في دنياكم من علم مبني على الفكر والمنطق، ولا تحاججو. ابحثو عن رداء يناسب المرحلة لأن كل بنوك الثقافة والمعرفة والمنطق قد اعلنت افلاسها واندثرت، ولم تعد تنفع معها كل الكتب المحفوظة والمقرؤة لأنكم لن تجدوا مصرفاً يبدلها. فانسوها خير لكم.