المهندس زين رشيدي: الجنة ليست في باريس بل في الجنوب

حتى لا تقولوا شوقتونا وليتنا كنّا معكم، إنشاء الله سنراكم...

يوم الأحد الماضي كان لي لقاء من غير موعد مسبق، جمعني مع المهندس أسعد رشيدي وبصحبته ثلاثة مهندسين وهم زين رشيدي (إبن شقيقه الدكتور ابراهيم رشيدي - طبعا من بلدتنا الخيام) وحسين دولاني (من ميس الجبل) ووسيم مزرعاني (من حولا).

هؤولاء المهندسون الشبان الثلاثة قرروا العودة إلى وطنهم بعدما تلقوا الدراسات العليا في فرنسا وتخرجوا منها.

كانوا في زيارة لمعتقل الخيام ثم جاؤوني في زيارة لشرب الشاي... الزيارة لم تدم طويلاً وفضلوا أن تكون الجلسة تحت شجرة الأكي دنيا في حكورة بيتنا على مطل الجبل في قلب الطبيعة.

هذا الجمال وحده هو الذي يتكلّم عن نفسه وعن روعته وكان هذا الحدث المميز لهذه الجلسة فقط جبران يستطيع أن يصفها وأن يعبّر عنها لما فيها من سحرٍ وجمال.. إذ انّ زوجتي (الحاجة أم حسين) كانت تخبز على الصاج ورائحة الخبز الشهية تعبق في المكان التي يسيل لها اللعاب، وكان لا بدَّ من العودة الى جذور هذه العادة الموروثة والتي هي رمز لماضي آبائنا وأجدادنا.

أخّرنا شرب الشاي لبعض الوقت، وكان لا بُدَّ من أن يكون رغيف الخبز مباشرة من على الصاج مع صحن من الزيتون المغمور بالزيت الشهي للقمة ولا أشهى مع أجمل طبيعة ويحيط بنا حقل من الدحنون الأحمر هذا المنظر إنما هو الغذاء الفكري والروحي ومصدر إلهام للشاعر والكاتب والأديب ولروعة المكان.

لفتني قول أحد هؤولاء الشبان الذي قال: "يُحكى الكثير عن سحر باريس وروعتها لكن روعة وجمال طبيعة جنوبنا اللبناني وما تعكسه هذه الجلسة كانت أجمل من كافة الأيام التي قضيناها وعشناها في فرنسا".

كيف لا.. وكاد الشجر ان ينطق والحجر ان يتكلّم إنه جمال نيسان، جمال الطبيعة بكل ما تحمل من معاني الحياة، حيث دفىء الربيع..

والى كل من يريد ان يعيش هذا المشهد الرائع بجنّته الحياتية، الوقت الآن مناسب لا بل مناسب جداً للقيام بمثل هذه الزيارة، ولو لأسبوع واحد، إنها فرصة من واقع الحياة لا تفوتوها، حتى لو كنتم في فينا أو روما أو باريس.. فالجنة ليست هناك بل عندنا في الجنوب.

..

للتواصل مع الكاتب أبو حسين علي عبد الحسن مهدي: 07840087

المهندسان حسين دولاني ووسيم مزرعاني في معتقل الخيام

المهندسان حسين دولاني وزين رشيدي في معتقل الخيام