إنشاء مكتبة عامة في الخيام يُعتبر عملاً تربوياً حضارياً مهماً
لو لم يوجد "موقع خيامكم" لكان واجب علينا ان نسعى لإيجاده، أو لإنشاء موقع على شاكلته يتعاطى أمور الخياميين ويعتبر منبراً لكل من يريد أن يبدي رأياً أو يقدّم إقتراحاً، خاصة في أمور التنمية والثقافة والمجتمع والبلدية ووجوه الحياة العامة.
وبارك الله من ينير زاوية هو فيها في أوقات صعبة تمرّ بها أُمتنا اليوم وبخاصة جنوبنا المعرّض للخطر، وتتطلّب من القوى الحيّة أن تكون مؤثّرة في أوساطها وإن لم يترك لها المنتفعون بصيص أملٍ ونور.
أمّا وأن "موقع خيامكم" على الإنترنت يهتمّ بشؤون المواطنين الخياميين فعندي إقتراح كنت قدّمته للمجلس البلدي الأسبق والذي قبله أيضاً ولم ينل إهتماماً، وهذا الإقتراح يتلخّص بأن يعمل المجلس البلدي الحالي جاهداّ وبكل الوسائل المتاحة لإنشاء مكتبة عامة تُجهّز قدر المستطاع بحيث تحتوي على إرشيف الخيام وتُؤمَّن لها الكتب والمراجع وما يلزم من جرائد ومجلاّت ودوريات وآلة تصوير وغير ذلك لتكون في النهاية ملجأ يلّم شمل الطلاًب وأهل العلم والثقافة، خاصة إذا علمنا أنّ في الخيام اليوم أكثر من ألف وخمسماية تلميذ وتلميذة، هوايات بعضهم ركوب الدراجات النارية المزعجة أو شرب الدخان والأركيلة أو التشفيط بالسيارات رغم المطبّات المزروعة بكثرة على الطرقات، أو السهر الى بعد منتصف الليل مع الصراخ والضجيج المؤذي وغير ذلك من عادات لا تليق بالنشء الطالع، وكلُّه بسبب الفراغ وعدم وجود أنشطة تلبي الحاجات.
وللعلم، فإن المربين وعلماء النفس يُجمعون على أنّ المطالعة أداة أساسية للتعلّم والإستمتاع، تأتي في رأس سُلّم الممارسات الراقية التي يجب أن تتوافر للمواطن، إذ لا ثقافة دون مطالعة. والبحث في هذا المجال يؤكّد الحقيقة التي تقول إنّ تجارب التلاميذ وخبراتهم المبكرة مع الكتب والمطالعة تشكّل الأساس اللاّزم للمعرفة وللإهتمام بالكتب في المستقبل، وتنمّي عندهم الإحساس بالمسؤولية والحرص على الملكية العامة... فالمكتبة العامة هي خزّان فكري للوطن وذاكرة للتراث الوطني. أَضف الى ذلك أنّها تؤثّر في حياة الفرد من حيث تنشئته وتعليمه وتثقيفه وإعداده إعداداً سليماً يمكنه من مواجهة تحدّيات عصره ومتطلّباته بما تمنحه من فرص ممكنة للنمو المتوازن من جميع النّواحي، حيث ترسّخ عنده القيم الوطنية والسلوكية والخلقيّة والذوقية والحضارية المطلوبة للحياة الإجتماعية السليمة، فالإستمرار على المطالعة ينمّي تلك الصفات ويحميها.
ولا يمكن تغيير السلوك والعادات الإجتماعية السلبية في أي مجتمع إلاّ عبر التوجّه الى الأجيال الجديدة. فالتغيير الفعلي والمستديم في عادات أفراد المجتمع يبدأ من التربية في مراحل العمر الأولى : أي في البيت والمدرسة وتوابعها، عَنيت المكتبة التي تؤثّر بشكل فعّال في توجيه النشء الجديد.
إنّ إنشاء مكتبة عامة في الخيام يُعتبر عملاً تربوياً حضارياً مهماً، ويكون خدمةً جليلة مشكورة، وسيلاقي حتماً إهتماماً من جميع الحريصين على إنماء الخيام بالنسبة لجمع الكتب وإغناء المكتبة المقترحة التي نظن أنّ مكانها متوافر وموجود.
فهل يلاقي إقتراحي صدى لدى المجلس البلدي؟؟ ما رأي رئيس بلديّتنا المهندس الحاج عباس عواضة؟؟
تعليقات: