زاهي وهبي يصدر بياناً يعلن فيه استقالته من تلفزيون المستقبل

الاعلامي والشاعر زاهي وهبي
الاعلامي والشاعر زاهي وهبي


جاءنا من مصادر وثيقة الصلة بالاعلامي والشاعر زاهي وهبي أنه قد استقال اليوم من تلفزيون المستقبل، ثم جاءنا بيان صادر عنه هو التالي:

<<

بعد 27 عاماً من العمل الثقافي والصحافي بوسائله المختلفة مكتوبةً و مسموعةً و مرئيةً منها 20 عاماً عبر الشاشة (15 منها في برنامج متواصل هو خليك بالبيت عبر قناة المستقبل الذي استضاف مئات الشخصيات العربية المبدعة من شتى الميول و الأهواء)، وبعد كل ما تخللته تلك الأعوام من انجازات واخفاقات، نجاحات وخيبات، حلاوات ومرارات، وجدت أنه حان الوقت لاستراحة مُحارب قبيل الانطلاق مجدداً لاختيار وخوض تجربة جديدة.

واذ أشكر جميع الأصدقاء المشاهدين على امتداد الوطن العربي و المهاجر الذين لولا دعمهم و تشجيعهم ومتابعتهم لبرامجي لما قُدّر لي الاستمرار كل تلك السنوات بسمانها و عجافها، أجدّد عهدي لهم بالبقاء صوتاً للموضوعية وللنزاهة المهنية وللكلمة الطيبة المسؤولة الهادفة الى مد جسور التواصل و الحوار بين الناس على اختلاف انتماءاتهم و أفكارهم، سواء في بلدي لبنان الأكثر حاجة الى الأصوات الخفرة الهادئة أو في الوطن العربي الكبير الذي يشهد تحولات مصيرية عاصفة أتمناها حاملة لبشائر الخير والعدالة الاجتماعية و الحرية والتقدم والازدهار لجميع العرب، مؤمناً أن الحوار الصادق والتواصل و التلاقي هي أفضل السبل لحل المشكلات و تجاوز الأزمات مهما كانت مستعصية.

ولا يفوتني الاعراب عن امتناني العميق لتلفزيون المستقبل الذي مثّل لي بيتاً مهنياً على امتداد قرابة عقدين من الزمن، بموظفيه الذين كانوا أسرة حقيقية، وبادارته التي منحتني ثقةً غالية و هامشاً من الحرية وفّر لبرامجي مناخاً صحياً للعمل الثقافي و الاعلامي، والشكر موصول للقيمين على التلفزيون و لأسرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي سيبقى في وعيي و وجداني رمزاً كبيراً لقيم انسانية ووطنية وقومية صادقة في سبيل نهضة لبنان و العرب من خلال مراحل حياته المتعددة و دوره النهضوي تربوياً وتعليمياً و انجازاته الكبرى على أكثر من صعيد.

اذ أكرر شكري و امتناني لمشاهدي برامجي وضيوفها و لكل مَن عمل الى جانبي على اختلاف المراحل التي مرتّ بها برامج خليك بالبيت و ست الحبايب وقرأت لكم و سواها، أتوجه بالشكر كذلك لزملائي في الصحافة و الاعلام البناني و العربي على مساهمتهم في نجاح تلك التجربة و لو بمجرد كلمة تشجيع أو نقد أو ملاحظة لتصويب خطأ أو هفوة ،و لجميع المعلنين الذين تعاقبوا على رعاية برامجي لثقتهم بها و بمضامينها الهادفة.كما أجدّد اعتزازي بكل ما حققته طوال سنوات لم تكن دائماً معبدة و سهلة،و كذلك اعتذاري عمّا تخللته تلك السنوات من تقصير أو هنات أو هفوات تعلمت منها الكثير مما يصقل التجربة المهنية و يحصّنها.

كما يهمني الايضاح أنه فور انتهاء أشهر الاستراحة وتبلور برنامج جديد سوف يتم الاعلان عنه و عن مكان بثه عبر مؤتمر صحافي يُخصص لهذه الغاية.

إنها أشهر استراحة في البييت بدلاً من "خليك بالبيت" الذي يستمر أسابيع أخرى مقبلة حتى نهاية نيسان/أبريل أو منتصف أيار /مايو على أمل الانطلاق في تجربة أخرى يتم الاعلان عنها حال تبلورها و قد كنت أفضّل تأجيل اصدار هذا البيان الى حينه احتراماً للبرنامج و مشاهديه و للقناة وإدارتها لكن تسرب خبر تقديمي لاستقالتي الى بعض المواقع الاعلامية عجّل في اصداره منعاً لأي تفسير أو تأويل في غير موضعه مع تكرار الشكر لقناة المستقبل بادارتها و موظفيها، راجياً الخير و النجاح للزملاء كافة.

زاهي وهبي

>>

إنتهى البيان

...

من هو زاهي وهبي؟

في بلدة عيناتا الحدودية على مشارف الجليل الفلسطيني ، وفي غرفة ترابية صغيرة ولد زاهي وهبي وعاش وحيدا في كنف والدته بينما كان والده مهاجرا إلى ما وراء البحار حيث عاش وتوفي في مدينة سيدني الاسترالية .

في تلك الغرفة الترابية المتواضعة عاش زاهي وهبي سنواته الخمس الأولى ، وكان يتفجر داخل غرفته ينبوع ماء صغير مع بداية كل ربيع ، كما كانت العصافير السنونو تبني أعشاشها الطينية داخل غرفته لذا يحلو له القول : " إن أول صديقين لي هما ينبوع وعصفور "

نشأ زاهي وهبي وهو يستمع إلى والدته تروي له قصص الأنبياء والأولياء والمرويات الشعبية عن الزير سالم وسيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد ومجنون ليلى ... الخ ، ويقول : حين كنت أشاهد والدتي تصلي الفجر بردائها الأبيض الناصع وبيديها المرفوعتين نحو السماء كنت أشعر أن غرفتنا الضيقة هي أوسع مكان في الدنيا ويضيف "حتى اليوم لا تزال والدتي توسع الأمكنة الضيقة بدعائها وصلواتها ونذورها " .

كأي جنوبي تهجر زاهي وهبي مرارا وتكرارا وتفتح وعيه على وقع العدوان الإسرائيلي اليومي على الجنوب إلى أن اعتقل في صيف العام 1982 وسجن في معتقل عتليت داخل فلسطين المحتلة ثم في معتقل أنصار في جنوب لبنان حيث بقي في الأسر لمدة سنة ، ثم تكرر اعتقاله ثانية في مدينة بنت جبيل في العام 1985 ولكن هذه المرة لأيام معدودة خضع خلالها للتحقيق والتعذيب على أيدي العملاء اللحديين ، وأثر ذلك غادر الجنوب إلى بيروت ....

في بيروت عانى كثيرا من الفقر والشقاء وعاش في أمكنة بائسة وأحيانا كثيرة كان ينام في نفس المكان الذي يعمل فيه كما كان الحال يوم بدأ العمل في إذاعة

" صوت المقاومة الوطنية " إلى " جريدة الحقيقة " ثم إلى " جريدة النداء " التي عمل بها وسكن فيها لمدة ست سنوات متتالية وفيها تشكلت تجربته الصحافية الفعلية ، قبل أن يبدأ العمل في جريدة " النهار " لمدة 8 سنوات كمحرر ثقافي وناقد إلى جانب الشاعر شوقي ابي شقرا الذي يصفه وهبي بالمعلم ...

تزامنا مع بداية عمله في النهار عمل وهبي لمدة سنة في التلفزيون الجديد ، ثم انضم إلى أسرة تلفزيون " المستقبل " منذ تأسيسه حيث قدم العديد من البرامج أشهرها " خليك بالبيت " المستمر منذ 13سنة والذي نال نجاحا واسعا وحصد عددا كبيرا من الجوائز وشهادات التقدير واستضاف اكثر من 700 ضيفا ً حتى الآن من كبار المبدعين العرب .....

..

النشأة الوجدانية لزاهي وهبي وقراءاته المكثفة وهو فتى يافع وتعرفه على نتاج شعراء الجنوب وشعراء فلسطين ثم شعراء مجلة شعر . وشعراء الحداثة اللبنانية ، بلورت الشاعر في داخله وجعلته يصدر أول دواوينه في العام 1990 وهو بعنوان " حطاب الحيرة " عن دار الفارابي يليه " صادقوا قمرا " ( دار الجديد 1992 ) ثم في مهب النساء ( دار الجديد 1998 )، ماذا تفعلين بي ؟ ( دار الرياض الريّس 2004 ) يعرفك مايكل انجلو (الدار العربية للعلوم 2009) ،كما صدر كتاب "3دقات - بيروت على خشبة مسرح " ( الدار العربية للعلوم- الناشرون2007 ) ومختارات شعرية بعنوان "تتبرج لأجلي"قدم لها الشاعر الكبير سعيد عقل وكتاب نقدي بعنوان "المدينةالمستمرة"( الدار العربية للعلوم- الناشرون2007 ) وفي نفس الوقت لم يقطع صلته في الصحافة المكتوبة ، حيث لا يزال يكتب أسبوعيا (كل خميس ) في جريدة الحياة وفي مجلة " زهرة الخليج "

الطفولة الريفية وعالم الريف الساحر ، والانتماء إلى البيئة الشعبية بموروثاتها وميثولوجياتها ومفرداتها ، كلها عناصر تؤلف العالم الشعري لزاهي وهبي الذي يصف نفسه ب " شاعر الحب " ، حب للمرأة كإنسانة لا كأنثى فقط ، للأم ، للحبيبة ، للأهل ، للأصدقاء ، للأرض وللوطن وتبقى ذاكرته الشعرية أمينة لبداياته الأولى وقد قال في محاضرة له في جامعة " البتراء " في عمان تحت عنوان من " الطين إلى النور " ، إن كل عطور الدنيا لن تنسيني الضوء الشحيح الذي كان ينبعث من قنديل الكاز في غرفتنا العتيقة .

وقف زاهي وهبي على معظم منابر لبنان شاعرا ومتحدثا في الجامعات والمدارس ، كما أحيا أمسيات شعرية في معظم أنحاء الوطن العربي مثل دار الأوبرا المصرية ، مهرجان جرش ، مهرجان المحبة ، مهرجان تدمر ، مهرجان دبي ، منزل أمير الشعراء أحمد شوقي ، فضلا عن معهد العالم العربي في باريس ..

نال زاهي وهبي العديد من الجوائز كأفضل مقدم برامج وحصل على درع الكلية الملكية للملكة المتحدة –لندن وجائزة كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لسنتين متتاليتين ، والمركز الكاثوليكي للإعلام والمجلس الوطني للإعلام وهيئة دعم المقاومة الإسلامية والرابطة الثقافية في طرابلس ، والمجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت وجامعة البتراء في الأردن كما اختارته مجلة نيوزويك العربية من بين 43 شخصية عربية هم الأكثر تأثيرا في العالم العربي كذلك اختارته مجلة " اريبيان بيزنس" من بين مئة شخصية الاكثر تأثيرا ً في الوطن العربي

غنى قصائده عدد من الفنانيين منهم مارسيل خليفة ، هبة قواس أحمد قعبور ، أميمة الخليل ،جاهدة وهبي لطيفة أحرار ، علي نصّار

ومن البرامج التي قدمها وهبي ونالت نجاحا برنامج " ست الحبايب " الذي كرم العديد من أمهات لبنان

آواخر العام 2005 / زاهي وهبي اول عربي يمنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجنسية الفلسطينية مصدرا تعليماته بإصدار جواز فلسطيني رسمي له، في لفتة لاقت استحسان الأوساط الإعلامية اللبنانية والفلسطينية والعربية.

مؤخرا ً إختار الملتقى الإعلامي العربي الذي اتعقد في الكويت (نيسان /ابريل 2009) برنامج"خليك بالبيت " كأفضل برنامج تلفزيوني ، وكذلك فعل اتحاد المنتجين العرب تحت رعاية جامعة الدول العربية اذ منح "زاهي وهبي " جائزة التميز الاعلامي ،فيما اختارته مجلة "غود نيوز" المصرية من بين العشرو الآوائل في قائمة أقوى 50 إعلاميا ً .

تعليقات: