نحيا فيه في هذه الدنيا، التي لم نختر فيها شيئاً بأنفسنا، بل هو قدر مكتوب على الجبين
عندما ينطق القدر بحكمه، علينا جميعاً أن نصمـت .
هكذا عوّدتنا الحياة.
الإمتثال دائماً لمشيئة السماء ، مهما كانت المصيبة ، ومهما كبرت أو صغرت.
مهما علا شأننا وتجبّرنا ، علينا الطاعة والإستجابة ، لأنه ليس من خيار.
كم من نفوس وأرواح بشرية ، تتألم على هذه الأرض؟
كم سرق منّـا الزمان أحبـاباً وغوالـي؟
منهم من غرّبتنا الايام عنهم ، قسراً!
ومنهم من غرّبتهم الأيام عنّـا ، طوعـاً!
كم حُرمنا من جمال الحياة ومتعة العيش كما نريد؟
هناك أشخاص في هذه الدنيا ، كُتب عليهم أن لا يكونوا لأحد، ولا يكون أحد لهم.
إنها حكمة الله . ولا إعتراض على حكمه.
مع أنهم يكونون قد عانوا وتعبوا وضحّوا كثيراً،
ولكن ، هذا هو قدرهم.
يا لغدر الزمان ، يا لغدر القدر ، كم أخاف منك...
لقد بعثرت كل أوراقي. وشتَت كل أفكاري. ضللتنـي. موّتنـي.
ومن ثمّ أحييتنـي. ويا ليتك لم تفعل.
لأن التاريخ يعيد نفسه، تجارب ومآسي ومعاناة.
القدر يلازمك ، يولد معك، ولا تستطيع الهروب منه أو تحاشيه، فهو مفروض عليك شئت ، أم أبيت.
إنك ترى في الحياة أشخاصاً محظوظين منذ ولادتهم.
فتأتيهم الفرص، وتُحقق أمانيهم على أهون سبب ، وفي أقل خسارة وأقل مضيعة للوقت .
وهناك من يحفرون حاضرهم، لمستقبل أفضل في الصخر،
ويصقلون مواهبهم، ويتعبون على أنفسهم في العلم والمعرفة، وحب الخير والغير ،
فإنك لا تراهم إلا في تراجع مستمر ، دونما حقيقة حقيقية على الارض ،
وإن تقدموا ، فيكون تقدمهم بطيء ، دون نتائج منتجة وقوية على المدى البعيد .
ومع كل هذا ، عوّدتني يا زماني أن يكون صبري طويل ، وأملي كبير ، وأنه هناك فجر جديد .
طموح جديد ، ليوم جديد ، نحيا فيه في هذه الدنيا، التي لم نختر فيها شيئاً بأنفسنا، بل هو قدر، مكتوب على الجبين.
تعليقات: