المخرج يتحدث لـ«السفير» عن إشكاليات المسلسل العائلية والقانونية
ممدوح الأطرش: أنا صاحب الحق بمسلسل «أسمهان» ولن يمس أحدٌ بها.
دمشق :
لم تفِ أسرة مسلسل «اسمهان» بوعودها حين أعلنت الأول من آذار الماضي موعداً للإعلان عن اسم الممثلة التي ستجسد شخصية المطربة الكبيرة الراحلة، وتاريخ البدء بالتصوير وتفاصيل العمل. هكذا، مر آذار بصمت، ليعقبه نيسان على النحو ذاته، فيما علمت «السفير» أن قراراً نهائياً اتخذ بتأجيل تصوير المسلسل إلى العام القادم. وقد بدا واضحا إن انتاجه ما زال يعيش مخاضاً إنتاجياً ورقابياً، مع معلومات غير مؤكدة أفادت بها لـ«السفير» أوساط قريبة من مداولات المسلسل، عن احتمال انسحاب الجانب الإنتاجي المصري المتمثل بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر من مشاركة الفنان فراس ابراهيم في إنتاج العمل.
سنوات طويلة انتظرها العمل في أروقة المحاكم، أولاً نحو خمس سنوات ونصف السنة، إلى ملفات الرقابة في التلفزيون السوري نحو عام، وصولاً إلى متاهة إنتاجية دخلتها شركة فراس ابراهيم، الشركة المنتجة، ولم تخرج منها حتى الساعة.
مؤخراً عادت الأصوات المعترضة من الورثة لترتفع مجدداً رافضة إنتاج العمل، في وقت تناقلت فيه بعض الصحف أخباراً تقول إن مسلسل «اسمهان» الذي لم يكتب بعد، حسب الأوساط نفسها، لن يتطرق لجوانب في حياة اسمهان من شأنها أن تسيء لصورتها. الأمر الذي استغربه الكاتب والمخرج ممدوح الأطرش عرّاب المشروع الدرامي لأسمهان. موضحاً في حديثه مع «السفير» مسألة قانونية إنتاج العمل، ومؤكداً أنه «الوحيد صاحب الحق الحصري قضائياً بإنتاج مسلسل وفيلم عن حياة إسمهان». وشرح الأطرش «قبل أن أبدأ بكتابة المسلسل وجمع الوثائق استشففت آراء العائلة وأخذت موافقة خطية من الأمير سليم الأطرش، أمير آل الأطرش الآن وحفيد الأمير حسن الأطرش زوج اسمهان، كما أخذت نحو 170 توقيعاً من أهل الأطرش بالموافقة لي حصرياً على إنتاج المسلسل والفيلم. وفي الوقت ذاته اخذت تصريحاً خطياً بموافقة كاميليا ابنة اسمهان ووريثتها، وتصريحاً خطياً آخر بموافقة أخ اسمهان من الأب منير الأطرش». ويضيف« وبناء على ذلك كله، بدأت العمل . إلا أن الطمع أصاب بعض افراد العائلة وخاصة كاميليا ومنير، فطلبوا مليوني دولار كحق إرثي لهم ليتركوني اتابع. هذه الورطة وصلت بنا الى القضاء. بعد اكثر من خمس سنوات ونصف السنة في المحاكم اخذت محاكمات قطعية نهائية وحصرية إنتاج المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي عن سيرة اسمهان».
ولفت المخرج الأطرش الى أنه أوكل إنتاج المسلسل لشركة الفنان فراس ابراهيم، بينما سيعمل هو والمخرج سامر دعبول على إخراج الفيلم السينمائي الذي سيشارك فيه ممثلون من فرنسا وبريطانيا وتركيا وألمانيا بالإضافة إلى ممثلين مصريين ولبنانين وسوريين، وتنتجه جهات أجنبية بمشاركة المؤسسة العامة للسينما.
ولم يسمّ الأطرش أياً من أسماء الفنانين المرشحين للأدوار التمثيلية الرئيسية. لكنه اكد أن «إشكاليتنا الحقيقية هي الممثلة التي ستلعب دور اسمهان، سواء في الفيلم أو في المسلسل، فاسمهان شخصية اشكالية من حيث المضمون ومن حيث الشكل هي بدأت فعلها الدرامي في سن 14 سنة وماتت بسن ,26 وبالتالي نحتاج لممثلة في منتصف هذا السن حتى تقنع».
وحول حقيقية الأسماء التي رشحت لدور اسمهان، قال المخرج الأطرش «طرحت اسماء كثيرة وغالبيتها يطغى عليها الطابع الدعائي والتجاري. فقد عرض تلفزيون دبي تمويل المسلسل شريطة أن تجسد نانسي عجرم شخصية اسمهان، وهذا ما اعترضت عليه. فنانسي لا تصلح، لا شكلاً ولا مضموناً، لتلعب شخصية اسمهان. وتراجع تلفزيون دبي بسبب رفضنا. باختصار هناك ترشيحات كثيرة ولكننا لم نستقر حتى الساعة على اسم أحد».
ورداً عن سؤال حول ما تردد من أن عمل اسمهان لم يكتب بعد، قال الأطرش: «لقد لاحقت على مدار نحو خمس سنوات حياة اسمهان والكثير من الوثائق التي تخصها، وقمت أنا والسيناريست الشاب رفعت الهادي بكتابة المسلسل، وقدمناه للتلفزيون السوري لينتجه بوصفه عملاً سورياً. ولكن للأسف الشديد ماطل التلفزيون به الى أن مللت، ثم كلفت الكاتب قمر الزمان علوش بإعادة صياغة العمل بسبب اعتراضات رقابية سورية على تفاصيل قالت إنها تضمنت هجوماً على القصر الملكي قي مصر. ومع تولي الفنان فراس ابراهيم إنتاج العمل كلف نبيل المالح بإعادة صياغة العمل...».
وحول ما تردد عن ابتعاد العمل عن كل التفاصيل التي تسيء إلى اسمهان ولا سيما نشاطها السياسي، قال ممدوح الأطرش: «كثيرون لا يعرفون أسرار حياة اسمهان، ويتبنون مغالطات كتبت عنها وشوهتها، لقد تتبعت حياة اسمهان منذ ولادتها عام 1918 وحتى مماتها ,1944 تتبعتها يوماً بيوم، وجمعت وثائق عن حياتها بدءاً من تركيا ولبنان ومصر ووزارة الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الفرنسية، كشفت عن كثير من المغالطات التي قيلت عنها، وكانت كل الكتابات التي كتبت عن اسمهان تفتقر إلى الموضوعية لأن كل ما كتب كان من خلال علاقات شخصية ومن خلال معاناة شخصية عاشها هؤلاء الأشخاص مع اسمهان تحديداً...». وروى المخرج الأطرش تفاصيل عديدة عن حياة اسمهان، لافتاً إلى أن تفاصيل الحكاية كاملة كتبها في المسلسل وأنه في معالجته لحياة اسمهان درامياً كان حريصاً على رصد حياة «أسمهان الإنسانة في سموها وفي سقوطها، بعطائها وشحها...».
ولم يخف المخرج ممدوح الأطرش، المشرف الفني العام على المسلسل بموجب عقده مع فراس ابراهيم، تخوفه من تدخلات جهات حددها بالـ«مصرية»، للإساءة لشخصية اسمهان. مشدداً انه «لن اسمح لأحد بالمساس بحياة اسمهان والإساءة إليها وتشويه شخصيتها. هناك امور إنتاجية أتفهمها، ولكن شريطة ألا تمس الخطوط الاساسية التي تخص الشخصيات المرتبطة بحياة اسمهان وخاصة الشخصيات الوطنية في سوريا ولبنان».
ما حقيقة عمل أسمهان لصالح المخابرات البريطانية؟
تحدث المخرج ممدوح الأطرش لـ«السفير» عن ما توصل اليه بالبحث عن حقيقة علاقة المطربة الراحلة أسمهان بالمخابرات البريطانية، وهي كما يقول «مدعمة بالوثائق والأدلة». يقول الأطرش «ظلمت اسمهان حين اتهمت بالعمل لصالح المخابرات البريطانية وهي ليست كذلك، وقد حصلت على وثيقة هامة جداً فحواها أنه في 21 آذار عام 1941 اجتمعت القيادة العليا للحلفاء في السفارة البريطانية في القاهرة، وتقرر في الاجتماع تكليف الأميرة آمال الأطرش الشهيرة بـ«اسمهان» بالذهاب إلى «دولة جبل الدروز» (كانت دولة أنذاك) لإقناع زوجها، الأمير حسن الأطرش وباقي القيادات الوطنية بالوقوف على الحياد ريثما تدخل قوات الحلفاء المرابطة في فلسطين شرقي الأردن لتقضي على قوات فيشي في سوريا ولبنان».
ويضيف الأطرش« قبلت اسمهان المهمة وجاءت دمشق وقابلت زوجها الذي استشار القيادة الوطنية آنذاك واجتمعوا مع سلطان الأطرش ونسيب الأطرش وعبد الغفار الأطرش والأمير فاعور الفاعور، الذين قرروا مساعدة الحلفاء شريطة أن يتعهدوا بمنح سوريا ولبنان استقلالهما فور تحرير دمشق. وتعهد الحلفاء بذلك وتم تحرير دمشق وأعلن ديغول في خطابه بجامعة دمشق منح سوريا ولبنان الاستقلال بناء على وعده لأسمهان. فيما بعد تبين أن كل ما حدث ما هو إلا خديعة. فقد كان الحلفاء مقررين تقسيم سوريا ولبنان. وعندئذ اتهمت اسمهان بالخيانة وأول من اتهمها بذلك اهلها. فحاولت انتقاماً لكرامتها أن تتصل بالألمان عن طريق صحفي اميركي كان يعمل لصالح المخابرات الالمانية! وسعت لمقابلة السفير الالماني بأنقرة للاتفاق معه لإنزال القوات الالمانية على الساحل السوري للقضاء على قوات الحلفاء. إلا أن المخابرات البريطانية تعقبتها وألقت القبض عليها ووضعتها في الإقامة الجبرية في بيروت، إلى أن هربت إلى القدس ثم عادت إلى القاهرة.
مسلسل وفيلم «أسمهان»: إشكاليات عائلية وقانونية.
تحدث المخرج ممدوح الأطرش لـ«السفير» عن ما توصل اليه بالبحث عن حقيقة علاقة المطربة الراحلة أسمهان بالمخابرات البريطانية، وهي كما يقول «مدعمة بالوثائق والأدلة». يقول الأطرش «ظلمت اسمهان حين اتهمت بالعمل لصالح المخابرات البريطانية وهي ليست كذلك، وقد حصلت على وثيقة هامة جداً فحواها أنه في 21 آذار عام 1941 اجتمعت القيادة العليا للحلفاء في السفارة البريطانية في القاهرة، وتقرر في الاجتماع تكليف الأميرة آمال الأطرش الشهيرة بـ«اسمهان» بالذهاب إلى «دولة جبل الدروز» (كانت دولة أنذاك) لإقناع زوجها، الأمير حسن الأطرش وباقي القيادات الوطنية بالوقوف على الحياد ريثما تدخل قوات الحلفاء المرابطة في فلسطين شرقي الأردن لتقضي على قوات فيشي في سوريا ولبنان».
ويضيف الأطرش« قبلت اسمهان المهمة وجاءت دمشق وقابلت زوجها الذي استشار القيادة الوطنية آنذاك واجتمعوا مع سلطان الأطرش ونسيب الأطرش وعبد الغفار الأطرش والأمير فاعور الفاعور، الذين قرروا مساعدة الحلفاء شريطة أن يتعهدوا بمنح سوريا ولبنان استقلالهما فور تحرير دمشق. وتعهد الحلفاء بذلك وتم تحرير دمشق وأعلن ديغول في خطابه بجامعة دمشق منح سوريا ولبنان الاستقلال بناء على وعده لأسمهان. فيما بعد تبين أن كل ما حدث ما هو إلا خديعة. فقد كان الحلفاء مقررين تقسيم سوريا ولبنان. وعندئذ اتهمت اسمهان بالخيانة وأول من اتهمها بذلك اهلها. فحاولت انتقاماً لكرامتها أن تتصل بالألمان عن طريق صحفي اميركي كان يعمل لصالح المخابرات الالمانية! وسعت لمقابلة السفير الالماني بأنقرة للاتفاق معه لإنزال القوات الالمانية على الساحل السوري للقضاء على قوات الحلفاء. إلا أن المخابرات البريطانية تعقبتها وألقت القبض عليها ووضعتها في الإقامة الجبرية في بيروت، إلى أن هربت إلى القدس ثم عادت إلى القاهرة.
تعليقات: