في 12 تموز ,2006 بدأت إسرائيل عدوانها على لبنان. في اليوم التالي، وقد بدأ أهل الجنوب ينزحون باتجاه بيروت، التقت نور مع بعض الأصدقاء وراحوا يحضّرون طعاماً لعدد من الجنوبيين النازحين. وسرعان ما انضمّ آخرون إليهم فشكّلوا مجموعة عملت على إغاثة هؤلاء الذين أجبروا على ترك منازلهم وأرضهم. أمضت نور زمن العدوان كلّه تجمع التبرّعات وتقوم برصدها وتقسيمها وتوزيعها، مع الحرص على تأمين كل ما يلزم لمن يحتاجه.
توقّفت العمليات العسكريّة، فأكملت نور، من ضمن المجموعة، المشاريع المختلفة التي تمّ وضعها لمساعدة النازحين العائدين. لكن، قبل بضعة أشهر، «تفكّكت» المجموعة التي كانت نور تعمل ضمنها، فراحت مع ثلاثة من الرفاق «يصفّون الأعمال». وبالمال الذي كان لا يزال متوفّراً، ووجهته «الإغاثة»، اشترت نور بعض رؤوس الماشية ووزّعتها على عدد من المزارعين في قرى جنوبيّة عانى أهلها من التهجير والدمار وخراب أرزاقهم.
وعلى الرغم من قيامها بما «يمليه علي ضميري»، إلا أن نور مستاءة: «في بداية العدوان، كانت التعبئة هائلة وفجأة سيطرت حالة من الركود والجمود».. تضيف: «قد تكون الأمور منطقيّة في ظلّ الأوضاع السياسيّة الراهنة التي تقسم البلاد اليوم». وتتساءل: «ومصير العمل الذي قمنا به؟».
هم متطوّعون. هكذا كانوا وبعضهم لا يزال متطوعاً. اختلفت التسميات التي عملوا تحت سقفها واختلفت المهام وقطاعاتها. هم متميّزون، ولا يمكن وصفهم بأقلّ من ذلك، خصوصا أن الجهد الذي بذلوه كان استثنائياً، بقدر ما كانت الظروف التي تمرّ بها البلاد استثنائية.
لم يمض على بدء العدوان الإسرائيلي في تمّوز الماضي بضع ساعات حتى تجنّد الآلاف من الشباب والصبايا لإغاثة أهل الجنوب والضاحية النازحين. انتظموا في مجموعات مختلفة حملت أسماء عدّة كـ«صامدون» و«مواطنون»، إلى جانب شباب «النجدة الشعبيّة» وهؤلاء الذين عملوا مع المجموعات الحزبيّة. تُضاف إليهم مجموعات مستقلّة كوّنها أبناء المناطق، ومجموعات كشفيّة («الكشاف العاملي»، مثلاً). جميعهم نشطوا في ما سمّي «أعمال إغاثة»، فطبخوا، وأمّنوا الفرش والبطانيات، وكذلك مواد التنظيف والمأكولات الجاهزة والثياب والأدوية. ولقد تمكّنوا في بعض الأحيان من تقديم الألعاب للأطفال. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها هؤلاء في تأمين حليب الأطفال والحفاضات وبعض الأدوية الأساسية والمتابعة الطبيّة، أكملوا «عملهم» ليتمّموه على «أفضل وجه ممكن».
إلى هؤلاء، هناك مجموعات أخذت على عاتقها الاهتمام بالأطفال في مراكز النزوح من خلال متابعتهم نفسياً واجتماعياً وإعداد النشاطات المختلفة، مثل بعض المتخصّصين النفسيّين والاجتماعيين وبعض المراكز الثقافية والفنيّة («مركز الجنى»، مثلاً).
والعمل التطوّعي لم يُحصر في مراكز النزوح من مدارس ومستودعات وحدائق عامة، بل تخطّاه ليشمل مبادرات أخرى مثل تنظيف شوارع بيروت (حملة «... مش مزبلة»)، بعدما حالت الأوضاع الأمنيّة دون إزالة النفايات وبالتالي تكدّسها وتشكيل خطر على الصحّة العامة.
كذلك، شارك عدد من الناشطين الأجانب الشباب اللبناني في عملهم التطوّعي، وقد أتت «حملة المقاومة المدنيّة» و«قافلتها» خير برهان على ذلك. فجمع ناشطوها الإعانات وتوجّهوا جنوباً، لكنهم لم يبلغوا وجهتهم. فقد منعوا من إكمال الطريق.
وعندما نتكلّم عن هؤلاء المتطوّعين جميعهم، لا يمكن أن ننسى «المتطوّعين الدائمين»: شباب الصليب الأحمر والدفاع المدني الذين جهدوا خلال العدوان في نقل المصابين واستخراج جثث الشهداء وإطفاء الحرائق وتأمين المياه إلى مراكز النزوح وغيرها من المهام.
في 14 آب ,2006 تمّ وقف الهجمات العسكريّة. عاد الأهالي إلى أراضيهم وبيوتهم الجنوبية أو ما تبقى منها تاركين مآويهم المؤقّتة في بيروت والمناطق. لكنهم لم يعودوا وحدهم. بعض من هؤلاء المتطوّعين رافقوهم أو لحقوا بهم، في حين بقي آخرون يساهمون في إزالة الركام من الضاحية الجنوبية أو يجهّزون حصص إغاثة لإرسالها إلى العائدين إلى ديارهم المتضررة.
عام مضى على العدوان. عدد كبير من الناشطين «المتطوّعين» لم يعد كذلك. البعض (القليل) ما زال يفعل وإن تفكّكت المجموعات التي بدأوا معها. لكن، إلى جانب هؤلاء، راح آخرون ينشطون. هذه بعض تجارب.
لإنقاذ عيتا العتيقة
في عيتا الشعب، قسم مستحدث للتخطيط والهندسة. إسماعيل شيخ حسن (مهندس) ونادين بكداش (مصمّمة غرافيكيّة) ينشطان مع آخرين في هذا القسم. هما كانا يعملان تحت سقف «صامدون»، لكن: «عندما انتهت الحرب وحالة الطوارئ، لم نشأ أن يكون عملنا قد اختصر على الإغاثة.. أحببنا أن نكمل وها نحن نعمل في إطار إعادة الإعمار والتنمية المجتمعيّة، كذلك نعمد إلى توثيق المتغيّرات عبر تصويرها»، يشرح إسماعيل.
المجموعة التي تعمل في عيتا صغيرة. لا يتجاوز عددها العشرة أشخاص. خمسة منهم يداومون في البلدة. يشكّلون فريقاً متعدد الاختصاصات: مهندس، صحافي، مصمّم غرافيكي، متخصّصون في التاريخ وفي الاجتماع، مخطّط مدني وعامل عمارة. تشرح نادين: «نحن نعمل مع البلديّة في إعادة الإعمار، فنحن قسم التخطيط والهندسة. البلديّة حديثة العهد، من هنا يأتي عملنا ليساندها ولخلق النقاشات. ونحن نحرص على ألا تكون إعادة الإعمار جايي من فوق.. يجب أن يكون للناس رأيهم فيها». وتكمل: «من خلال عملنا، نركّز على الحارة القديمة التي جرف الإسرائيليون بيوتها. نحاول أن نحافظ على التراث الذي تمّ جرفه. كذلك، هناك بيوت الحجر التي لم يتمّ ترميمها. هنا، يعتمد الناس القوانين العرفيّة في العمارة. هناك أرض لكن ما من تخطيط مدني، ما من مسح والجميع يبني في الوقت ذاته وكيفما اتفق. نحن نحاول وضع ضوابط، إنما بمشاركة الناس حتى يكونوا مرتاحين». تضيف: «نحن نحاول قدر المستطاع المحافظة على الحارة التي قد تتحوّل إلى بنايات وإلى طرقات واسعة كأنما هذا شرط للتمدّن. لذا، من خلال عملنا، نحاول أن نحافظ على الحياة الاجتماعية التي تطبع الحارة.. الأطفال يلعبون في الأزقّة في حين أن النسوة يراقبنهم من مطابخهنّ. نحن نؤمن أنه عندما يتغيّر النسيج المعماري يتغيّر النسيج الاجتماعي».
يشدّد إسماعيل هنا على أن «المبدأ الذي نعمل بحسبه هو أن هناك جهات دولية تأتي إلى لبنان لتقديم المساعدة ولكلّ واحدة أساليبها الخاصة. أما نحن، أهل البلد، فلا نساعد من منطلق إغاثة. تلك المؤسسات ترمي الإغاثة وتمشي إذ انها لا تملك فكرة عن أهل البلد ومشاكلهم. لذا، كان لا بدّ من العمل انطلاقاً من القاعدة».
وتضيف نادين من جهتها: «لم نعتقد أننا سنبقى هنا طوال هذه المدّة، لكن إعادة الإعمار قضيّة طويلة». هي لا تعتقد أنهم سينقطعون عن عيتا يوماً: «هو مكان احتلّ شيئاً منا.. صرنا نفهمه.. صرنا جزءاً منه».
«بيت بالجنوب»
ليس بعيداً عن عيتا، تنشط مجموعة من المهندسين في بلدتي القليلة وزبقين تحت اسم «بيت بالجنوب». ربيع شبلي هو أحد هؤلاء. يعملون مع من دمّرت منازلهم: «نعدّ الخرائط ونشرف على الورش. أما الأثر فيمكن قياسه على الصعيد البيئي والهندسي المعماري والجمالي». كانت المجموعة قد بدأت عملها قبل حوالى تسعة أشهر. لكن، غالبية هؤلاء المتطوعين يعملون في بيروت حيث أماكن سكنهم، فكانوا بحاجة ماسة إلى توظيف من يقوم بمسح الأضرار لهم وتحديد الاحتياجات.
ويخبر ربيع: «بعدما كنا قد بدأنا العمل في القليلة، انتقلنا إلى زبقين. فأهل الأولى لم يقبضوا بعد مستحقّاتهم، لذا قد يتأخر العمل». ويشرح: «نحن نحاول وقف التشوّه في البنيان. لكن الوضع السياسي يشوّش علينا. ما نحاول أن نقوله للأهل أنه بدلاً من أن يصار إلى البناء بشكل عشوائي، فإن العمل المنظّم أوفر والشكل يكون أفضل».
يقول: «في العالم، عندما يقع دمار كهذا، غالباً ما يسجّل عمل تطوّعي»، متسائلاً: «لكن من هو المهندس أو المستثمر أو المقاول في لبنان الذي لا يريد أن يجمع ثروة على حساب المنكوبين؟». يضيف: «العمل الذي يجري قد يشكّل موقفاً كبيراً. فلنأخذ زبقين مثلاً. هي قريةٌ إذا قصد أحد أبنائها صور يعتبر أنه تغرّب. وكلّ مهندس، عندما يساهم في هذا المشروع، يوقّع عمله. وعندما يرى ابن زبقين أن طوني مثلاً صمّم له بيته، فهذا يعني أنه سيخلق شيئاً مهماً وإحساساً مختلفاً تجاه الآخر». هذا هو شغل ربيع الشاغل: «متحمّسون. نركض. كنا كثراً لكننا اليوم نعلن حاجتنا إلى مهندسين». ويتحدّث عن اتّصالات مع مهندسين أجانب مندفعين يرغبون بالمساعدة. ويشرح: «ما نحن بحاجة إليه هو تأمين قاعدة معلومات عن العقارات المتضرّرة وعن رغبة أصحابها.. وذلك لتأمين الخرائط والتصاميم».
ويقول ربيع بحرقة: «من الممكن أن نجعلها من أفضل عمليات إعادة الإعمار في العالم. وطموحنا هو الجنوب كله، ولبنان بأكمله».
زيت الزيتون
لا يقتصر العمل التطوّعي الجاري في الجنوب اليوم على المساهمة في إعادة الإعمار. فهناك مجموعات عدّة تعمل على مشاريع أخرى تدعم من خلالها الجنوبيين. مهى زعزع (متخصّصة في الأنتروبولوجيا) تنشط في إحدى تلك المجموعات. وكانت مهى قد شاركت في تنظيم «حملة المقاومة المدنية» خلال حرب تمّوز. وعندما توّقف العدوان، توجّه بعض الناشطين في الحملة إلى دير كيفا: «وتطوّعنا للإغاثة في سلعا وبليدا وحولا وزبقين.. في البداية، كنا نوزّع ثياباً وخزانات مياه ومولّدات صغيرة. كنا نجتمع في البلديّة ونرى أين يمكننا تقديم المساعدة. فأقمنا مثلاً في سلعا نشاطات للأطفال».
أمضوا أسبوعين في المنطقة، لكن بعد ذلك راحوا يتنقلون بين بيروت وتلك البلدات: «استأجرنا بيتاً كنا نضع فيه ألعاب الأطفال لنوزّعها عليهم في النشاطات اللاحقة. أما في زبقين وجبال البطم فاشترينا زيت الزيتون الفائض وحاولنا تصريفه. عرضناه في معرض الحدائق Garden Show وفي سوق الطيّب من خلال جمعيّة «أرض وناس»».
تكمل مهى في سرد سيرة النشاط: «عندما بدأنا، كان معنا عدد كبير من المتطوّعين الأجانب. اليوم، لم يتبقَ أحد من هؤلاء، ونحن نعمل ضمن فريق مكوّن من حوالى عشرة أشخاص». وتوضح أنه إلى جانب نشاط تصريف زيت الزيتون، يقوم الفريق بتنظيم ببعض الندوات حول مقاطعة البضائع الداعمة لإسرائيل.
وتشرح: «نحن لسنا منظمة غير حكومية ولسنا مؤسّسة منظّمة. نحن أفراد على قدر قدرتنا ومتعدّدو الاختصاصات. ما جمعنا هو ردّ فعل تجاه الحرب التي نشبت ضدنا، وكذلك إيمان بأن يكون النشاط داعماً للمجتمع المدني اللبناني حتى يكون قادراً على مواجهة الضغوطات.. مجتمع متماسك». تضيف: «أعترف بأنه منذ شهر كانون الأوّل والعمل يخفّ شيئاً فشيئا»، لكنها تشير إلى مشروع توأمة بين مدارس في الجنوب وأخرى في بيروت من أجل «خلق صلة وصل دائمة».
صابون الغار
من زيت الزيتون إلى صابون الغار والعودة إلى عيتا مع ابن البلدة نزار مرتضى. هو لم يكن يقيم فيها، لكن بعدما دُمّر بيته فيها، بات يلاحق موضوع إعادة الإعمار. نزار متخصّص في مجال الإلكترو ـ ميكانيك، ومنذ توقّف العدوان، يشارك المتطوّعين أعمالهم ويساهم في عمليّة إنماء البلدة: «تأمين مستوصف وأدوية، وقد تمكّنا من تأمين أدوية للأمراض المزمنة أيضاً كالسكري وسرطان الدم وغيرها. لا يزال المستوصف قائماً وسلّمناه إلى الهيئة الصحيّة. وامتدّت التجربة إلى كلّ من راميا وبيت ليف وذلك بالتعاون مع بعض عيادات الأطباء».
من جهة أخرى، عمل نزار على توثيق التاريخ الشفوي أو المحكي لبلدة عيتا وذلك بالتعاون مع إحدى الناشطات الفرنسيات. يشرح: «هذا يعني توثــــيق كيفية التعاطي الأهــــلي مع الوضع في حال حصول وفاة، مثلاً.. كذلك العلاقات الاجتماعية. ومجتمعنا هو مجتمع زراعي، فنوثق أيضاً العلاقة بالأرض وبالفلاحين...».
إلى توثيق التاريخ الشفوي، عمل نزار وبعض أهالي البلدة على إعادة إحياء عدد من الحرفيّات كصناعة المساند والمكانس وبعض الخشب، بالإضافة إلى المخللات والمربيات، من دون أن ننسى صابون الغار.
ويتحدّث عن شجرة الغار. «هي موجودة منذ زمن. لم يكن أحد يعلم ماهيّتها إلى حين نزح فلسطينيو .48 بعدما استقرّوا في المنطقة، عرّفوا أهل البلدة عليها وعلى ما يمكن استخراجه منها وتصنيعه. وبدأت صناعة الصابون البدائية». يضيف أن عيتا هي البلدة الوحيدة في المنطقة حيث أشجار الغار المثمرة وحيث يصنع صابون الغار، مشيراً إلى أن النساء والصبايا يعملن في هذا المجال. لذا، تمّ استحداث جمعيّة أُطلق عليها اسم: «نساء عيتا». ويخبر كيف حضر الدكتور رامي زريق، أستاذ في الجامعة الأميركية (هو يعمل في حقل الزراعات العضويّة)، وأمّن لهنّ منصّة عرض دائمة في «سوق الطيّب» في بيروت. أمّن زريق القالب وأواني الطبخ، وساهمت نادين بكداش بتصميم غلاف الصابون.
ويتوقّف نزار عند مشكلة برزت بعد تدخلهم: «اختلف السعر. بدلاً من أن يتراوح سعر كيلو الصابون (خمس أو ستّ قطع) بين عشرة وخمسة عشر ألف ليرة، أصبح بين ثلاثين وأربعين ألف ليرة. وبدأتُ أخاف. فغالبية الناس هنا يستخدمون هذا الصابون. كيف سيتمكّنون من دفع هذا المبلغ؟». ويوضح: «أنا ضدّ مبدأ الجمعيّة. الطبقة المخمليّة التي اخترعت لنا مساحيق التنظيف السائلة، أصبحت تريد الآن أن تنتزع منا صابون الغار. أنا أريد أن أسلّط الضوء على هذه الصناعة لكنني في الوقت نفسه لا أريد أن أحرم أهلها من استخدام منتجها. أنا ضدّ الاحتكار. لذا، عملنا على مجموعة ثانية من النساء من دون أن نفرض نمط علاقات اجتماعية.. المجموعة اختارت نفسها».
دعم نفسي ـ اجتماعي
إلى جانب هؤلاء الشباب الذين ينشطون في إعادة الإعمار وإحياء المنتجات الزراعية وغيرها، هناك آخرون يعملون على الإنسان مباشرة.. أحدهم، رائد عطايا. هو محام غير ممارس لكنه ناشط في جمعيّة «نبع» التي تعنى بالمسائل النفسية ـ الاجتماعية وحقوق الطفل.
يقول رائد: «قبل حرب تمّوز، كنا نعمل في المجتمعات الفقيرة لا سيّما المخيّمات الفلسطينية، لكن بعد وقوعها صار هناك نوع من هجمة على صعيد العمل النفسي ـ الاجتماعي وذلك للتخفيف من آثار الحرب والتهجير والعدوان الإسرائيلي. ورحنا نعمل على المجتمع المحلي فغطّينا قضاء صور وجزءاً من قضاء النبطيّة، في القرى والمدارس الرسميّة، بأنشطة لا صفيّة وعمل نفسي ـ اجتماعي. وعمدنا إلى تشكيل لجان أهليّة في القرى لتكمل ما كنا قد بدأناه (يستمرّ لغاية كانون الأول المقبل). فمردود العمل النفسي ـ الاجتماعي يأتي على المدى البعيد».
ويشرح آلية العمل: «في كلّ ضيعة، يعمل بين عشرة وخمسة عشر شخصاً ناشطاً مع الأهل خلال أربعة أو خمسة أشهر ليكمل هؤلاء من بعده. وقد عملنا على تجهيز المدارس بأدوات للرياضة والموسيقى إلى جانب مستلزمات الأشغال اليدوية والكتب المتخصّصة. وعملنا أيضاً على إعادة تأهيل بعض الأماكن كالمكتبات فجعلناها ملوّنة تزيّنها الرسوم».
إلى جانب العمل في المدارس، «أنجزنا عملاً اجتماعياً وطبياً في عشرة مراكز للشؤون الاجتماعية. جهّزنا زوايا للأطفال وألعابا ومكتبات ومواد للأشغال اليدوية، كما أمّنا ناشطين اجتماعيين فيها».
ويشدّد رائد على «أننا خلقنا لجاناً محليّة من أهل وإدارة المدرسة وأساتذة وأطفال وشباب، والهدف هو الاستمرار. فنحن اليوم موجودون لكن غداً لسنا هنا».
تعليقات: