علي عبد الحسن مهدي: إبتسمت الطبيعة، تفتحت الزّهور وأزهر اللّوز
وأطلّ علينا شهر آذار دافئاً مبتسماً، وإبتسمت الطبيعة، وتفتحت الزّهور وأزهر اللّوز.
أكتب هذه الكلمة وأنا جالسٌ على شرفة منزلي، على (مطلّ الجبل) وبجانبي ركوة القهوة وأمامي جبل الشيخ بعظمته وشموخه معمّماً بالثلوج، التي تغطي قممه العالية، إنّ هذا المشهد ليست لوحة رسّام أبداّ، إنّها الطبيعة، أجل إنّه الجمال إنّها الحياة التي نعشق ونحب، ويشدّك نظرك وأنت تتدرج بخيالك شيئاً فشيئاً متوجّهاً نحو الأسفل مروراً ببلدة كفرشوبا وقرية السلميّة، الجارة القريبة لنبع صريد، بمياهه التدفقة من سفوح ذاك الجبل العظيم ليلتقي بمياه الحاصباني، او كما يحلو للبعض أن يسميها منطقة القرشة لينسابا معاً نحو نهر االوزاّني حيث المطاعم والمقاهي والسحر والجمال ومنظر سهل الوطى وإخضراره الدّائم الغني عن التعريف بألوانه المتعددة ولكثرة ما فيه من البيوت البلاستيكية حيث زراعة الخضار وخاصة زراعة البطيخ والشمام في وقت مبكّر، هذا عن المشهد الشرقي للخيام أمّا عن المشهد الغربي بداية من نبع المسيل بمياهه ومجراه الجميل من النبع حتى الدردارة التي تزهو ببحيرتها الجميلة ونبع الباردة والرقيقة وروعة سهل المرج بجماله ومناظره الخلاّبة، وهناك جمال آخر لا يقل روعة عن جمال الطبيعة والأنهر والينابيع، إنّه جمال السماء وأنت تشاهد أسراب طيور الإوز وهي في طريق العودة الى موطنها الأصلي بصوتها الجميل القادم علينا من السماء، هذا الصوت وكأنّه نشيد الحريّة، نشيد الحب والجمال لهذا الطائر الجميل الذي لا يعرف العنصرية ولا يحمل أيّة هوية طائفية، تعرذف عن عقيدته، إنّما هذا الطائر أرقى وأكثر حضارة من الإنسان.
أفراد هذا الطير ليس فيهم من هو مسيحي أو مسلم سنّي أو شيعي أو يهودي ولا بوذي، ولا ينتمون الى ايّ معتقد ديني، فقط يحملون عقيدة الحب والحياة للجميع، لكنّ الإنسان الرّافض لوحدة المصير مع أيّ مخلوقٍ آخر، أكان طائراً أم حيواناً ام نباتاً، فهو عدو الجميع على هذا الكوكب، زارعاً بذور الشر والخوف والإرهاب، ولا يطرب إلاّ لسماء هدير الدبابات وأزيز الرصاص ودوي أصوات المدافع بقنابلها القذرة والطائرات التي تلقي بحممها على رؤوس الآمنين حاملة معها الموت والدمار لكل ما وجدته بطريقها هذا هو الإنسان وهذه حضارته.
تعليقات: