شبان الناقورة يطالبون بـ«حقهم في العمل» لدى القوات الدولية

جانب من الاعتصام أمام بلدية الناقورة أمس.
جانب من الاعتصام أمام بلدية الناقورة أمس.


يلمّحون إلى وجود «محسوبيات» في التوظيف و«اليونيفيل» تنفي

الناقورة:

سلَّم رئيس بلدية الناقورة حسين عواضة امس مذكرة إلى قوات «اليونيفيل» يطالب فيها حوالى خمسين شاباً من العاطلين من العمل في البلدة القوات الدولية بتوظيفهم، وبتخصيص أهل البلدة بحصة من التوظيفات التي لامست حدود الثلاثة عشر الف موظف فيما لا يتجاوز عدد الموظفين من الناقورة الثلاثين شخصاً.

وجاء تسليم المذكرة إثر اعتصام نفذه شباب البلدة، ومن بينهم عدد من حملة الشهادات الجامعية، وانتهى بتجمع امام القصر البلدي، تساءلوا خلاله عن المعايير التي تحكم التوظيف في «اليونيفيل»، وعما إذا كانت «مسيسة على الطريقة اللبنانية».

في المقابل، يقول الناطق الإعلامي باسم «اليونيفيل» اندريا تينانتي لـ«السفير» «ان القوات الدولية تحرص على أفضل العلاقات مع الأهالي في منطقة انتشارها وخصوصا الناقورة»، لافتا إلى «حصول اجتماعين بين اليونيفيل والسلطة المحلية (البلدية) في الناقورة، بخصوص موضوع التوظيف ومطالب الأهالي، وانه إذا كان من وجود سوء تفاهم نأمل بأن تحل تلك الأمور وفق القواعد التي تعمل بها اليونيفيل».

ويشير اهالي الناقورة إلى أن جنود حفظ السلام الدوليين العاملين في إطار «اليونيفيل» يتقاسمون مع أهالي الناقورة أراضيها الواسعة، ويساوي عددهم، وهم الآتون من ثلاثين دولة، والموظفون المدنيون الأجانب والمحليون، مع عدد الأهالي المقيمين في البلدة، معتبرين أن هذه «الشراكة» لم تمنح البلدة، لا قبل الاحتلال ولا بعده، الفوائد التنموية المرجوة لاستضافتها أكبر قواعد المنظمة الدولية في الشرق الأوسط.

ويتناقل أهالي البلدة، الذين يقيم قسم كبير منهم خارجها، نتيجة سنوات الاحتلال من جهة وغياب فرص العمل من جهة أخرى، ما يسمونه «الغبن اللاحق بشبابهم جراء ما يطلقون عليه «المحسوبيات في التوظيف والعمل لدى قوات اليونيفيل». ويعتبرون أن لديهم «حقوقاً» على «اليونيفيل»، التي تتمركز في بلدتهم وتحرم صياديها منذ صدور القرار 1701 عن مجلس الأمن الدولي، من مزاولة عملهم بحرية. كما يسأل الكثيرون من شبان البلدة العاطلين من العمل عن آلية التوظيف في «اليونيفيل»، وهل يعقل أن توظف اليونيفيل من أبناء البلدة، منذ 32 عاماً حتى اليوم، ما يقل عن الثلاثين شخصاً، غالبيتهم في مواقع بسيطة، بينما تغص إداراتها في بلدتهم بأعداد كبيرة جداً من أبناء القرى المجاورة والمناطق الأخرى؟».

وأطلق الأهالي على ما يحدث بـ«الإجحاف»، حيث تجمع أكثر من خمسين شاباً من أبناء الناقورة العاطلين من العمل، ومن بينهم عدد من حملة الشهادات، رافعين الصوت باتجاه «اليونيفيل» أمس، ليطالبوا من خلال مذكرة سلمها رئيس البلدية إلى القوات الدولية بالعمل على توظيفهم. وسبق التحرك، الذي انتهى بتجمع أمام القصر البلدي، سلسلة من الاجتماعات على مدى اليومين الماضيين بين ممثلين عن «اليونيفيل « وعن الأهالي.

وفي الاعتصام أمام البلدية، يقول حاتم سبليني، الحائز إجازة في إدارة الأعمال منذ حوالى ثلاث سنوات: «تقدمت بثلاث طلبات للعمل في اليونيفيل، وإلى اليوم لم أحظ بالعمل، رغم توظيف الكثيرين في الفترة عينها». ويسأل سبليني، الذي اضطر للعمل مياوماً في مجال الزراعة: «هل يجوز أن يحرم شبان الناقورة من العمل على أرض بلدتهم التي تستضيف مقر قيادة اليونيفيل؟».

ويتوقف الشاب فوزي يزبك، الذي توفي والده أثناء العمل مع الكتيبة الإيطالية في الناقورة عند «تهميش أهالي الناقورة في عملية التوظيف»، لافتاً إلى «انهم يقولون إن المطلوب كفاءات، فهل سائقو سيارات النفايات والمهن الأخرى يحتاجون إلى شهادات؟»، متوقفاً عند عرف لدى «اليونيفل يقضي بتوظيف أحد أفراد العائلة بعد تقاعد الشخص أو وفاته. فلماذا لا يعمل به بالنسبة لموظفي الناقورة القلائل؟».

ويشكو رئيس بلدية الناقورة حسين عواضة من «عدم إعطاء أهالي الناقورة حقوقهم في التوظيف والخدمات، أسوة بالمناطق الأخرى»، لافتاً إلى «اننا أوصلنا رسالة من الشبان إلى اليونيفيل، وقد وعدنا من أحد الموظفين الذي تسلمها ببحث الموضوع مع عودة مدير شؤون الموظفين في اليونيفيل أواخر الشهر الحالي من نيويورك». يضيف عواضة «ان مطلب الشبان هو مطلب محقّ، وقد أثرنا الموضوع ومسألة الخدمات مع قائد اليونيفيل الجنرال ألبرتو اسارتا، الذي أعطى وعداً بالاهتمام الإضافي ببلدة الناقورة وأهلها».

وعن اتهام «اليونيفيل» بالتمييز والمحسوبيات في عملية التوظيف، يوضح الناطق الإعلامي باسمها اندريا تينانتي بأن «اليونيفيل تعتمد على الكفاءات والخبرات في عملية التوظيف، وذلك لا يعني أن أبناء الناقورة ليس لديهم كفاءات»، معتبراً «أن سياسة اليونيفيل شفافة، وهي تجري المقابلات مع المتقدمين إلى الوظائف الشاغرة والمطلوبة، وهناك أكثر من فريق عمل في اليونيفيل للتقييم». ويلفت تينانتي إلى أن «الإعلان عن الوظائف يتم عبر الموقع الالكتروني لليونيفيل، ووضع إعلانات عند مدخل المقرّ في الناقورة»، مشدداً على «العلاقة الطيبة مع الأهالي الذين يستضيفون اليونيفيل».

تعليقات: