إلى الرائد أسعد عيسى وشقيقته فاطمة

المرحوم الرائد أسعد حسن مصطفى عيسى
المرحوم الرائد أسعد حسن مصطفى عيسى


هذا اليوم مرّ في فمي، تتدحرج الذكرى بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر...

لا الدمع يكفكف آلام الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات العائله يجلب شيئا من السلوى.

للموت جلال ايها الراحلون، ولنا من بعدكم انتظار في محطات قد تطول وقد تقصر، وقد ترهق وقد تصفو، وقد تضحك وقد تبكي... حتي يقدم بلا هيبة او تردد ويختارنا واحداً إثر آخر.. "لايستاخرون ساعة ولا يستقدمون"

هذا اليوم مر في فمي كل ما حولي يوحي بالذبول حتى الكلمات تتحشجرج فاستعيدها من قاع الترددعلى خيط الحياة الممدود.

للموت جلال ايها الراحلون، كما له مرارة وألم وشعور بالغ بالفقد، نحن وحدنا من تمتد به الحياة نبكيكم ونذرف الدمع في وداعكم، وشيعناكم الى مثواكم الاخير، ونحن لا نكاد نصدق اننا لن نراكم بعد اليوم.

لماذا يثير الموت هذه الرهبه الكبيره؟

ولماذا نبكي الراحلين، وقد امتدت بهم مراحل اخرى، لمحطات اخرى انتظارا لحياة اخرى ونحن سائرون اليها شئنا ام ابينا؟

اننا في الحقيقه لا نبكيهم لانهم رحلوا، بل لانهم تركونا وحدنا.

ان كل آلامنا ودموعنا وقلقنا لاننا لن نراهم بعد اليوم في دنيانا، قد كانو جزءاً من حياتنا!

نحن من يجزع لان الراحلين انطافأت شموعهم في حياتنا ولان رحيلهم اعلان كبير بان قطار العمر ماضٍ، والايام حبلى والقدر محتوم وللموت جلال ايها الباقون...

نعم ايها الراحلون..

لقد اثارت فاجعة رحيلكم ومفاجأتها غصة كبيره وانحسار المدد الرفقه الجميلة، وانطفأ لومضة النبل الانساني. واذا اجتمع في المرء النبل وحب الخير وكرامة النفس والوقوف عند الحق، فقد ترك الدنيا احسن مما وجدها وفي هذا عزاؤنا!

رحم االله الفقدين العزيزين واسكنهما فسيح جناته...

..

* بيار حداد - عين دارا

موضوع أسعد رشيدي: "الرائد أسعد عيسى.. خير الأب والأم والوفي لمؤسسته العسكرية"

سجل التعازي بالمرحوم الرائد أسعد عيسى

تعليقات: