فتاة تحاكي القمر والنجوم، ناعمة كأمواج بحرٍ هادىءٍ، رقيقة كحلم طفلٍ عاشق، إبنة نيسان،هي زهره وربيعه.
أعطت للطبيعة سحرها وجمالها، وكأن في عينيها شلالات ماءٍ سقت الأرض بوردها وأزهارها.
عاشقة للحياة، تهوى الليالي المقمرة، عروس بين النجوم تتألّق، أحلامها كثيرة لا بل كثيرة جداً، تحلم ان تكون أمّا، وبحبيب هي تصنعه.
تصنع فيه الروح، تعطيه ثقافة الحب والشعر، لكن الزمن خانها، وقست عليها الأيّام.
حقاً هي عاشت هذا الحلم، إنّما بصورة مغلوطة، لا بل همجية حلم لا يتناسب ورقتها ونعومتها وصغر سنّها.
عندما ترجًم لها القدر حلمها بحقيقة مرة ،لا بل حقيقة كانت أقرب للموت منها الى الحياة، عندما إرتبطت عاطفياً بإنسان ليس من صنع خيالها وأحلامها.
بل كانت من صنع: قدر لم يعرف الضوء، قدر كان عليها وقع الصاعقة، لم يرحم قلبها الرقيق.
قتل فيها كل المشاعر الجميلة التي كانت تعيشها، حطّم كل أمنياتها وهدم كل ما بنته لحياة سعيدة، تعبت من أجل ان تعيشها معه.
قدرٌ إفترس كل حواسها عندما ساق لها إنسان صخري متحجّر في قلبه، في عاطفته وإنسانيته، كان صنماً؛ لكن بدمٍ وروح.
بشكله شبيه بالإنسان تسكنه لعنة الشياطين، تتفجّر بداخله براكين قد تُذيب ثلوج الأرض، كان هذا قدرها، لكن إستطاعت أن تفلت من همجيّة هذا القدرالأسود.
وها هي الآن تعيش أياماً صامتة، بغير أحلام لم تعُد ترى النجوم حتى في أحلك الليالي سواداً، وغاب عنها القمر الذي كانت شريكته في الحب والسهر.
ولم تعد تعرف شيئاً عن يومها ولا حتى عن غدها.
وها هي الآن عادت لها أحلامها من جديد، وتتمنى أن تنصفها الأيّام بولادة قدرٍ جديد، يتماشى وتطلّعاتها الى حياة مشرقة، وتسعد بإنسان من صنع أحلامها يجمعهم سويةً مع نصف دستة من البنات والصبيان.
في منزل تحيط به حديقة من أشتال الورد والياسمين، وبنهر ماءٍ يخترق جنة منزلها، ورفوف من الحساسين والبلابل، تسعد بهم وبأنغامهم الشجيّة، وبأرجوحة حب تغفو وهي تتحرّك بها جيئةً وذهاباً.
وتعود لها أحلامها السعيدة مع حبيبها الموعود.
تعليقات: