البوسطة ناطرتنا والى المزيد من الصراعات والحروب الداخلية من اجل الوطن
امتاز الشعب العربي عموماً و اللبناني خصوصاً بالكرم وحسن الضيافة والاستقبال وقدأصابت هذه العادة السياسة اللبنانية، فلبنان بكونه بلدا يتميز بالرخاء الاقتصادي والاجتماعي من تأمينات طبية مجانية لجميع المواطنين والتعليم المجاني لكافة فئات المجتمع لا تتعدى نسبة البطالة فيه الخمسة بالمائة،أدى هذا الواقع الى ايجاد وسائل ترفيهية جديدة للبنانيين للقضاء على الملل ، فلم يعد عندنا من هم الا ان نطبل ونزمر للقادمين من ضيوف لبنان.
ولما كان اصدقاء لبنان كثر فمن كان من الطبيعي ان تحط عندنا أسراب من الطائرات الغربية و العربية وبما أن المواطن اللبناني مرتاح البال و منفتح و يحب تعلم كل اللغات ، اصبح يردد لغات الزوار و يهلل بكلماتهم من فرنسية و فارسية و خليجية وصولاً الى التركية التي عادت الى ألسنة اللبنانيين بعد غياب حوالي 9 عقود ،تهليلا وصل الى ساحة شهداءالتنكيل العثماني؟ فهل نسي الجميع شهداء الاستقلال الذين دافعوا عن اللغة العربية و تاريخ العرب ونسي الجميع سياسة التتريك التي فرضها العثمانيون على وطننا ومنطقتنا. لكن العقلية اللبنانية المريضة بالتفكير الطائفي المذهبي تجعل من المواطن أداة للترحيب والتصفيق وبلغة الضيف ،اجلالا واحتراما والتصاقا وحبا. المواطن اللبناني يفرح و يبتهج لقدوم الضيف الأقرب له مذهبياً أودينيا و فكرياً و العكس صحيح تماماً ،لكن السؤال الموجّه للبنانيين :"هل نُستقبل بالطريقة نفسها عند الدول الصديقة ؟ بالطبع لا وبالطبع لا يحاول احد ان يتعلم لغتنا لكي يستقبلنا بها مع تصفيقه ووروده ، ولا يرفعون اعلام الارز على شرفات بيوتهم لمزيد من تكرييمنا
فهل هم أفضل منّا أو أكثر وعيا و احتراما ؟ أم انهم يتشبثون بقيمهم و عقائدهم الوطنية ؟
ان الاعتماد على الخارج في فض و حلحلة النزاعات الداخلية بالاضافة الى الاستقواء بحلفاء من خارج الوطن من قبل كل اي طرف سياسي او مذهبي لا يبني وطناً
بل يرسخ الانقسام السياسي و الشعبي مما يؤدي الى اضعاف الساحة الداخلية و تصبح الدول الخارجية هي التي تتحكم بمصير البلاد و العباد و بالاضافة الى تحكمهابالشأن الاقتصادي وارتهانه من خلال المساعدات الخارجية من أموال و تدفقات مكشوفة ومسطورة تُستعمل في الوقت المناسب وتشكل عامل ضغط سياسي ،واقتصادي مباشر
الشعب اللبناني لا يمكن أن يلام بشكل مباشر على هذه العادات لأنها أصبحت قيما تتوارثها الأجيال ، مع الوراثة السياسيةالموجودة عند الزعماء لم يسلم الشعب من توريث أجياله أفكارا مذهبية قد تكون باطنية لكنها تظهر مع وصول أول طائرة على متنها ذلك الذي قدم من أجل دعم أو تطمين أو حماية اقربائه بالطائفة اوالتبعية. هنيئاً للبنانيين حسن ضيافتهم وكرمهم ، البوسطة ناطرتنا والى مزيد من الصراعات والحروب الداخلية من اجل الوطن.
تعليقات: