عودة الأرواح
كثير من الأجساد تعيش بأرواح مهترئة أو شبه ميتة، لا تنسجم مع الحياة التي يعيشها الجنس البشري في هذا الزمن الصعب بشيء.
فالكثير من الأجساد لا تمتلك أرواحا فيها شيء من الصفات الحضارية، فالجمال روح، والفكر روح، والإبداع روح، كذلك الثقافة والأدب والعلم والإيمان المطلق بحياة خالية من الجريمة والشر.
كل هذه الصفات هي رمز للأرواح المشّعة وما نراه اليوم، فالكثير الكثير من أجساد تسكنها أرواح منهكة محاصرة بالخوف والرعب والجهل وعادات وتقاليد مبنية على معتقدات وفرضيّات ليس إلاّ.
إنّ أجساداً رحلت قبل آلاف السنين كانت تسكنها أرواح مضيئة أسست حضارات منذ عشرات القرون، لم تزل تحاكي الزمن حتى يومنا هذا، لا بل ربما الى الأبد. نحن اليوم بحاجة الى عودة هذه الأرواح التي لم تزل حيّة في أحضان الزمن والتاريخ، لتسكن أجساداً لم تزل داخل الأرحام، لتكمل مسيرتها الإبداعية الخلاّقة، فالجنس البشري الذي يعاني اليوم عقد الخلافات الدينية، والأطماع الدولية على مقدّرات وخيرات شعوب فقيرة في دوامة من الخوف والقلق.
إنّ البشرية ليست بحاجة الى المدفع والصاروخ والقنابل الذرّية والطائرات التي تلقي بحممها لتقتل الكثير الكثير من كل ما هو حي، أكان هذا نباتاً، ام حيواناً، او إنساناً، فنحن اليوم بحاجة الى قنابل تتفجّر حباً وتفاهماً وتعاوناً على مستوى كل الجنس البشري مع هكذا أجساد تعيش بتلك الأرواح المضيئة، ففيها تتوحّد البشريّة ويعمّ السلام كامل مساحة الكرة الأرضية وتنعم الإنسانية بحياة أفضل بعودة هذه الأرواح لو قدّر لها أن تعيش ثانيةً.
تعليقات: