بيان صادر في 4/2/2011 عن تيار المجتمع المدني حول الأحداث في مصر
..
ما أعظم أن يحتشد مئات الآلاف، بل الملايين من الشعب المصري في مسيرات سلمية وإعتصامات حضارية تطالب بالتغيير بالوسائل اللاعنفية لرأس نظام أحادي، ديكتاتوري وفاسد، يَدّعِي الديمقراطية، مازال يحكم جمهورية مصر منذ قرابة الثلاثين سنة (أي أكثر مما حكمها ملك أو حاكم!).
وما أعظم أن يسير الملايين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب بشكل منظم تحت راية واحدة واضحة تطالب بإسقاط النظام وإسقاط من اختزل هذا النظام بشخصه، والمطالبة بتحرير المواطن المصري من الفساد.
وما أسوأ أن يرسل حاكم هذا النظام وأعوانه ومستزلميه، بطريقة احتيالية فاضحة، مجموعة من رجاله على ظهور الخيول والجمال، مُدججين بالسكاكين والعصي والقنابل ليعيثوا فساداً بهذه المسيرات الشعبية السلمية ويضربوا ويُرهبوا أفرادها المسالمين، فقط ليبقي استبداده الكامل بالحكم وانتفاعه وعائلته وعشيرته وزلمه من مقدرات الوطن.
من العدل أن يساهم كل مدافع عن حرية وعدالة الإنسان في هذا العالم عن هذه الثورة اللاعنفية المحقّة والتي تمثل أبهى صورة لوسائل التغيير اللاعنفية.
من العدل أن يحاكِم شعب مصر "الطاغية" وأعوانه، وفقا لما تنص عليه الشرائع والقوانين، عن الجرائم الإنسانية التي اقترفوها، وعن القمع والفساد الذي مارسوه وما زالوا يمارسوه بواسطة أزلامهم حتى آخر لحظات حكم حسني مبارك!
من العدل أن تغطّي بعض وسائل الإعلام المصرية التابعة للسلطة أخبار المسيرات منذ بدايتها وكما هي، لا أن تـُنزل كاميراتها إلى ميدان التحرير فقط عند نزول جماعة "البلطجية" التابعة لزمرة الرئيس وحاشيته، بهدف تصوير خصومة مصطنعة وغير موجودة بين الشعب.
يساند تيار المجتمع المدني مطالب ثورة الشعب المصري المحقة وتحركه السلمي الذي انطلق في 25 يناير 2011. ويؤيد الوسائل اللاعنفية لهذه الثورة، المماثلة لوسائل تعبير الشعب التونسي في ثورته، ويعتبر أنّ هاتين الثورتين الرافضتين للإستبداد أظهرتا لدى المواطنين أبهى مظاهر الوعي والمسؤولية على الحريات الفردية.
يدعم تيار المجتمع المدني أيضاً إعتصامات المناصرة والمساندة لهذين التحركين خارج تونس ومصر، ويدعو للمشاركة فيها قناعة منه بحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن حرياتها في التعبير وتصحيح أنظمتها.
..
.
للمراجعة: باسل عبدالله 587346/03
تعليقات: