كاريكاتور حول الرئيس التونسي السابق
للشبان العاطلين من العمل: «مطلوب زعماء عرب»
لم تعد النكتة عند الشبان العرب أسيرة اللقاءات الخاصة، أو أنها تروى بحذر خشية المحاسبة، وخصوصاً إذا ما طالت الزعماء وأصحاب النفوذ. بل فتح الانترنت آفاقا جديدة لدى الشبان لإطلاق النكات والضحك عليها، لكن هذه المرة كتابة وبطريقة «ههههه». وينتشر أغلبها في مواقع التبادل الاجتماعي المحظورة في بعض البلدان العربية مثل «فايسبوك»، أو حتى في المدونات الشخصية والمنتديات التي يتم التضييق عليها أساساً.
وشكلت أزمتا الحكم في كل من تونس ولبنان، مؤخرا، المادة الدسمة للنكتة على الانترنت. واتضح أن مخيلة الشبان العرب خصبة من خلال تعليقاتهم التي تضحكنا أحيانا وربما تجعلنا في حالة تأمل في أحيان أخرى. حتى بدت النكتة عبر المواقع كأنها «فسحة» ديموقراطية.
على موقع «فايسبوك» الذي يضم ما يقارب الخمسمئة مليون مشترك في العالم، وضع أحد المشتركين ما وصفه بالإعلان الهام للعاطلين عن العمل. ويظن المتابع للوهلة الأولى أن ثمة فرصة لا بد من اقتناصها، إلا أنه يكتشف بعد ذلك طبيعة الإعلان الساخر إذ يقول: «مطلوب زعماء عرب.. رئيس لتونس ورئيس لحكومة لبنان.. على من يجد في نفسه الكفاءة والإمكانية التقدم للحصول على الوظيفة».
وفي مكان آخر على الموقع ذاته، ثمة إشارة للعاطلين عن العمل: «مطلوب نواب في السودان ومقاتلون في الصومال.. وشرطة في العراق...».
وإذا كان تناول الزعيم العربي قديماً بالنكتة أو غيرها من المحرمات، فقد أصبح الأمر اليوم عاديا في مواقع الانترنت. وثمة دول حجبت تلك المواقع، لأنها تتناول الرئيس أو الملك. ويتوقع بعض المراقبين والمختصين في الانترنت أن يزيد الحصار الرسمي المفروض على متصفحي الشبكة العنكبوتية، لما لمواقع التبادل الاجتماعي على تلك الشبكة من دور في التحريض، من خلال عرض ما يجري في الشارع التونسي.
المنتديات المصرية كانت أكثر متابعة لموضوع النكتة، وخصوصاً في ما يتعلق بتنحية الرئيس زين العابدين بن علي في تونس. ويقول أحدهم: «فور وصول بن علي إلى جدة.. أمير المدينة يحظر الحجاب والنقاب»، في إشارة إلى حظر النقاب في تونس. وكتب متصفح آخر : «تونس تتحدى الملل». وقال ثالث: «ودي كانت نهاية فرقة بن علي المسرحية». وعلق رابع: «زين الفاسقين بن علي في السعودية رسميا.. شكله هيتحجب ويعتزل التمثيل».
الشبان في مصر كانوا أكثر تفاعلا من غيرهم في تناول موضوع هروب الرئيس بن علي من تونس. ربما كان الأمر متعلقا بهامش الحرية لديهم مقارنة ببلدان عربية أخرى. ففي أحد المنتديات يقول أحد المعلقين: «زين الهاربين بن علي راح السعودية.. شكله هيعلن إسلامه». أما عندما أعلن عن بداية خروج الرئيس بن علي من تونس وصدرت إشاعات عن رفض دول استقباله فقد علق مصري: «بن علي يطلب اللجوء للمريخ، وفي انتظار الرد عبر الأقمار الصناعية».
وفي بعض منتديات اليمن، ابتعد الشبان عن النكتة وكانوا في تعليقاتهم أكثر جدية في موضوع تنحية الرئيس التونسي. فتقول إحدى المشرفات باسم «نفحات إيمانية»: «سبحان الله ربنا يمهل ولا يهمل ..حارب الحجاب ..صادر المصاحف .. منع الميكرفونات في المساجد حتى لا يعلو صوت الأذان ..ومن كان يحارب الإسلام من أجلهم كانوا أول من تخلى عنه».
أما على منتديات «ياهو» فعلق شاب مصري: «عقبال عندنا جميعا. صدقني بعد عودتي لمصر أتطلع إلى صورة مغايرة تماماً. لا بد من التغيير ..لا بد من التغيير، ويكفي لبنان ما هو به».
تبقى مواقع و منتديات الانترنت وما ينشر عليها من تعليقات وآراء أو حتى نكات، مساحة حرة للشبان العرب، بعد أن كانت تلك النكات والآراء سابقاً أسيرة الجدران.
تعليقات: