أميركية من أصل لبناني تزور عائلتها في العباسية قريباً
الوالد حسن يوسف سكاف
ثمة مفارقات ينفرد فيها الجنوب عن باقي المحافظات اللبنانية، فهو يشكل رأس حربة في حركة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وعلق مراراً أوسمة النصر والحرية على صدر الوطن·
في ظل هذا الصراع المحتوم والواقع السياسي اللبناني الأليم: تتكشف للمجتمع الجنوبي قصة فتاة هي ثمرة زواج شاب لبناني من بلدة العباسية - قضاء صور يدعى حسن علي سكاف من إمرأة خلال هجرته إلى ليبيريا في القارة الإفريقية· وقد عاشت الفتاة في كنف والدتها وجدتها لأمها، وهاجروا إلى الولايات المتحدة الأميركية وكانت الفتاة في عمر الطفولة، وكبرت هناك وترعرعت مع حلم ما أنفك يقلق جفونها، بأن تتعرف إلى والدها اللبناني، وخصوصاً أن والدتها ابلغتها بالحقيقة الكاملة عندما بلغت سن الوعي والرشد· الفتاة تدعى ميرفينا حسن سكاف، لكنها لم ترَ والدها (حسن) أبداً، ولكن بعد مضي 37 عاماً تلقى "الوالد" رسالة تحتوي على بضع كلمات وصور فوتوغرافية من ابنته في اميركا، حيث اضحت هناك استاذة في علوم الكمبيوتر وتحتل مرتبة راقية في احدى الشركات العاملة في ذلك البلد·
"لـــواء صيدا والجنوب" التقى والد الفتاة (حسن)، الذي يعيش في بلدة العباسية، ويملك مطعماً صغيراً يعتاش منه مع عائلته التي تتألف من 6 أفراد، بينهم ابنتان قد تزوجتا وانجبتا اطفالاً·
ولدى سؤاله عن القصة، تملكه الحياء والشوق لرؤية ابنته الجديدة - القديمة، فقال: تزوجت من والدتها قبل 38 عاماً عندما كنت في سن السابعة عشرة خلال هجرتي للعمل في ليبيريا، وبعد مضي اشهر قليلة تركت البلدة، وعدت أدراجي إلى لبنان، لأشق طريقي الصعب في الحياة، لكنني لم أعرف انه سيولد لي فتاة، ولم أكن متأكداً من ذلك رغم تلميح زوجتي بذلك·
وأضاف: لقد وصلتني رسالة عبر أحد اللبنانيين لا يزال يعمل في المكان نفسه، الذي كنت أعمل به منذ ذلك الحين، حيث قدمت هي مع والدتها من الولايات المتحدة الأميركية تسأل عني وتفتش عن والدها، نعم لقد فرحت كثيراً، وأنا أرحب بها في عائلتي، واعتبرها واحدة من أفرادها، كما أن أولادي وزوجتي يراسلونها ويطلبون منها القدوم إلى لبنان، وهي الآن على اتصال دائم مع ابني (علي) عبر البريد الالكتروني وستزورني في لبنان مع مطلع الشهر التاسع من هذا العام (أيلول) ونحن بإنتظار قدومها·
هي قصة من صنع البشر، تؤكد للذين يحيكون المؤامرات ويرسمون المخططات للتفريق بين الشعوب على القواعد المختلفة: (العنصرية، الطائفية، المذهبية والعرقية) بأن البشر يستطيعون ان يعيشوا مع بعضهم البعض بأمن وسلام، ولكل منهم حقوق وواجبات تجاه الآخر، على قاعدة "الناس صنفان أم أخ لك بالدين إلى نظيرك بالخلق"·
تعليقات: