الشباب يهاجر للتغلُّب على الوضع المادي والمعيشي
تناولنا الخيام في مواضيع عدة، تكلّمنا عن ربيعها وصيفها وخريفها وشتائها، وعن جمالها وموقعها الجغرافي المميّز.
هذا لا يعني شباب الخيام بشيء، والآن نتكلّم عن إنسان الخيام، وخاصة جيل الشباب من الجنسين بما فيهم المراهقين.
هذا الجيل الذي يواجه مشاكل معيشية وإجتماعية تصل الى مستوى الكارثة، ومن هذه الصعوبات في الحياة اليومية، هي قلة العمل إن لم تكن شبه معدومة لهذا الشباب الضائع.
وإقفال ابواب السماء أمام طموحاتهم المستقبلية والمعيشية على حدٍ سواء، نظراً لغياب الدولة وعدم إهتمامها بمستقبل هذه الشريحة الكبيرة من هذا الجيل الواعد، والذي هو سوف يكون عماد البلد، ولكن كيف؟
قلة قليلة منهم متاح لهم ان يبنوا عائلة ويستطيعون بناء منزل او شراء شقة، رغم إرتفاع أسعار العقارات.
أكان لناحية إيجار الشقة أو شرائها، ولنعد الى ستينيات القرن الماضي، عندما كان السفر متاحاً لكل من يريد وفي كل الإتجاهات، سواءاً كان شرقاً أم غرباً.
وكان متوسط سن الزواج عند الشباب في ذلك الوقت في منتصف العشرينيات، وللبنات ما بين سن السادسة عشر وبداية العشرين عام.
هذا عن القرن الماضي والجانب المادي منه، إذ كان الوضع المعيشي والمالي الى حدٍ ما ميسوراً، ولم يكن يومها من مشاكل تتسبب في أمور سلبية.
لكن ماذا عن يومنا هذا، وما يواجهه جيل اليوم؟
إنّ الكثير من الشباب تجاوزوا سن الثلاثين من أعمارهم، بل هم على عتبة الأربعين عاماً.
وحتى الآن ليس بإمكانهم أن يبنوا عائلة، ويقابلهم من الجنس الآخر والكثير الكثير منهن اللواتي تجاوزن منتصف العشرينيات لا بل هن يدقّن باب الثلاثين عاماً، ولم يزلن خارج الحياة الزوجية.
وهذا مؤشر خطير لا بل مصيبة، تواجه الجنس الآخر وأيضاً هم ضحية هذا الزمن الصعب.
وتعثُر جهود الشباب في التغلُّب على هذا الوضع المادي والمعيشي الخطير.
ناهيك عن التقلُّبات السياسية في هذا البلد وما يجري في البلدان المجاورة هذه الظروف الداخلية والأقليمية هي سبب الكثير من المشاكل وخاصة المعيشية منها.
ولنَعُد الى الجمال، ما فائدة جمال البلدة أو الوطن بالنسبة للشاب (أو الشابة) إذا كان عاطلاً عن العمل، غير قادر على العطاء أو يشعر أنه عبئ على الآخرين، فالجمال يجب ان يكون كاملاً متكاملاً ولا يشعر به إلا من كان مرتاح البال.
تعليقات: