سكت القلب الأقدس
آن لعينيك التي احتضنت وجع السنين المرّة أن تغفو .. وآن لقلبك الذي فاض حبّاً حتّى اللانهايات أن يستريح ..
.. يا أجمل الأمّهات .. يا عزف النايات الحزينة .. يا اعتصار الدمع من مقل مُتعبَة .. يا حشرجة الروح على ضفاف جروح لم تعرف الالتئام .. يا سكينة الألم المنبعث من خفق الذكرى, والتفات القلب نحو الأحبّة الراحلين ..
يا عروسة الحزن القديم .. أستعيدك الآن طفلة تبصر النور في بيت من بيوت الفقراء .. وأستعيدك صبية تتواضع في مخيلتها الأحلام ..واستعيدك أمّا تمضغ الصبر جمراً يكوي شغاف الانكسار ..
يا تلألؤ اللازورد فوق أهداب رطيبة .. ويا حمرة الشفق تحت الأحداق الدامعة ورداً وبيلسان ..
أقف الآن أمام الجسد المسكون بالصمت .. أضمّد نزف عذاباتي, وأرتشف الآه من كأس مألوفة!..
تستحضرني يا أمي في رهبة المشهد صور ضاربة في الذكرى, فتفرّ بسمة يتيمة من شفاه يابسة, وتتشح روحي بسواد استعرته من سواد ليلك الطويل المطعّم بألوان العذاب ..
آه يا أمي .. ما تعوّدت انطباق شفتيك طويلا .. وأراني عَطِش الروح مسترق السمع لهمسة دعاء أو بسمة رضى ..
آه يا أمي .. ما لي أفتقد انقباض الأصابع المزينة بالطلاء البريء على كفي المستجدي حنانك, المتلمّس دفء كفّك ؟ ..
أنّى لعينيك أن تنام .. ولقلبك الأقدس أن يسكت, أنّى للخفقان المروّي صحراء أياميّ أن يجفّ ..
أنّى لصوتك أن يمزقه السكوت, وقد تعوّدنا صخبك الشفّاف شفافية روحك البيضاء النقية !..
في زفاف الورد .. وداعاً يا أميّ ..
وحين يعود الربيع ستعودين ..
مع زرافات الطيور المثقلة شوقاً للوطن ستعودين ..
مع عودة الشمس إلى الحقول ستعودين ..
أحبّكِ يا أميّ .. أحبك !..
إلى أميّ الراحلة (عفاف فران), مع حبّي ..
..
الشيخ محمد أسعد قانصو
Cheikh_kanso@hotmail.com
تعليقات: