أن تحب شخصا حد الوجع هو امر افتراضي وكلمات مجازية تستخدم للتعبير عن مدى الحب ، او هذا ما ظننته قبل رحيل والدي وكيف لا و الحاج محمد حسان ( ابوعماد ) قطعة من روحي انتزعت مباغته ودون سابق انذار ، مازلت اتسأل ان كانت تحمل اللغة العربية احرفا كافية تصف فيها حزني او ترثي فيها رحيله واي عزاء بقي لنا بعده !

كان الوالد والصديق والحبيب قبل كل شي لي ولاخوتي كان دافعا لاستمرارنا

كلما هم بنا الحزن كان اليد التي تحملنا وتشد من ازرنا كلما اشتدت فينا الالام وكلما لاطمتنا الامواج صار هو طوق النجاة الذي ينقذنا كل مره !

اتذكر الصيفية الماضية ..... اخر صيفية قضيناها معه ... كل شئ في الصيفية تلك كان مختلف

شئ ما جعلني أصر على قضاء الايام القليلة قبل رحيله معه ولم اذهب لمنزلي اتذكره برائحة قهوة الصباح من يد والدتي الحبيبة وجلساتنا العائلية نتحدث ونضحك وكان حبيبي يمازح الصغير والكبير واولادي فرحين بكلمة جدو جدو ..لا اعلم كيف ستهبط بنا الطائرة بمطار بيروت هذا الصيف ولا اجده هو في استقبالي لقد كان ( رحمه الله ) رجلا خيرا يحب الخير معطاء لا اتذكر بان احد عرف والدي وقصده رده من باب داره دون ان يحاول مساعدته واذا كنت اقف اليوم على هذه الارض فذلك كله يعود لله وفضله ثم المثابره والاجتهاد وحب العمل التي لولا والدي ما عرفت معانيها ....فأي مكان تسكنه يا والدي غير قلوبنا !

واي دعاء يفيك حقك الان ؟ ان كنا يا والدي نعيش غربة من بعدك ان كانت ايامنا خاوية دونك فلا عزاء لنا الا بقاءك حيث انت هنا في القلب !

اللهم اغفر لوالدي الحاج محمد حسان وارحمه وعافه واعف عنه واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس واغسله بالماء والثلج والبرد ربي اغفر لوالدي وادخله فسيح جناتك وجمعنا واياه في جنان خلدك

ابنتك / وفاء محمد حسان

سجل التعازي بالمرحوم الحاج أبو عماد محمد حسّان