زيتونة معمرة موضبة للبيع في راشيا
مع تنامي ضغط الحاجة وتدني القدرة الشرائية
بيع شجر الزيتون المعمّر بألف دولار للشجرة
راشيا:
تدفع الضائقة الاقتصادية والحاجة، بمن ورثوا عن آبائهم وأجدادهم بساتين من أشجار الزيتون المعمر، تعود إلى العهد الروماني، إلى بيع المئات من تلك الأشجار، بعد اقتلاعها من جذورها، تمهيداً لإعادة زرعها من جديد في حدائق القصور والفيلات التي تشاد في غير منطقة من لبنان، وذلك مقابل أسعار تتراوح بين ثمانمئة وألف دولار للشجرة الواحدة.
ويؤكد أحد ملاكي بساتين الزيتون أبو حسن رياض أنه لم يعد يقوى على تحمل «أعباء الضائقة الاقتصادية التي شدّت الخناق على شرائح واسعة في المجتمع اللبناني». وذلك ما دفعه إلى «بيع العديد من تلك الأشجار، مقابل آلاف الدولارات»، حتى يتمكن من «مواجهة الضغوطات الاقتصادية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، نتيجة ارتفاع الأسعار، وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين».
ويلفت رياض إلى أن «شجرة الزيتون المعمرة، هي ثروة تاريخية وحتى اقتصادية لناحية إنتاجيتها»، إلا أنها كما قال: «باتت هرمة، وتحمل أغصاناً عالية، إلى جانب ضخامة جذوعها التي تغطي مساحات واسعة من الأرض»، معتبراً أن ذلك «يتطلب الكثير من العناية والتعب والمشاق، إن لجهة التقليم، والحراثة، والتفريع، أو لناحية فرط الزيتون وجمعه وتوضيبه». ورأى أن «عملية التجديد في النصوب هي حالة طبيعية ومن شأنها أن تؤدي الغرض المطلوب منها خلال عشرات السنوات»، موضحاً أن «الحياة تستمر بالتجدد».
ياتي ذلك بعد الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها الثروة الحرجية في القرى الجبلية، وقد أضحت هدفا للمناشير بعيداً عن الرصد، تحت ستار الحاجة لتأمين مادة الحطب لاستخدامها كوسيلة للتدفئة، بدلاً من مادة المازوت التي تشهد ارتفاعاً يومياً بأسعارها، حتى تجاوز سعر البرميل الواحد الـمئتين وخمسين ألف ليرة.
تعليقات: