مين قدّك لما تطّل: مقابلة السيد حسن مع الجزيرة - جزء 2

بن جدّو في المقابلة مع السيد حسن
بن جدّو في المقابلة مع السيد حسن


فيما يلي الجزء الثاني من مقابلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع قناة الجزيرة:

- غسان بن جدّو: مشاهدينا الكرام ، سلام الله عليكم ، أهلا بكم في هذا الجزء الثاني وهذه الحلقة الخاصة مع أمين عام "حزب الله " السيد حسن نصرالله.

س- مرحبا بكم سماحة السيد من جديد، في الجزء الأول تناولنا القضايا العسكرية وكواليسها، ولكن اسمح لي أن نبدأ في هذا الجزء من المصطلح الذي ذكرتموه بعد الحرب، وصف ما حصل بأنه نصر الهي، نحن نعلم بأنكم مؤمنون بأنكم مسلمون، بأنكم غيبيون، ولكن لماذا تصفون هذا النصر بأنه الهي وكأنه لا قدرات وكأن بشركم لم يكن يملك شيئا على الأرض، انما اعتمدتم فقط على الرعاية الالهية؟

ج- "وصف النصر الالهي لا يعني هذا على الاطلاق، نحن فهمنا يقول ما يلي: ان الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نُعد العدة ، أيضا أمرنا أن نجاهد ، من يعتدي على أرضنا ويحتل بلدنا، يهدد وجود هذا البلد. هذا واحد.

نحن نتحدث عن أمر المقاومة، كما انه عمل وطني ، لكن هو بالدرجة الأولى بالنسبة الينا هو تكليف الهي ديني شرعي ينسجم مع شرائع السماء كلها، فأولا نحن نستجيب لأمره.

ثانيا، هو أمرنا أن نُعد العدة "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وأمرنا بالقتال، وفي القتال ان نأخذ في الأسباب هذه العوامل المادية، كل الأسباب العسكرية السياسية، المادية، الاجتماعية ، المعنوية والإعلامية الخ.. الى جانب هذا، نحن نؤمن بأن الأمر هو بيد الله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا و"ما تشاؤون إلا أن يشاء الله".

الله سبحانه وتعالى قال لنا "توكلوا عليَ" عندما نطيعه ونلتزم أمره ونمشي في طريقه ونتوكل عليه ونؤمن بأنه يتدخل وليس كما قالت اليهود ، الله تعالى يقول: "قالت اليهود يد الله مغلولة"، نحن نؤمن بأن كل ما يجري في هذا الكون هو في يد الله وفي مشيئة الله سبحانه وتعالى، اذا هو يتدخل وهو وعد بأن ينصر، وأن يمد، وأن يعين، وأن يدافع، وأن يقوي، وأن يرمي، وأن يثبت، وأن ينزل السكينة والطمأنينة وأن يغير المعادلات والموازين، كلنا نؤمن به.

نحن لا يمنع اننا أطعنا أمر الهنا واشتغلنا تكليفنا وأخذنا بالاسباب . كل شيء نستطيع أن نقوم به على مستوى الأخذ بالأسباب أخذنا فيه، الآن تقول لي إنكم لم تسقطوا "فانتوم" طيب أنا لم أستطع ان أحضر سلاح يسقط "فانتوم" ولكن كل شيء نستطيع فعله في مساحة القدرة والطاقة نحن فعلناه،

س- في خضم الاتصالات السياسية العام الماضي هل فوجئتم بموقف الجنرال عون منذ الأيام الأولى عندما وقف إلى جانبكم، هل فوجئتم بهذا الأمر وهل وقف متأخرا بعد أن يتأكد بأنكم يمكن أن تكونوا صامدين أم ماذا؟

ج- " أنا بحسب معرفتي بالعماد عون حتى عندما عملنا التفاهم ، كنت أعتبر ان من جملة خصوصيات هذا الرجل ، الصدق والوفاء، ممكن أن تختلف معه في السياسة، ولكن الذي يقوله يقوله، والذي يلتزم به يلتزم به، هذه قناعتنا. عندما عملنا التفاهم بين "حزب الله" و"التيارالوطني الحر" نحن عملنا أساس وطني كبيرجدا ولمرحلة متقدمة، وأنا برأيي خصوصا بالموضوع المسيحي-الاسلامي في لبنان، اذا أردت أن تقول ما قبل وما بعد التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" تستطيع أن تعمل مفصل ما قبل التفاهم وما بعد التفاهم، وأنا في هذه النقطة بين هلالين، نتيجة النقاشات التي تحصل في لبنان، المرحلة السابقة ممكن كثيرا ان نتناقش فيها، لكن أنا أقول للمسيحيين "حزب الله" ملتزم تماما بالتفاهم وارجعوا واقرأوا التفاهم بشكل جيد لكل واحد يحاول يحكي عن مخاوف لها علاقة بـ"حزب الله".

في كل الأحوال، تأسسـت هذه العلاقة من خلال التفاهــم ومشـيت في السيــاسة وفي غير السياسة، وجاء الموقف في زمن الحرب ليؤكد رؤيتنا وفهمنا ذلك لم يكن مفاجئا ، نعم كنا سعداء جدا بأنه ثبت ان رؤيتنا وفهمنا للرجل ولتياره انه صحيح".

س- كان هذا منذ الأيام الاولى أو بعد ذلك؟

ج- "منذ اللحظات الأولى ومنذ الأيام الاولى وأنا أعرف ذلك وطبعا الانسان عندما يحترم هذا الموقف أكثر، في ان واحد أخذ موقف معك، فهذا ينطبق طبعا على بقية القيادات السياسية المسيحية والاسلامية الوطنية الموجودة في لبنان، كل هذه القيادات عندما تقف معك ، من أول يوم لأنه تبيَن ان هناك حرب عالمية عليك وبالتحديد، طلع واحد زائد واحد يساوي اثنين، انه مستحيل انك تربح، بل الصعب جدا انك تربح ويأخذ الموقف معنى ذلك، انه لا يأخذ الموقف لحسابات سياسية وحسابات مصالح إنما يأخذ الموقف المبدئي الأخلاقي الوطني، سليم صحيح ويجب ان يؤخذ أيا تكن نتائج هذا الموقف.

أنا أعتقد ان الذين أخذوا الموقف الى جانب المقاومة في ذلك اليوم أخذوه على أساس اخلاقي انساني وطني، وليس على أساس مصالح شخصية، عندما ننظر الى الأيام الأولى وحجم الهجوم الكبير علينا غير العسكري، السياسي والإعلامي، وان هذه الحرب ستستمر وستطول وسيدمَر "حزب الله" ويسحق "حزب الله" ، هناك ناس لم تكن مضطرة ان تأخذ مواقف وأنت تعرف ان هناك ثقافة عند بعض اللبنانيين، أنا أسميها ثقافة الوقوف على التل، عندما يكون هناك صراع تقف على التل وتتفرج لترى الى أين الكفة ستميل فيأخذ هذه الكفة. كل الذين أخذوا المواقف منذ اليوم الأول لم يقفوا على التل، وما كان يعنيهم النتائج السياسية والعسكرية للمعركة، هم كانت خلفيتهم خلفية أخلاقية وطنية، ولذلك أنا قلت في المقابلة معك بعد الحرب، اننا نشعر بأن لهذه القيادات وهذه التيارات وهذه القوى دين في أعناقنا لا يمكن أن ننساه أو نتجاهله الى يوم القيامة، هذا التعبير يدل كم أثر فينا هذا الموقف عاطفيا ونفسيا".

س- هناك مـن وقف على التل وهناك من وقف معكم وهناك من لم يكن معكم؟

ج- "بدأنا بالمشاكل، هناك قوى سياسية اتخذت موقف على ما أذكر الآن من معظم السياسيين، لم يقف أحد على التل، هناك ناس كانت واضحة وهناك ناس احتضنوا المقاومة سياسيا، حياتيا ، اجتماعيا وعسكريا، وحقيقة اعتبرت ان مصيرها ومصيرنا واحد. وهناك ناس لم تقف على التل واتخذت الموقع الآخر ونحن بعد الحرب عندما طالبنا بحكومة وحدة وطنية كان الرد علينا بأن حكومة الوحدة الوطنية هي انتحار. وصدرت بيانات قاسية اللهجة حملتنا مسؤولية الحرب، تكلمت بنفس لغة العدو الإسرائيلي وان الحرب كانت من اجل سورية، ومن أجل ايران وليست حربا وطنية، وقتها حصلت سجالات وأخذ وعطاء في هذا الموضوع، لكن هناك قوى أنا لا أنكر أن قواعدها الشعبية، ممكن هي أعطت ايعاز أو مؤكدا أعطت ايعاز بالاهتمام الإنساني والاجتماعي، وأنا شكرتهم وقت الحرب، ولكن على المستوى السياسي والإعلامي والموقف السياسي هم لم يكونوا معنا، وهناك قيادات سياسية لو سمعت خطابها في وقت الحرب ورأيت وسائل إعلامها في الحرب بالحد الأدنى لم يكونوا معنا".

س- للتاريخ سماحة السيد لماذا أتهمتم حكومة الرئيس السنيورة بأنها لم تكن معكم وحتى أنكم استخدمتم عدة مرات مصطلح بأنكم طُعنتم في الظهر؟

ج- "هذا يدخلنا الى الحراك السياسي وقت الحرب كلها، يعني الطروحات السياسية والأهداف السياسية والمفاوضات، الأقدر على التحدث عن هذا الجانب هو دولة الرئيس نبيه بري لأنه هو كان في الحقيقة يقود عملية التفاوض، بل أستطيع القول كان يقود العملية السياسية، يعني منذ الأيام الأولى للحرب، بالنهاية كان هذا الموضوع بأنه ليس هو فقط رئيس مجلس نيابي ، أكيد كونه رئيس مجلس نيابي يستقبل وفود تتكلم معه بحسب التركيبة اللبنانية، لكن في نهاية المطاف "حزب الله" و"امل" هما الموجودان بشكل مباشر على الأرض في الجنوب، وفي مواجهة المعركة ونحن اخلاصا لهذه المعركة ، نحن وهم كنا معنيان بتنسيق كل جهودنا، فمن البداية كنت أنا أتابع الشق العسكري بشكل مباشر، وطبعا دولة الرئيس يكون في كامل الصورة وهو يتابع الشق السياسي، وأنا أكون في الصورة ونبقى على تشاور دائم".

منذ الأيام الأولى للحرب، الإسرائيلي والأميركي وضعا هدف، وبعد ذلك نأتي للشرق الأوسط الجديد والهدف هو إنهاء "حزب الله"، انهاؤه بمعنى الوجود العسكري والسياسي الخ.. وإطلاق سراح الأسيرين بلا قيد وبلا شرط، وإرسال قوات متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع إلى جنوب لبنان، يعني لا الأميركيين ولا الإسرائيليين ولا حتى بعض الأطراف الداخلية اللبنانية كانت في ذلك الوقت تتكلم عن إرسال الجيش إلى الجنوب، لأنهم كانوا يتعاطون مع الجيش على انه جيش غير موثوق، قيادته، ضباطه، جنوده وعقيدته غير موثوقة وبالتالي لم يكن الطرح المعتمد في ذلك الحين، هو إرسال الجيش إلى الجنوب لحل المشكلة، إنما إرسال قوات متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع.

الحكومة اللبنانية وقفت منذ اليوم الأول وقالت انه ليس لديها علم ولا دخل لها، ماشي الحال، نحن لم نعلَق على الموضوع، لكن لبنان الآن أصبح في حالة حرب صح أم خطأ، من اتخذ القرار، هو الآن في حالة حرب. وقالوا بعد ذلك نتحاسب ، ولكن كيف تصرفوا كحكومة لبنانية معنية بحالة حرب، كوسيط أو كطرف أبعد من وسيط، منذ بداية الحرب قالوا يا شباب إسرائيل ستكمل المعركة، شهر ، اثنين، ثلاثة، أربعة ولن تقف هذه المعركة وستدمَرون وستسحقون ولا يوجد حل الا كيت وكيت وكيت، ويضغطوا علينا في هذا الاتجاه، طيب هنا انت بدك تحمل معي أو تضغط عليَ".

س- ما معنى كيت وكيت ومن الذي كان يضغط عليكم ، وأنا حسب ما فهمت من الرئيس السنيورة بأنه لم يكن يتبنى موقفا كان ينقل لكم؟

ج- "كان ينقل لنا الموقــف ويقول لنا انكم ستدمَرون وتسحــقون ان لم تقف هذه الحرب، ولكن بعد ذلك كان يتبنى. منذ البداية فريق السلطة حمل هدف واشتغل له.

33 يوم حرب نحن ماذا كنا نطرح؟ كنا نطرح وقف إطلاق نار غير مشروط، وبعد وقف النار نرى كيف نحل المسائل الثانية، وأنت تذكر انه كان هناك قيادات سياسية تطلع على وسائل الإعلام وتقول، نحن نرفض وقف إطلاق نار، كيف ما كان نحن نريد حلا شاملا للمشاكل القائمة مع إسرائيل، يعني ماذا كانوا يقولون، استمري يا اسرائيل بتهجير الناس وبتدمير بيوت الناس وأكملي القصف والقتل، نحن لا نريد وقف إطلاق نار إلا في إطار حل شامل، يعني القصف كان ينزل على رأسنا والرئيس فؤاد السنيورة لا يريد وقف إطلاق نار إلا ليحل موضوع مزارع شبعا والبنود التي تكلم عنها.

كل الذي قيل من أول يوم لآخر يوم، نريد حل شامل وبسط سلطة الدولة ولا سلاح إلا سلاح الدولة، يعني هم يستغلون الحرب ودمائنا وأشلائنا وبيوتنا وناسنا والبلد كله.

هل تتصور أن هناك لبناني مسؤول عنده إحساس إنساني وطني في الحكومة أو في فريق السلطة، ويقول نحن لا نقبل وقف إطلاق النار إلا في إطار حل شامل ، كيف ذلك؟.

لما أتينا الى المفاوضات ، كل الكلام معنا كان سلَم الأسرى وسلَم السلاح طوعيا، ليس في جنوب الليطاني بل سلاح المقاومة كلها، وأقبلوا معنا بقوات متعددة الجنسيات، ولماذا أقبلوا معانا؟، لأنه عندما لم نقبل نحن بقوات متعددة الجنسيات ونعتبرها قوات احتلال، يعني هذه القوات أتت لتقاتل ويجب أن نقبل حتى تأتي هذه القوات ضامنة انه لم يقاتلهم اللبنانيون، وفي الحد الأدنى بعض اللبنانيين، لكن مع تطور الوضع الميداني الذي جعل السقف السياسي الأميركي-الإسرائيلي-الفرنسي- الأوروبي- العربي الداخلي ينزل وينزل وينزل، هو الوضع الميداني والفشل الإسرائيلي وصمود المقاومة وصمود الناس وصمود البلد.

هذه الحملة كانت البداية بتسليم سلاحك وتسلَم الأسيرين وتقبل بمتعددة الجنسيات وينتهي الموضوع. نحن في البداية قدمنا الحل التالي، لأنه قيل لنا انه لا يمكن العودة الى الوضع الذي كان قبل 12 تموز ، كلام صحيح ومنطقي ولا نحن نريد ان نعود الى ما كنا عليه قبل 12 تموز، لأنه بعد حرب بهذا المستوى، اذا جلسنا نحن على الحدود فأي مشكل صغير يمكن أن يشعل حربا، في الوقت الذي من 2000 الى 2006 سياسة العدو الإسرائيلي كانت سياسة الاحتواء. طيب ، انا اذا أتوا وقالوا لي، ارجع واجلس على الحدود، أقول اذا كان هناك من يجلس على الحدود غيري، يكون أحسن . ولذلك نحن من البداية ودولة الرئيس بري طرحنا فكرة ارسال الجيش لاستلام الحدود، وهناك يونيفل ، نحن مع تعزيز اليونيفل، يعني في الأصل طرح إرسال الجيش اللبناني الى الحدود وتعزيز اليونيفل كان طرحنا نحن. أما طرح الفريق الآخر متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع.

الجيــش اللبناني موجود في شمال الليطاني، قوات المتــعددة الجنسيات تدرب الجيش اللبنــاني في شمال الليطانــي وتعيد بنــاء المؤسسة، يعني مؤسسة غير موثوقة.

لما صمدنا، بدأ ينزل السقف وبدأ الكلام بأنه لا داعي لتدمير "حزب الله" وننهيه ، ولا نقول لـ"حزب الله" بأن يسلَم سلاحه في كل لبنان، نريد اقامة منطقة عازلة الى جنوب الليطاني. الجيش اللبناني باستطاعته الذهاب الى الجنوب ولكن الى جانب الجيش اللبناني قوات متعددة الجنسيات تحت الفصل السابع.

الآن هم سيقولون هذا غير صحيح، وأنا قرأت في بعض الصحف مقالات ترويجية في جزء منها افتراء وكذب، وأنا آسف لاستخدام هذه اللغة. أنا أحب أن اؤكد انه حتى اليوم الثلاثين من الحرب، كان الكلام الذي يقال لنا: قوات متعددة جنسيات تحت الفصل السابع".

س- الكلام معكم من قبل من؟

ج- " من قبل مسؤولين في الحكومة اللبنانية، ومن ورائهم، ودعنا لا ندخل في الأسماء ، ولكن أقول فريق السلطة كانوا مهتمين لهذا الطرح ويعملون لهذا الطرح ".

س- لكن الرئيس بري وصفها بحكومة المقاومة؟

ج- "هذا له اعتبارات ما بعد الحرب، ولكن الذي كان يُحكى معنا هو التبني ، واذا لم تقبلوا البلد سيتخرب ، يعني انت عندما تقول لي اذا لم تقبل البلد سيتدمر وسيتخرب وأنت تتحمل المسؤولية، هذا يعني انك تضغط عليَ وأنت تتبنى هذا الطرح.

أما موضوع الأسرى ، فمن أول يوم أخرجناه من النقاش، في موضوع الأسرى، قلنا هناك تفاوض غير مباشر وتبادل ونقطة على أول السطر، والحقيقة هم لم يعودوا يسألون عن الأسرى، يعني موضوع المفاوضات أو التبادل أو موضوع الجنديين الاسرائيليين موضوع هامشي جدا.

الجيش على الحدود، نحن نقبل أن يطلع الجيش على الحدود وهذا طرحنا، لكن قوات متعددة الجنسيات لا نقبل ، انما نقبل تعزيز اليونيفل تحت أمرة الأمم المتحدة، وليس قوات دولية تحت أمرة أميركا او فرنسا او بريطانيا او المانيا، بمعزل عن موقفنا من هذه الحكومات أو هذه الدول هذا مرفوض. منطقة عازلة نحن لا نقبل، حتى اني أتذكر ان دولة الرئيس بري قال لهم نحن نقبل بمنطقة عازلة على طرفي الحدود، أي نضع قوات هنا وقوات هناك منطقة عازلة من هنا ومن هناك، ولكن أن يكون الإسرائيلي بمدافعه ودباباته وجنوده على الحدود، على بعد عشرة أمتار أو مئة متر من عيتا الشعب ومارون الراس وأي بلدة جنوبية ، وأنا بدي أعمل لهم منطقة عازلة في جنوب الليطاني، هذا غير وارد. هذا الطرح كان فؤاد السنيورة يقبله ، وكان يقاتل عليه حتى آخر روح، ومحاضر مجلس الوزراء موثقة ، موجودة، نحن رفضنا قوات متعددة الجنسيات، ومع الوقت بدأ يظهر إن الإسرائيلي في مأزق ولا يستطيع أن يكمل. وأنا وأنت أكيد قرأت تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين حتى في تقرير فينوغراد ورد ذلك، بأنهم بدأوا الحرب لمدة أربعة أيام أو خمسة أيام وانه بعد ذلك يبدأ العالم يضغط عليهم، فنوقف الحرب تحت الضغط ولكن تبين أن العالم كان يضغط علينا لإكمال الحرب، الإسرائيلي يقول أن العالم كان يضغط عليهم لإكمال الحرب.

عندما فشل الإسرائيلي ولم يعد يستطيع الاستمرار، وبتوازن قواه تبين مواطن الضعف والخلل، ولم يستطع تدمير قوانا، ولم يستطع القيام باجتياح بري، وقصفنا حيفا وما بعد حيفا، وهددنا بتل أبيب ، بدأت اللغة السياسية تنزل ، وقبلوا بقوات اليونيفل معززة، نحن حتى هذا الطرح ما أصرينا عليه تريدون تعزيز اليونيفل فلنعززها ما عندنا مشكلة بالعديد.

مهام قوات اليونيفل أيضا ناقشناها لآخر لحظة حتى تم الاتفاق، وهذا ما ورد في ال1701 وهو ان الجيش يطلع الى الحدود ونحن نترك الحدود ويستلمها الجيش اللبناني وتأتي قوات اليونفيل وتتواجد في منطقة جنوب الليطاني وفق ما هو متفق عليه مع الحكومة اللبنانية. اما موضوع منطقة منزوعة السلاح ، هذا بالنسبة لنا مرفوض نهائيا، ونحن من اليوم الأول قلنا نحن نلتزم وهذا ما بقينا عليه حتى آخر يوم. نلتزم أن لا تكون هناك مظاهر مسلحة في جنوب الليطاني ، وأصلا حتى قبل 12 تموز ما كان يوجد مظاهر مسلحة.

س- اضافة الى ما قاله الرئيس بري انها حكومة المقاومة السياسية، أنتم ايضا قبلتم بالنقاط السبع التي طرحها الرئيس فؤاد السنيورة وقتذاك؟

ج- "عندما طرحت النقاط السبع وهذا الأمر حصل حوله سجال منذ فترة في البلد. يتكلمون عن دولة المؤسسات عندما ذهب السنيورة الى روما وألقى كلمته وتكلم عن النقاط السبع هل أتخذ قراره في مجلس الوزراء؟ كلا، لم يأخذ القرار في مجلس الوزراء ، هل هذه هي دولة المؤسسات والقانون التي يريدون بنائها؟ هم يتصرفون كزعماء وليس كدولة مؤسسات وقانون.

أيضا بعدما تكلم في روما كذلك نحن لم نعلَق على هذا الكلام ، لأننا كنا خلال 33 يوما اتخذنا القرار، بأننا لا نريد ان نثير مشكلة سياسية مع أحد، رغم كل التجني علينا والاساءة الينا كنا نقول وحدة وطنية وتضامن وطني.

بعد ذلك حصل نقاش في مجلس الوزراء ونحن قلنا للرئيس السنيورة انك تصرفت بشكل غير مؤسساتي أولا، وثانيا هناك نقاط من البنود السبعة لا نوافق عليها. على سبيل المثال وضع مزارع شبعا تحت سلطة الأمم المتحدة، نحن نوافق ان تخرج اسرائيل من مزارع شبعا وهذا جانب ايجابي، لكن على طاولة الحوار الوطني أجمعنا ان المزارع لبنانية، ويجب ان تعود الى السيادة اللبنانية، أنت يا دولة الرئيس السنيورة وحيدا ذهبت وطلبت وضع المزارع تحت سيادة الأمم المتحدة. أنت أين اتخذت هذا القرار؟.

أما النقطة الثانية التي هي لا سلاح الا سلاح الدولة واتفاقية الهدنة، قلنا له هاتان النقطتان موجودتان على طاولة الحوار ويتم معالجتهما ضمن استراتيجية دفاعية وطنية ، وأنت لا تستطيع أن تحسم هذا الأمر مستفيدا من ظروف الحرب. اذا هناك نقطتان نرفضهما ونقطة نتحفظ عليها بالحد الأدنى.

ويومها وخلال جلسة مجلس الوزراء قال الرئيس لحود وبعض الوزراء : "يا اخوان لا يجوز أن نخرج منقسمين وهذا ما يضعفنا أمام المجتمع الدولي، ونحن نخوض معركة سياسية كبيرة"، وهم قالوا انه يصار الى كلام عام حول عناوين النقاط السبع، وان هذا الموضوع عندما يصبح جديا يُناقش نقطة نقطة وبالتفصيل على طاولة مجلس الوزراء. بعد ذلك قيل اننا أجمعنا وتراجعنا عن الاجماع ووافقنا وتراجعنا عن الموافقة، نحن لسنا كذلك ولا نتصَرف بهذه الطريقة ، وأنا أتحداهم وأقول لهم هناك محضر مجلس وزراء مكتوب بالحد الأدنى أنا أحتكم ، أنا الأمين العام لـ"حزب الله" أحتكم لمحضر مجلس الوزراء. ما قاله الوزير محمد فنيش في مجلس الوزراء يُلزمني الى آخر ساعة.

وفي آخر مقابلة تلفزيونية للرئيس السنيورة سُئل عن هذا الأمر فقال: "ان السيد تكلَم وهم كانوا آخذين جزء من خطابي"، صحيح أنا تكلمت ضمن هذا الاتفاق وقلنا اننا نريد توافق وطني واجماع حول العناوين وحول النقاط ، لكن هناك اتفاقنا الضمني. فاذا كنت انسان وطني ولا أريد فتح مشكلة في الحكومة وأحرص على الوحدة الوطنية وأحكي لغة وحدة وطنية فتأتي أنت وتقطع خطابي بالنصف وتقول اننا اتفقنا في مجلس الوزراء لتتهمني بالتناقض في الكلام. بكل شيء ممكن تتهمني الا بإخلاف الوعد وبالكذب ، نحن ليس كذلك والأعداء يعرفون اننا لسنا كذلك .

ولذلك موضوع النقاط السبع لم يحصل حوله اجماع وهذه هي قصته. ومع ذلك انا لا أريد أن أفتح سجالا جديدا، أنا أطالب الفريق الحاكم أن يُخرج الى اللبنانيين محضر جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد عودة الرئيس السنيورة من روما لنعرف من يقول الصدق ومن لا يقول الصدق. أنما ما يلزمني ما قاله أخونا محمد فنيش في مجلس الوزراء".

سماحة السيد في الجزء الثاني من هذه الحلقة، سوف نناقش عناوين أساسية موقع "حزب الله" لبنانيا وعربيا بعد عام على ما حصل العام الماضي، والسؤال المركزي بطبيعة الحال لبنان الى أين، سماحة السيد نحن نريد أن نستكمل المفاوضات السياسية التي كانت حصلت العام الماضي، وأنتم قلتم انه كان لكم بعض التحفظات على النقاط السبع، أولا سؤال يخص "حزب الله" عندما أوكلتم مهمة المفاوضات السياسية للرئيس نبيه بري، هل يعني هذا بأنكم كنت تسلمون بكل شيء وبالتالي أنتم كقيادة "حزب الله" فقط كنتم معنيين بالجيش بالعسكر وبالمقاومة أم ماذا؟

ج- "كان الرئيس بري هو الذي يفاوض وهو الذي يتصدى للقاءات والمفاوضات وللنقاش ولمحاولة كما يقال تدوير الزوايا ، لكن في المسائل الأساسية كنا نتوافق. وما كان يقوم به الرئيس بري ، كان يقوم به باسم حركة "امل" و"حزب الله" وبصفته كرئيس لمجلس النواب ، وهناك العديد من المسائل كنا ندرسها سويا ونتشاور حولها ، وحتى أنا كنت في بعض المسائل أضطر أن أعود الى قيادة "حزب الله" رغم ظروف الحرب والقتال وأجمع الأخوة في القيادة ، وبرغم الظروف الصعبة التي كانت في تلك الأيام، ونتناقش ونعطي الأجوبة لدولة الرئيس. ورغم الخطورة بين الحين والآخر خلال 33 يوم أجتمعنا خصوصا عندما وصلت المفاوضات الى نقاط سياسية حساسة جدا.

فما كان يقوم به الرئيس بري كان يتم التوافق عليه، طبعا هو كان له أسلوبه وادارته التي يتميز بها في التفاوض والنقاش وحتى في تقديم الأفكار".

س- في ما يتعلق بالمفاوضات مسألة نزع سلاح "حزب الله" هل كان أمرا مطروحا بشكل جدي أم فهمتم بأنه كان تهويلا؟

ج- " كان مطروحا بقوة ، أنا لا أريد أن أدخل في الأسماء حتى لا يبدو ان هناك استهداف لشخص معيَن، أنا أستطيع أن أقول لك ومحاضر مجلس الوزراء التي حصلت في فترة الحرب موجودة وأنا أحتكم اليها ايضا ، كان هناك إصرار حتى الأيام الاخيرة رغم ان الاسرائيليين فشلوا وبدأوا بالتنازل ، لكن كان هناك في مجلس الوزراء فريق السلطة ولن أدخل في الأسماء، يطالبنا بجنوب ليطاني منزوع السلاح، وكان بين الكلمة والكلمة السلاح الشرعي الوحيد وسلطة الدولة وما الى ذلك. أنا لست ضد بسط سلطة الدولة، أصلا في العام 2000 بعد التحرير أنا قلت في بنت جبيل نحن لسنا دولة ولا سلطة دولة، وبالتالي لم نمارس سلطة ولا في لحظة من اللحظات. في الجنوب وفي الشريط الحدودي لم نمارس سلطة في يوم من الأيام، نعم نحن موجودون كمقاومة وأنا قلت لهم نحن موجودون اليوم في جنوب الليطاني وفي شمال الليطاني وفي بيروت وفي مناطق مختلفة، والجيش اللبناني موجود والدولة تمارس سلطتها، وليكن جنوب الليطاني هكذا ، ولكن فريق السلطة كان يصر على جنوب ليطاني منزوع السلاح، وأقول أكثر من هذا بالحد الأدنى بعض مسؤولي الأمم المتحدة وبعض الحكومات الاوروبية قبلت بما طرحناه. منطقة ليس فيها سلاح ظاهر وينتشر فيها الجيش واليونفيل، وفريق السلطة استمر مصرا على جنوب ليطاني منزوع السلاح، الى آخر اليوم عندما كنا نناقش ارسال الجيش الى الجنوب عطَلوا هذا القرار لأنه عندما لم يأخذوا منا التزام بسحب السلاح جنوب الليطاني أرادوا ان يضعوا مهمة للجيش بأنه ينتشر في منطقة منزوعة السلاح ويحق له أن يداهم في أي بيت وفي أي مكان يعتقد وجود سلاح فيه، والأخ المفاوض في ذلك الوقت وهذا حصل حتى في المفاوضات مع بعض المسؤولين في فريق السلطة قال لهم "يا اخونا طوَل بالك علينا، نحن لم يعد عندنا منازل وبيوتنا مهدمة وأي بيت تريد مداهمته"، واستمروا بالاصرار على هذه النقطة، وفي النهاية حصلت تسوية ، يعني عندما صدر قرار مجلس الوزراء بارسال الجيش الى الجنوب حصل نقاش كبير. وهنا كان لدولة الرئيس بري دورا أساسيا في هذا النقاش، وأيضا قائد الجيش وحصلت نقاشات طويلة عريضة في مجلس الوزراء، وكاد الوضع الداخلي ينهار حول هذه النقطة، ونحن كنا سنغادر مجلس الوزراء، وزراءنا ووزراء حركة "امل" كنا سنقاطع الحكومة، كنا سنستقيل من الحكومة في الأيام الاخيرة للحرب بسبب ان فريق السلطة كان يصر على أن يكتب في مهام الجيش اللبناني الذي يرسله الى جنوب الليطاني ان له حق مداهمة البيوت والأماكن التي يُحتمل وجود سلاح فيها للمقاومة، هكذا كان الجو وهذا غير معروف كثيرا ومعلن، ولكن مع ذلك أنا أقول هناك محاضر للحكومة وهناك أشخاص كانوا في هذه المفاوضات.

وفي نهاية المطاف عندما وصلنا الى 14 آب، أقول لك أكثر من ذلك، نحن تبلغنا في 13 آب بأن هذا وقف عمليات وليس وقف اطلاق نار والمهجرين ممنوع عليهم ان يعودوا، هذا ما أبلغتنا به جهات رسمية بالدولة".

س- عفوا من أبلغكم؟

ج- "أنا لا أحب أن أدخل في الأسماء".

س- هل هو شخص رسمي من الحكومة أو خارج الحكومة؟

ج- "كانوا أشخاص مكلفين من الحكومة اللبنانية أبلغونا بشكل رسمي بأن المهجرين لا يستطيعون ان يعودوا لأن الإسرائيليين يمكن أن يقدموا على أي عمل ، وما هو حاصل الآن هو وقف عمليات ، وليس وقف إطلاق نار، وقالوا لنا بصراحة بأن المهجرين سيبقون خارج مناطق التهجير الى حين تسوية هذه النقاط العالقة المرتبطة بجنوب الليطاني وبسلاح المقاومة، ولكن "طبعا كان رد الناس يوم 14 آب الناس كانوا عظماء جدا وأخذوا القرار بالرجوع".

س- ألا تعتبر ان ذلك كان خوفا على الناس وليس شيئا آخر؟

ج- "ليس الخوف على الناس أبدا، كانوا يبلغونا ليضغطوا علينا بأنه في 14 آب وقف عمليات ولا عودة للمهجرين".

الآن هناك بعض الناس يعتبوا علينا بأنه طوَلنا بالنا كثير أثناء الحرب ، وبعد الحرب ، ولكن حقيقة اذا أنا قلت كل شيء حصل معنا، وفي يوم من الأيام استطعنا احضار هذه المحاضر او المسجلة بالصوت حتى يعرف الناس طبيعة المناقشات والمفاوضات التي كانت تحصل، والضغوط التي كانت تمارس علينا وكيف تصرَف فريق السلطة في هذا الموضوع سيعتبر الناس ان لدينا صبر أيوب".

س- انطلاقا من هذا سماحة السيد لبنان الى أين، هناك أزمة بعد عام ، البلد الآن منقسم بين سلطة ومعارضة ربما المجتمع متشرذم سياسيا بشكل واضح أصبح هناك احتقان مذهبي في البلد، لبنان الى أين وأنتم جزء مسؤول؟

ج- " نحن بعد الحرب وأنا في أول مقابلة تلفزيونية قلت أننا نطالب بحكومة وحدة وطنية. انظر الى الجريمة التي ارتكبتها بعد الحرب، لم أهاجم أحدا ولم أتهم أحدا ولم أخوَن أحدا خلافا لما يقولونه ، على كل حال كل شيء مسجَل فليحضروا النصوص كاملة. جئنا وقلنا وفاق وطني ، وقلنا بلدنا خارج من الحرب نريد اعماره، ونريد احضار مساعدات ونريد حمايته وتحسينه وتطويره الى الأحسن ونريد توظيف نتائج هذه الحرب للمصلحة الوطنية. طبعا هم تكلموا عن اهداء النصر وأنا أكثر من الف مرة قلت هذا النصر للبنان ولشعب لبنان ولبنان كله صنع هذا النصر ، يا أخي أدخلت من كان ليس له علاقة بالنصر وقلت شارك بالنصر. أنا لم أقل لهم أريد زيادة وزرائنا ، ولم أقل لهم حاسبوني وأنا أريد محاسبتكم، ولا طالبت بفتح تحقيق ولم أطالب بتغيير أمور طائفية أو مذهبية كما حاولوا أن يقولوا ان "حزب الله" يريد استغلال الوضع لتحسين موقعية الشيعة في السلطة ، هذا غير صحيح كل ما قلناه حكومة وحدة وطنية. وحتى أنا قلت هناك كتلة نيابية في المجلس النيابي اسمها تكتل الاصلاح والتغيير التابعة للتيار الوطني الحر، تفضلوا وأشركوهم في الحكومة ولنؤلف حكومة وحدة وطنية. ويومها قلت أنا أمون على بقية المعارضة ان لا تتمثل بالحكومة وبالفعل بعض المعارضة عتبوا عليَ يومها.

هذا كل ما قلته ولم أتكلم بتغيير موازين طائفية أو مذهبية، بل قلت ان هناك تيار مسيحي كبير وأنا أعتبر ان المسيحيين غير ممثلين بشكل صحيح في الحكومة التي كنا فيها، تفضلوا مثَلوهم ودعونا نؤلف حكومة وحدة وطنية، ولا زلت أذكر اني قلت لنضع كتف على كتف ويد بيد ونحمي البلد معا ونبني البلد معا، ويومها قلت لهم أنتم تجلبون المال من أصدقائكم ونحن نرى أصدقائنا ونعمل سويا ونخلَص هالبلد من وضعه.

ماذا كان الرد علينا؟ لا ، ان طرح حكومة الوحدة الوطنية هو عنوان انتحار، حكومة الوحدة الوطنية يعني موت أو حياة، ماذا تفهم من هذا الكلام؟ تفهم منه ان الموضوع ليس موضوعا لبنانيا محليا بل موضوع حساباته في مكان آخر. أنا مقتنع بأن هناك ارادة لبنانية للحل وقبل فترة كنا نكاد ان نتفق على حكومة وحدة وطنية، وأحد القادة السياسيين في الطرف الآخر تكلم أمام ضيوفه بأنه موافق، حتى انه قال بأنهم مضطرين للتضحية بفلان وفلان وفلان. بعد ذلك يقوم السفير الاميركي بالجولة المطلوبة فيتغير الموقف كله.

أنا مقتنع بأن أغلب القيادات في فريق السلطة لديهم رغبة بمعالجة الوضع الداخلي، وكل قيادات المعارضة لديها نفس الرغبة، الذي يمنع هو الأميركي، الأميركي، الأميركي من يربط المنطقة ببعضها الأميركي وليس نحن.

اليوم عندما نأتي ونقول حكومة وحدة وطنية، نحن نعالج وضع لبناني، وضع وطني، الأميركي ماذا يعتقد؟ بأنه إذا أعطى حكومة وحدة وطنية فهو بحسب توصيفه، وهذا خطأ، يعطي سورية وإيران شيء في لبنان ، في الوقت الذي هو لم يأخذ شيء في العراق ولا في فلسطين، فالذي يتعاطى على ان قضايا المنطقة ملف واحد ومشروع واحد هو الأميركي وليس نحن. اليوم نحن لا نرهن مصير لبنان بمصير غزة، ولا نرهن الوضع الداخلي في لبنان بمصير الوضع الداخلي في فلسطين، ولا نرهن مصير لبنان بمصير العراق، نحن نقول تفضلوا أيها اللبنانيون لنجلس مع بعضنا البعض ونؤلف حكومة وحدة وطنية، ولكن عندما نجلس يجب أن تكون الأمور محسومة لكي لا نضيَع الوقت ونضحك على بعضنا. الذي يمنع من ذلك هو الأميركي، لان الأميركي يعتبر ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان هو مكسب لايران وسورية، في الوقت الذي يعيش مأزقا ومشكلة كبيرة في العراق، وفي الوقت الذي فيه الوضع في فلسطين ايضا على ما هو عليه ، ونذكر تماما انه عندما حصلت أحداث غزة فورا اتهموا ايران وسورية وزادوا عليهم قطر في المدة الأخيرة.

دائما يربطون الأحداث بصراع المحاور القائمة أيا تكن الأحداث التي تجري في فلسطين والعراق ، نحن نتكلم لبنانيا ووطنيا، من مصلحة لبنان قيام حكومة وحدة وطنية لا المعارضة تستطيع ان تحكم منفردة ولا الموالاة كذلك، من الذي يعرقل حكومة الوحدة الوطنية حتى الآن، أنا حسب فهمي ومعلوماتي وبمتابعتي، السفير الأميركي بقرار من إدارته".

س- الآن هناك انقسام إلى أين وأنت تتهم الاميركي بأنه يعرقل الحل، الى اين؟ هل يبقى هذا الانقسام وتبقى الاعتصامات الموجودة في وسط البلد؟

ج- الاعتصام تفصيل ، وحتى أنا قرأت في هذه الأيام ان بعض الناس يقول بأننا نحاصر بيروت وقاعدين بموقف سيارات، كما قيل هذا حصار لبيروت ولكن كل بيروت شغالة ومفتوحة، هناك مكان الاعتصام متأثر بوجود الاعتصام، فالاعتصام تفصيل، المناخ السياسي هو المشكلة في البلد والمناخ الذي صنع بعد الحرب هو المشكلة، المناخ الذي صنع بعد الحرب هو استكمال ، هناك صورة معكوسة على الخارج بسبب أن إعلام الطرف الآخر أقوى وكأنه عندما انتهت الحرب ، نحن حوَلنا هجومنا على الداخل أبدا، نحن لم نأت بعد الحرب نطالب بإسقاط الحكومة أو تغيير الحكومة أو محاسبة الحكومة، إنما قلنا هذه الحكومة وهذا رئيس الحكومة وهؤلاء هم الوزراء دعونا نوسَع الحكومة لكي تصبح حكومة وحدة وطنية، ولكن هم أكملوا الهجوم علينا وما زال الهجوم مستمرا.

أنا أقول إن ما فشلوا بتحقيقه عسكريا هناك حملة منظمة ومدارة في الخارج وفي الداخل، وهناك غرفة عمليات إعلامية هي التي توزع على بعض وسائل الإعلام وعلى بعض الصحف وعلى بعض كتَاب المقالات من وقت انتهت الحرب الى اليوم، وبمعزل عن حركة المعارضة في لبنان هدفها تشويه "حزب الله" وتشويه المقاومة، تصوَر أن واحدة من وسائل الإعلام لا نرى منها في ذكرى تموز الا تقديم تقرير عن الضاحية الجنوبية، تقرير بشع من يراه يقول أن فيه استهداف ، وهذا التقرير يذاع في وقت ان الضاحية الجنوبية في حرب تموز وآب العام الماضي قُدَمت الى العالم كرمز للصمود والمقاومة والثبات والتضحية، حتى انه في التقرير هناك صورة منقوصة ، ليست هذه الضاحية الجنوبية التي قدَموها في التقرير.

أنا برأيي هذا ليس صدفة بل هذا جزء من غرفة عمليات إعلامية سياسية كبيرة موجودة في لبنان وفي العالم العربي وفي الغرب ايضا لتشويه صورة هذه المقاومة، وهذا الحزب الذي حقق لنفسه مكانة راقية جدا بين العرب والمسلمين وشعوب العالم، مطلوب تحطيمه. الحاصل في لبنان هو جزء من هذا الموضوع والا كيف يتم الرد على واحد يقول "أنا أريد كتفي مع كتفكم ويدي مع يدكم وتعالوا نؤلف حكومة وحدة وطنية"، هذا حقيقة سياق الأمر.

الآن تسألني أين المخرج؟ أنا أقول المخرج هو ان يتفضلوا ويؤلفوا حكومة وحدة وطنية، وأكثر من ذلك، أنا أقول نحن لا نريد ان نكون في الحكومة، انا "حزب الله" لا أريد أن أسمي أحدا، ويأتي الرد أنت تريد السيطرة على الحكومة، أنت تريد اقامة دولة "ولاية الفقيه" في لبنان وتريد مصادرة القرار السياسي. أنا أقول ألفوا حكومة وحدة وطنية وأنا لا أريد شيئا ولا أريد ان أسمَي أي وزير ولا أريد أن أدخل بالتسميات المعارضة والموالاة، شكلوا حكومة وحدة وطنية وأنا أعطيها الثقة وأدافع عنها، ولكن بيطلع معهم بأني أنا أريد السيطرة على الحكومة. الحل هو بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو في يد الفريق الآخر".

س- إذا لم يحصل ذلك هل نتجه إلى حكومتين ، الى حكومة انتقالية ، إلى ماذا؟

ج- "كل شيء وارد وكل الأمور يتم مناقشتها حاليا".

س- بعد عام أصبح لديكم أسرى لبنانيين وأحد إخوانكم الأسرى أخيرا اعتذر كيف انه أصبح أسيرا وزاد عبئا عليكم، ماذا تقول؟

ج- "أنا استمعت عليه وأقول له لا داعــي لأن يعتذر هو لم يرتكب أي خطأ ، هذه كانت الحــرب عندما نؤسـر في الخطــوط الأمامية يعنــي إننا نقاتــل في الخطوط الأمامية يعني لم ندفن سلاحنا ولم نهرب إلى الخطوط الخلفية أو إلى خارج البلاد.

هؤلاء الاخوة الذين هم الآن أسرى في السجون الإسرائيلية قاتلوا بشرف وصمدوا وصبروا وقاتلوا حتى آخر لحظة وأسروا. عندما نتحدث عن حرب ، نتحدث عن شهداء، عن جرحى ، عن أسرى ، عن مقاتلين ، فمن الطبيعي أن يكون هناك أسرى. وهنا أود أيضا أن اؤكد لهؤلاء الأخوة ان يكونوا مطمئنين، وهم قطعا مطمئنين ، ولكن هذا من قبيل رد الجواب ، ونحن لا يمكن ان نتركهم في السجون وأقدامنا على عملية الأسر في 12 تموز أؤكد أننا من هذه النوعية، عندما نقول نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون، فهؤلاء الأخوة قطعا سيعودون إلى أبائهم وأمهاتهم وأهاليهم باعتزاز وبافتخار وبرؤوس مرفوعة، وهذا لا شك فيه وهناك مفاوضات قائمة ونحن لسنا خاليي الوفاض، نحن نفاوض وسيأتي يوم إن شاء الله نستعيد فيه إخواننا وبالطريقة العزيزة والكريمة ودون منَة من أحد".

س- هل هناك الآن مفاوضات؟

ج- "نعم المفاوضات قائمة".

س- هل هناك تقدَم فيها؟

ج- "نحن قررنا من أول يوم بالمفاوضات أن لا نتحدث عنها حتى لا نخربها وأنت تعرف اليوم انه في كيان العـدو هناك مجالات أوسع للمزايـدة وللمناكفة ، وهذا قد يؤدي إلى تعطيل العملية أو تخريبها. أنا ألتـزم بما اتفقنـا عليه لكن اؤكد لك أن المفاوضات مستمـرة وقائمة وهناك جلسات مستمرة مع الوسيط الدولي".

هذا الاستهداف المتكرر لليونيفل هل يخيفكم؟

ج- "في موضوع اليونيفل عندما حصل موضوع الاسبان والآن القصة الأخيرة في القاسمية سُئلنا من تتهمون ، أنا أترك للتحقيق أن يبيَن. ولكن بعض الناس حاولوا أن يرموها على "حزب الله" فهذا غير منطقي لا بالتحليل ولا بالمعطيات هي صحيحة. وقالوا إنها القاعدة، السلفيين وما شابه ممكن لماذا لا. لكن طالما أننا نتكلم عن فرضيات ، فالإسرائيلي اذا كان لا يريد أن يقوم بحرب من مصلحته زيادة عديد القوات الدولية في الجنوب وتحويلها إلى الفصل السابع، وضعها الأمني في خطر، فعندما تكون مستهدفة ستضطر إلى تغيير قواعد الاشتباك مجرد الاعتداء على الوحدة الاسبانية، بدأ الحديث عن تغيير قواعد الاشتباك وذُكر بأنها ستقيم حواجز وتداهم، وطائرات استطلاع وللحقيقة هذا ليس هدفه حماية القوات الدولية ، هذا هدفه بسط سلطة أمنية جدية على منطقة جنوب الليطاني. فالإسرائيلي اذا كان لا يريد القيام بحرب فمن مصلحته تحويل قوات الطوارىء الى الفصل السابع وزيادة عديدها، واذا أراد القيام بحرب له مصلحة "بتطفيشهم" لأنه سيكون محرجا جدا لهم وخصوصا اذا فكروا في الحرب المقبلة أن يقوموا بعملية برية واسعة سيكون محرجا لهم وجود قوات يونيفل. اذا استهداف قوات اليونيفل بالوضع الذي هم فيه يُبقي الجنوب مطروح أمام احتمالات حرب ولذلك الاحتمال الاسرائيلي وارد، نعم هناك احتمالات أخرى لا أستطيع ان أنفيها، ولذلك العبرة هي في التحقيقات الأمنية التي يمكن أن تؤدي إلى نتيجة. بخلاصة ما يجري من استهداف لقوات اليونفيل ، نعم يقلقنا".

س- اسرائيل شكَلت لجنة تحقيق ، أنتم في "حزب الله" هل أجريتم تقويما داخليا استخلصتم العبرالنواقص والايجابيات؟

ج- "نحن أنهينا قبل الإسرائيليين لكن نحن لم نعلن لأننا لسنا دولة ، ونحن لا جيش ولا دولة ولا مؤسسات دولة، نحن حركة مقاومة وبالتالي العبر التي نستخلصها هي لأنفسنا، ولا نستطيع أن نقدَمها للإسرائيلي. حتى الإسرائيلي ما نشره من تقرير فينوغراد هي أمور معروفة، وكانت متداولة في الصحافة الإسرائيلية هو يتحدث عن إخفاقات القيادات أكثر، ولكن الجزء التقني الذي يكشف نقاط الضعف في الجيش الإسرائيلي، والجزء المهم الخطير لم يتحدث عنه التقرير.

ونحن لسنا في وارد نشر تقويمنا على الإطلاق لكن نحن أجرينا التقييم، نقاط القوة ، نقاط الضعف، المواقف ، العيوب أين يمكن أن نحسَن نقاط القوة عندنا، كيف نعالج نقاط الضعف، كل هذا قمنا به ونحن نعمل على أساس هذا التقييم الآن. نحن قوتنا في اننا مقاومة سرية ومخفية ومجهولة للعدو".

بن جدو

شكرا لكم سماحة السيد على هذا اللقاء، شكرا لأننا اتفقنا على هذا اللقاء منذ أكثر من شهر، شكرا لكم مشاهدي الكرام على حسن المتابعة، مع تقديري لكم في أمان الله.

تعليقات: