حكايتنا نحن الجنوبيون، أننا مواطنون نشأنا منذ عقودٍ طويلة على إذلال الصهاينة لنا:منعونا من زراعة أرضنا المعطاء، إعتدوا علينا دون مسببات، دمّروا بيوتنا في حروب كثيرة يعرفها ويقرّ بها كل الناس، شرّدوا أهالينا في الكثير من القرى والبلدات، روّعوا أطفالنا، منعونا من الحياة الكريمة المستقرّة، إستباحوا سماءنا ومازالوا، إقتطعوا مساحات شاسعة من أراضينا وإستثمروها ومازالوا، إشتروا حثالة النّاس من العملاء والجواسيس الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا جيفاً موتى وهم أحياء، إختطفوا أحرارنا: معلّمين ومناضلين ورعاة ماشية وطلاّب مدارس. سلبوا مياهنا ومنعونا شربة ماء وأجبرونا على ترك الأرض، ظلمونا في كلّ شيء حتى بتنا لا نستطيع تعداد مجازرهم الفظيعة التي ما زلنا نحيي ذكراها اليوم وبخاصة في الخيام، فإذا بنا من ظلم الصهاينة لنا نهيم مشرّدين في بلاد الله الواسعة، والأنكى من كلّ ذلك أنّ دولتنا وحكوماتنا المتعاقبة جميعها توغل في إهمالنا منذ عشرات السنين: فلا مدارس، ولا جامعات، لا مستشفيات ولا فرص عمل، لا قروض ميسّرة ولا مشاريع منتجة... والأنكى من ذلك أيضاً أنّ زعماءنا منذ عشرات السنين في تزاوج بين مطلبين ومهمتين: من كان غنياّ ثرياً يستميت عبر ثروته للوصول الى السلطة، الى الكرسي، فإذا وصل إستقرّ فيها وإرتاح ونام وإستشرس للبقاء فيها. وأمّا من قادته الظروف للوصول الى السلطة وكان معدماً مادياً يستميت هو الآخر ليغتني ويعيش طوال سلطته في الفساد والإفساد، فإذا إغتنى يستميت للبقاء متمسّكاً بكرسيّه، والشّاهد هنا ما نراه اليوم ونعيشه في لبنان والأنظمة العربية البالية... الفرق بيننا نحن الجنوبيين البسطاء ومن يعيش في معراب وقريطم والقصور الفخمة فرقٌ شاسع وكبير، أتركونا بالله عليكم ولا تمطرونا بنصائحكم وخطبكم الرنّانة. أتركونا يا زعماءنا اللبنانيين والعرب، أتركونا ندافع عن مقاومتنا التي حمتنا وأعادت إلينا كرامتنا وعزّتنا، أتركونا نعيش أياماً حلوة حرّة كنّا فقدناها وذقنا ويلاتها. أتركونا نحيّي على طريقتنا أبطال مقاومتنا الذين يعيشون في البراري الموحشة يلتحفون السماء في حرّ الشمس ولسع الصقيع وشدّة الظمأ ووجع الجوع، هؤلاء الذين يتحيّنون الفرص لرصد صهيوني معتدٍ ليأسروه ويستبدلوا به بعض أسرانا...
نعم نحن الجنوبيين نستميت في الدّفاع عن مقاومتنا وحب سيّدنا السيّد حسن نصر الله، وكرمٌ من الله تعالى علينا أن نعيش في عصره، هذا الذي جعل الصهاينة يعيشون بإستمرار حالة خوفٍ ورعب.
أبو هزار-الخيام-17 آذار 2011
تعليقات: