إنها الخيام.. ما أجملها بموقعها ومحيطها وطقسها وأهلها!
ما أجملها بموقعها ومحيطها وطقسها وأهلها!
ما أحنّ صيفها وشتاءها، يشتاقها أبناؤها دوماً، يحنّ لها طيرها، وهي تشتاقه وتحبه وتنتظره في العطل كي يزورها، ويزيّن بيوتها، ويضج ويزحم شوارعها، ويملأ أحياءها بالحياة، يشتاقها وتشتاقه في سمرها وسهراتها في صيفها وشتائها، يحنّ لها كما يحنّ الطفل لأمه، يحنّ لذكريات الطفولة والصبا بين ازقّتها...
هي الخيام!
هذه البلدة التي صمدت بفضل الله وفضل سواعد المجاهدين المقاومين الذين ضحوا بدمائهم من أجلها ومن أجل أهلها!..
الخيام تصمد رغم صعوبة الظروف الأمنية والمعيشية وتستمد صمودها من إيمانها، تنتظر صيفها في كل عام للقاء الأحبة والأقارب الغيّاب، تشتاقهم كما يشتاقهم أهلهم وأصحابهم.. تفرش لهم سهلها ومرجها بالورود من كل الألوان تناجيهم كما يناجي العاشق حبيبته ولا تبخل عليهم من شعرها..
..
وكما قال الشاعر:
الحب من جنة الرحمن منبعه .. لولاه ما وطنت في الأرض أحباب
لولاه ما غردت طير على فنن .. ولا تغنى بذاك اللحن زرياب
وحن قيس الى ليلاه مندفعا .. شوقا اليها ودمع العين مسكاب
فكيف قلبي الذي أصماه من زمن .. وجد قديم شديد الحر لهاب
قد طار شوقا ولكن من دون أجنحة .. فطائر الشوق لم تمنعه أسباب
يا حلو الروح والعينين مشكلتي .. اني عشقت وهذا العشق ذواب
أذاب قلبي بنار الوجد وانبهرت .. من شدة الوهج أجفان وأهداب
ما كنت ممن تناسى العهد سيدي .. واغتاب خلا فقلبي ليس يغتاب
بل كنت أرنو الى الآفاق منتظره .. عل الأحبة من ترحالهم ملوا
لكنما الأمس لم تبق مباهجه .. كالأمس ولت سوى تذكار من غابوا
تقدم العمر وابيضت مفارقنا .. وجف روض الصبا والدهر حطاب
فالحب أيضا كما الأشجار ان يبست .. يلقي بها في أتون النار بواب
رحماك ربي اذا الألفاظ قد نفرت .. واغفر لعبدك ان العبد تواب
..
.
فاطمة أبو عباس
إنها الخيام.. تنتظر صيفها في كل عام للقاء الأحبة والأقارب الغيّاب
إنها الخيام.. تفرش سهلها ومرجها بالورود من كل الألوان تناجي مغتربيها كما يناجي العاشق حبيبته ولا تبخل عليهم من شعرها
إنها الخيام.. هذه البلدة التي صمدت بفضل الله وفضل سواعد المجاهدين المقاومين
تعليقات: