المازوت ومشتقاته مصدر يضاف إلى معاناة المواطنين في فصل الشتاء

كميات من الحطب بعد تجميعها
كميات من الحطب بعد تجميعها


الحطب بديل أساسي يخضع لبازار تجار يتحكمون بالأسعار

الطبيعة والبيئة تدفع الثمن والمساحة الخضراء تتقلص دون معالجة

النبطية:

تتعدد المشكلات المعيشية والحياتية لدى المواطنين ولا تنتهي، وإن كان المسؤول في واد، وحل هذه المشكلات في وادٍ آخر، فقد يبقى الغلاء ينهك جيوب المواطنين ويدفعهم إلى البحث عما يخفف من إستنزاف أموالهم، ويحل بعض من حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية··

في خضم فصل الشتاء، وبرده وأجوائه القارسة، تبقى الحاجة إلى تدفئة داخل المنازل ضرورية بشكل خاص، ومع إرتفاع سعر <تنكة> المازوت التي تجاوزت 25 ألف ليرة لبنانية ولا مؤشر لتوقفها، فإن هذه المادة ? أي المازوت ? لا يُمكن لكثير من المواطنين تأمينها بشكل دائم، لسبب واحد هو تكلفتها الهائلة التي تفوق قدرتهم طوال فترة الشتاء، ومن هنا يتجه البحث عن تأمين البديل إلى الحطب·· ومع الحطب وما يجده المواطن من حل لمشكلته المادية، تدفع الطبيعة والبيئة الثمن المباشر، بفعل الإتجاه إلى قطع أشجار تحتاج لها الطبيعة ولكن لا بديل تحت ثقل البرد والتدفئة، وهكذا عام بعد عام تبدو المساحة الخضراء تتقلص، وتصغر ولا معالجة لذلك، فالمازوت مورد أساسي مع أخواته من المشتقات النفطية من خلال الضرائب المفروضة عليهم، لرفد موازنة الدولة بالأموال، وبنفس الوقت يكون وأخواته من هذه المشتقات مصدر لمعاناة المواطنين من غلاء فاحش، لا يرحم··

<لـواء صيدا والجنوب> عاين هذه المشكلة، والتقى عدداً من المواطنين الذين يبحثون عن بديل لمادة المازوت بإستعمال الحطب··

مطر المواطن فياض يحيى مطر، أشار إلى أنه <هناك أزمة حقيقية نعيشها على أبواب فصل الشتاء، مشكلة التدفئة وغلاء المازوت، ومن هنا تكمن الحاجة لإيجاد بديل عن المازوت، حينها نلجأ إلى الحطب، وعملية تأمين الحطب والتي تخضع لبازار تجار محصورين، لديهم إمكانات وحدهم لتجميع كميات كبيرة من الحطب، من مصادر محصورة بهم، فنجد أن معظم البساتين على الساحل الجنوبي تصب بالخشب الناتج عن عمليات تشحيل، أو القطع، عند هؤلاء التجار، وبالتالي يستطيع هؤلاء التحكم بالأسعار وحتى بالكميات التي يحتاجها السوق>· ولفت إلى <أن المصدر الأساسي لتأمين الحطب هو منطقة <العاقبية> الجنوبية، بحيث يتوفر الحطب في أي وقت، مع الإشارة أن الأسعار ترتفع كالعادة قبيل بدأ موسم البرد والمطر>·

وأضاف مطر: ربما في فصل الصيف نستطيع التحمل ومواجهة الحر، دون أكلاف مادية باهظة، ولكن كيف الحال في فصل الشتاء عندما تجد أن أطفالك قد تتجمد جراء البرد، فماذا يكون الحال حينها؟ فلا مهرب من التدفئة، ولا حل ثالث بين إستعمال المازوت أو الغاز وكلاهما أسعارهما مرتفعة، وبين ما يُمكن تحمله حتى الآن، ألا وهو الحطب، وبالنسبة لي أسعى على مدار السنة لتأمين الحطب وتجميعه في أكياس بعد تقطيعه، ومن ثم إستعماله في هذا الموسم·

قانصو المواطن علي يوسف قانصو قال: أحتاج إلى كمية كبيرة من الحطب كل موسم لتدفئة عائلتي، لأن التدفئة هي أساس لتلافي البرد والأمراض، ونشتري الحطب من تجار يحضرون من المناطق الساحلية، حيث بتنا نتعامل معهم كل عام، ونشتري المتر مكعب من الحطب بمبلغ 120 ألف ليرة لبنانية - أي أن سيارة <البيك آب> التي تبلغ سعة صندوقها بحدود المترين، تُكلّف 240 ألف ليرة تقريباً، وأنا أحتاج في كل موسم لـ 5 أمتار بشكل وسطي من الحطب، وأجد أن الحطب أخف ثقلاً عليّ من إستعمال مادة المازوت·

ولفت إلى <أن أسعار الحطب تتنوع بين أشجار السرو والصنوبر والسنديان، فالسرو والصنوبر هما من الأنواع الرخيصة بحيث يصل سعر المتر المكعب إلى 120 ألف ليرة، ويرتفع إلى 135 ألف ليرة مع حطب الليمون أو الزيتون تقريباً، ويصل إلى سعر 150 ألف ليرة من حطب السنديان، كله متوفر وعلى الطلب، الأحراج والبساتين كثيرة، والدولة لا تهتم بمعالجة الغلاء وأمور رعيتها، ولا تنظر إلى حماية البيئة وما تتعرض له الأحراج من مجازر قطع وقص>·

وأشار قانصو الى <أن المعيشة غالية جداً، ونحن في بلد تذهب فيه الدولة في غيبوبة عندما تطلب منها معالجة القضايا المعيشية والحياتية، همّها الأول والوحيد هو فرض الضرائب دون هوادة، ونريد أن نسأل لماذا لم يتم دعم مادة المازوت هذا العام، هل نسيت الحكومة هذا الأمر؟>·

علي أحمد المواطن حسن علي أحمد، لفت إلى <أن الحطب بات حاجة أساسية مع كل موسم شتاء، فالمازوت وسعره المرتفع لا يكفي لتأمين حاجة المواطن لأسباب عديدة، فمن يتحمل منا أن يدفع ثمن تنكة المازوت 25 ألف ليرة لبنانية، الجميع يشتري الحطب، ومع كل موسم نتجه لتأمينه من الأغصان المتكسرة، ومن تشحيل الأشجار المثمرة، وأحياناً نحتاج لشراء <نقلة> من تجار معينين، والحمد لله نستطيع أن نؤمن أنفسنا، فالبرد لا يرحم كما الغلاء والدولة التي لا تلتفت إلى معالجة مشكلات المواطنين، ولا تدعم المازوت وتخفض سعره>·

وأوضح علي أحمد <أن الكثير من المواطنين باتوا يتجهزون كل عام بعدة مخصصة (منشار كهربائي أو يعمل على المازوت ومنشار يدوي)، والإتجاه الوحيد تجميع أو قطع الحطب، ولا أجد لوماً على هؤلاء، لأن الحكومة لا تتطلع إلى ما يُعانيه المواطن وخاصة في هذا الفصل، هموم المدارس، والتدفئة وغيرها، والله يساعد الفقير في هذا البلد>·

جمعة المواطن حسان جمعة، رأى <أن موسم الشتاء هذا العام، يُحتمل حتى الآن، بسبب غياب موجات البرد القاسية والطويلة، ولكن هذا لا يعني حاجتنا للتدفئة، فمن لديه عائلة وأولاد لا يُمكن سوى تأمين حاجيات التدفئة مهما كلف الثمن، وأنا لديّ مدفأة تعمل على الحطب، وقد استبدلتها منذ أعوام بعدما كنت أستعمل مدفأة على المازوت، ولكن بسبب عدم قدرتي المادية على التكيّف مع الإرتفاع الدائم لسعر المازوت، أعمد إلى تأمين الحطب على مدار العام، وأُخزّن كمية مقبولة للإستعمال>·

وأَضاف: ربما أسعار الحطب، أقل بنسب قليلة عن المازوت، بسبب إتجاه كثير من المواطنين إلى إستعمال الحطب، ومن هنا يعمد تجار الحطب إلى التحكم بالأسعار، فتبدو الأسعار تختلف بين الحطب من السرو والصنوبر، إلى الحطب من الليمون والزيتون·

ودعا جمعة الى ضرورة <الإلتفات إلى كارثة بيئية تنتظرنا في المستقبل، لأن الأشجار التي نحتاج إليها، إن كانت مثمرة أو خلاف ذلك، أحياناً تكون وقود للتدفئة بسبب الحاجة لدى المواطنين، ولكن لا يكون هناك بديل لعملية قطع الأشجار، وإختفاء مساحات كبيرة منها>·

السيد أحمد المواطن حسين السيد أحمد، لفت إلى <أن المواطن في فصل الشتاء يكتوي بنار التدفئة، وبنار مصدر هذه التدفئة، فعلى أبواب كل فصل شتاء، تبدو الحاجة إلى إستعمال الحطب كبديل عن المازوت، حاجة ماسّة وضرورية، لأنه لا طاقة لنا على تحمل أسعار المازوت الذي لم تدعمه الدولة هذا العام، فتركت المواطن يتخبط في تأمين البديل، ولم تُساعده في حمل هذا الثقل الذي يسببه الغلاء الفاحش>·

وأشار السيد أحمد الى أنه <هذا العام قررت إستبدال مدفأة المازوت بمدفأة تعمل على الحطب، وكلفني سعر المدفأة 120 دولاراً أميركياً، واشتريت 4 أمتار من حطب السرو بسعر 500 ألف ليرة تكفيني تقريباً لمواجهة هذا الموسم من البرد، وهذا الحل أخف وطأة عليّ من تكلفة المازوت، فهل يُعقل أن سعر <التنكة> بحدود 25 ألف ليرة وقارورة الغاز بنفس السعر، فكم نحتاج في موسم التدفئة للمازوت، لا أستطيع التحمل، وأكيد أن الحطب أوفر عليّ>·

تعليقات: