بلدة شبعا
بدأ «مشروع صيانة وتجميل نبع الجوز»، الذي تنفذه البلدية في شبعا، يتفاعل بوتيرة تصاعدية بين العديد من الاتجاهات الشبعاوية، وعلى خلفيات جمعت بين الكيديّ، والسياسي، والعائلي، لتصل القضية إلى القضاء ليقول كلمة الفصل فيها، في ظل غياب أي وساطات تقرب وجهات النظر المتناقضة.
وقد خصص رئيس «تعاونية المزارعين في شبعا» إبراهيم صعب، اجتماعا لعدد من المزارعين أمس، لبحث المشروع، حيث تقرر بالإجماع رفضه، «خاصة بعدما اتضح أن الأشغال التي تقوم بها البلدية تتجه إلى إقامة متنزه فوق النبع، ما سيؤدي إلى تلوث في المياه والعبث بها»، وفق بيان صادر عن المجتمعين، ناشدوا فيه «الجهات المعنية إرسال خبير لتحديد ماهية تلك الأشغال، ومدى الضرر الذي تلحقه بمياه النبع، كما نتمنى على النيابة العامة في النبطية أن تعتبر ما هو حاصل بمثابة إخبار، وتتدخل بسرعة لوقف الاعتداء على مصالح الناس». من جهته، عقد «تيار المقاومة اللبناني» لقاء استثنائيا في بلدة شبعا، بحضور رئيسه جميل ضاهر وحشد من الفعاليات، وممثلين عن العائلات وشخصيات حزبية واجتماعية، للتداول في «المشروع وكيفية مواجهته وتوقيفه»، علماً أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان قد أقام مقهى في المكان نفسه، وعملت البلدية السابقة على إزالته، وأمام ما تبين من أضرار للمشروع، خلص المجتمعون إلى بيان، دعوا فيه «البلدية للتراجع عن المشروع لما فيه من ضرر مباشر على سلامة السكان، الذي يزيد عددهم عن أربعين ألف نسمة، إضافة إلى الضرر الذي سيسببه للمزروعات، خاصة أن النبع هو المورد الوحيد لمياه الشفة وري المزروعات في البلدة ومقصد السياح والمصطافين، بالإضافة إلى أنه من المعيب إعادة بناء ما أزيل من أثر للاحتلال الإسرائيلي». وتوجه البيان إلى «كافة مؤسسات الدولة، لا سيما وزارة الداخلية، والزراعة، والبيئة، والصحة، للتدخل ووضع يدها على الملف، الذي يستهدف صحة المواطن والسلامة العامة بالسرعة القصوى، وذلك تجنبا لأي صدام بين البلدية والسكان، إذا ما أصرت البلدية على بناء مشروعها رغم اعتراض المواطنين».
من جهته، رئيس البلدية محمد صعب أوضح أن «اعتراض بعض الجهات على مشروع نبع عين الجوز ليس له ما يبرره، بل يأتي في إطار تكريس استملاك غير مبرر لقطعة أرض محاذية للنبع، كان المدعو إ. ص. قد استولى عليها إبان الاحتلال الاسرائيلي، علما أن تلك القطعة كانت البلدية قد اشترتها في العام 1960، بموجب القرار البلدي رقم 27، من صاحبها ح. ح. بعد موافقة من قائمقام حاصبيا ومحافظ الجنوب في تلك الفترة، وذلك بهدف ضمها إلى نبع عين الجوز لتحسينه وحمايته من أي تلوث»، لافتاً إلى أن البلدية تقدمت «بشكوى لدى القضاء اللبناني لاستعادة قطعة الأرض، ولنترك للقضاء كلمة الفصل الأخيرة».
تعليقات: