حوض نبع الدردارة.
لم تبادر بلدية الخيام إلى إزالة تعدي مستثمرين «سياحيّين» من أبناء الخيام على حوض نبع الدردارة. هؤلاء ردموا مساحات من الحوض بغية صبّها بالإسمنت وجعلها باحة للجلوس والطاولات. وقد دفع عدم تنفيذ القرار أحد أعضاء المجلس البلدي إلى التحدث عن نيات كيديّة تقف خلف امتناع الجهات المختصة في البلدية عن تنفيذ القرار.
ويستغرب التأخر «فالقرار اتخذ منذ ثلاثة أشهر، ولم تكن، في حينه، المياه قد غمرت الردم، لا بل إن الردم كان ظاهراً للعيان وفوق مستوى المياه، والدليل على ذلك أن البلدية أمرت المستثمر بإزالة شبكة الحديد التي رصف بها الردم تحضيراً لصبه بالإسمنت».
في المقابل، يؤكد رئيس البلدية المهندس عباس عواضة لـ «الأخبار» أن البلدية لا تزال عند قرارها، لكن لا يمكن الاقتراب، هذه الأيام من حوض النبع، لأن المياه التي تجمّعت فيه بسبب الأمطار، غمرت الردم أكثر من مترين، وفي هذه الحال لا يمكن المعدات والآليات الغوص في المياه لإزالة ما يجب إزالته».
ويشير عواضة إلى أن البلدية ستنفّذ قرار الإزالة «عندما تصبح الأجواء مؤاتية».
يذكر أنّه في هذه الأيام يغيب صيادو الأسماك عن ضفاف نبع الدردارة بسبب ارتفاع منسوب مياه النبع إلى حده الأقصى، وغور الأسماك في قعره، مثلما يغور الردم «المصطنع» و«القديم»، الذي قضم مساحات من الحوض تظهر آثارها السلبية، عادةً، بعد تدني نسبة المياه في حوض النبع.
وقد بلغت المياه المتجمعة في حوض الدردارة النسبة القصوى بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت أخيراً، ما أسهم في تدفق مياهها في أرجاء سهل الخيام من المسرب المخصص، ثم تجمّعها عند أسفل السهل على شكل بحيرة، تجد منفذها في مجرى يفضي إلى مستعمرة المطلة، ومنها نحو برك اصطناعية أنشأها العدو الإسرائيلي لتخزين المياه الشتوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعاني سهل الخيام شح المياه صيفاً، بسبب تراجع مصدرها الأساس من نبع الدردارة، الذي يعاني هو الآخر الردم والعبث بحوضه تارةً، وتارةً أخرى عدم إنشاء برك رديفة وتحسين السواقي الإسمنتية التي تتولى عملية توزيع المياه على السهل.
وكانت جريدة «الأخبار» قد أثارت في عددها الصادر بتاريخ الأول من كانون الأول 2010 عملية الردم التي يتعرض لها حوض نبع الدردارة بغية إنشاء مساحات سياحية، ما جعل الأمر مثار جدل في المجلس البلدي في الخيام، الذي اتخذ قراراً بإزالة الركام من حوض النبع على نفقة المجلس البلدي، بعدما رأى أن هذا الركام حدث بفعل التراكم لا من فعل المستثمر السياحي فقط.
.
تلوث مياه الدردارة
أنيطت برئيس بلدية الخيام المهندس عباس عواضة مسؤولية متابعة إزالة التعدي على حوض نبع الدردارة. وتقرر آنذاك أن تفحص البلدية مياه النبع مخافة وجود تلوث فيه، بسبب تسرب مياه الجور الصحية، وتحديد هوية التلوث، ومعالجتها لو تبيّن أن ثمة تلوّثاً خطيراً فيه.
وكانت البلدية السابقة قد أقامت تحصينات من الإسمنت حول الدردارة لمنع تسرب المياه الآسنة إليه، بيد أنّ مصادر بيئية أكدت أنّ هذه التحصينات لا يمكن أن تمنع التسرب في حال حدوثه.
تعليقات: