إلى الربان الماهر الحاذق الذي يستطيع أن يدير دفة مركبه، ليوصل من معه إلى الشاطئ،
إلى الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب للآخرين،
إلى الزهرة التي تذبل مع الزمن لتجعل غيرها من البراعم تنمو وتتفتح، وتأخذ دورها في الحياة،
إلى من لا ينسى أبدا، ولن أنسى في يوم من الأيام أفضالها، فكيف أنسى ، فلا زالت كلمات الإرشاد والتوجيه التي كنت أسمعها ناقوسا ً يدق في كياني ( فيقول: تعلم واجتهد لتأخذ مكانك في هذه الحياة) ، إلى أمــي كل الاحترام والتقدير والحب والامتنان بكل ما تفضلتي به علي عبر أعوام حياتي.
أمــي…
بكل صدق أكتب لقسمات وجهك البهي، ولكن ماذا أكتب، وكيف أصفك لأنني لو أردت أن أكتب عنك لكان يجب علي أن أصفك بقدرك ِ الحقيقي، فأقف الآن وقلمي عاجزين أمام حضرتك ِ وهيبتك ِ وشموخك ِ ورفعتك ِ أيتها الغالية، فلا نستطيع الصمود ولا يسعنا إلا أن نقف إجلالا واحتراما، اعترافا ً بجميلك ِ وحسن صنعك ِ، فكل إنسان على هذه الدنيا يقر لك ولا يستطيع النكران.
وفي نهاية مطافي لا أعرف ماذا أكتب يا أمـي وخاصة أنني أنهيت حياتي بقربك لأصبح مسؤوله عن عائلة , أسأل دائما نفسي وأحار في الجواب، ترى كيف لي أن أرد جميل أمـي؟ وماذا يمكن أن أقدم مقابل النور الذي وهبتني إياه فأنار به بصيرة قلبي وطور فيه أسلوب تفكيري من سوقي الكلام إلى منطق الحقيقة والبرهان؟
أمـي الغالية إذا انشغلت الناس وتاهت في خضم الحياة وغاصت بمستنقعها وتجذباتها، فستبقي في ذاكرتي وأمام ناظري، فأنت الأم التي وهبتني وأعطيتنى دون مقابل، ولا أجد كلمة في معجم اللغات ولا في سطور الكتب تستحق شرف الارتقاء لشكرك، فلك مني ومن كل أبنائك أسمى آيات الحب والامتنان، أيها النبع الذي يرتوي منه كل ظمآن يريد الارتواء
تعليقات: