إحياء الذكرى 33 لمجزرة الخيام
منذ عشر سنوات، وبُعيدَ التحرير المجيدِ، كان لي شرفُ الوقوفِ على هذا المنبر للمشاركةِ بإحياءِ ذكرى مَنْ فقدْنا من أهلٍ وأحبّةٍ في تلك المجزرة الرهيبةِ التي ذهبَ ضحيّتها العشراتُ من الأبرياءِ المسالمين الحالمين في مُقدّمهم الطبيبُ الدكتور "شكرالله كرم"، رمز الصمود والتعايش والتضحية والإخلاص والوفاء والانتماء الوطني... والآن نستعيدُ ذكراهم عبرَ قصيدةٍ نثريّةٍ مُهداةٍ إلى أرواح هؤلاءِ الشهداءِ الذين رفعوا الوطنَ عالياً من خلالِ غُمَرِ جثثهم الطاهرة... * * * تحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى على هذي الأرض من يستحقّ الخلودَ يأتي الربيعُ حاملاً معه نسائمَ عَبَقِ أرواحِهم، حاملاً حنيناً وانتماءً وحِداءْ.. نشمّ عطرَهم، نرى أشكالهم في ألوان الورودِ وبسماتِ زهر الشجرْ... ينسابُ المسيلُ هادئاً، تلوح على صفحته أطيافُ ابتساماتهم... تحرس أفئدتنا، وتبارك فرحَنا... آذار أقبل قمْ بنا يا صاحِ، نحيّي الشهداءَ حديقة الأرواح. آذار أقبل قمْ بنا ياصاحِ، نضيء الشموعَ على الأضاحي، نلعن المحتلّ الذي عاث فساداً في أرض الصباح. قال الشهداءُ كلمتهم، ومضَوْا في طريق تاريخ هذا الوطن المثقل بجراحِه وآلامِه، فهل من مكان لهم في تاريخ هذا الوطن؟ هم كلّ الوطن.. حقيقة الوطن.. معجزة الوطن.. كلهم للوطن. نهش الذئب جمالَ عيونِهم التي كانت تشعّ كنجم في ليالات الخيام وساحاتها وزواريبها وحواكيرها التي ارتوت منها حبّاً وتعباً وهمّة... تحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى... تحت هذي الأرض مَنْ يعانق عروق الشجرْ... مَنْ يُعانقُ الوطنَ والأديانَ، ومَنْ يُعانقُ الحريّة والطيّبين والفقراءَ والأبرياءَ والمرضى... يُقبّلُ الصليبُ الهلالا فتنبت الأرضُ عزة وكمالا يبارك الخالقُ سهولاً وجبالا... إنّ تحت هذي الأرض لعطراً لا تعرفه حوانيتُ العطارين... صنعَ الشهداءُ لنا وحدة وتاريخاً أبديّاً وشجراً وتربة وجبالاً وحقولاً... لا نهاية لها. قالت الهامة: أسقوني، أسقوني، فارتوتِ الأرضُ أحمرَ وكان التحرير. مطرٌ، مطرٌ، مطرْ. دماءٌ، دماءٌ، دماءْ. ارتوت الأرضُ نبت التحريرُ نبت الشجرْ... تنفس الشهداءُ الوطنَ، وما يزالون... أضاءوا لنا شموعاً في جسدِ تربتِنا، فلنضىءْ لهم شمعة في ذكراهم، فلنضىءْ شمعة على هاماتهم... على هاماتنا، فتحت هذي الأرض من يستحقّ الذكرى... لا مكان للمحتلّ في هذا الوطن. لا مكان له في هذا الهواءِ. لا مكان لمزوّري التاريخ... المكان للشهداءِ، للأبرياءِ.. لموتانا، لأشجارِنا، لترابِنا ولمن صنع تاريخَنا... ولمنْ يصنعّه... أنتمُ الشهادةُ، أنتمُ الحقيقةُ، أنتمُ الكواكبُ، أنتمُ الشمسُ والقمرْ... لكمُ المجدُ حيث ترقدون لنا الهواءُ والحريّة... لكمُ الذكرى ولنا الحُبُّ. لكمُ الألمُ ولنا الأملُ... لكمُ الأملُ ولنا الألمُ... لكمُ التاريخُ ولنا المستقبلُ... لكمُ الفجرُ، الفصولُ الأرضُ الزمنُ... ولكمُ الخلودْ... -------------------------------------------------------------------------- لديّ تمنٍّ أن يُشادَ نصبٌ تذكاريّ لشهداء مجزرة الخيام، على مدخل البلدة تذكر فيه أسماء شهداء المجزرة ليكون شاهداً للتاريخ وللأجيال المُقبلة... أخيراً... باسم عوائل الشهداء، نتقدّم بالشكر الجزيل من بلدية الخيام، ومن القيّمينَ على هذا الحفلِ، والمشاركين فيهِ إحياءً للمناسبةِ الأليمةِ، فتحت هذي الأرض من يستحق الذكرى، وعلى هذي الأرض من يستحق الخلود... والسلام عليكم. د. يوسف غزاوي
------------------------
المزيد من الصور ستنشر لاحقاً على موقع خيامكم.
فيلم وثائقي حول مجزرة الخيام إخراج فؤاد خريس (100 ميغا بايت) عُرض في الخيام
خبر إحياء ذكرى مجزرة الخيام الذي أقيم العام المنصرم في البلدة
مقالة عزت رشيدي: "مجزرة الخيام ليست أولى مجازرهم ولسنا أول أو آخر ضحاياهم"
الخبر عن الحفل الذي أقيم إحياءً للذكرى 33 لمجزرة الخيام
الدكتور يوسف الغزاوي في إحياء الذكرى 33 لمجزرة الخيام
إحياء الذكرى 33 لمجزرة الخيام
إحياء الذكرى 33 لمجزرة الخيام
إحياء الذكرى 33 لمجزرة الخيام
تعليقات: