موسم صور السياحي ينطلق من دون مهرجاناته الدولية

شاطئ مدينة صور ممتلئاً برواده أمس
شاطئ مدينة صور ممتلئاً برواده أمس


المستثمرون بين متفائل ومتشائم حول نجاحه

لبست مدينة صور ومحيطها، كما مع كل صيف، حلة جديدة إيذاناً ببدء النشاط السياحي الموسمي. فيتوزع النشاط بين بحر المدينة وشاطئها ومؤسساتها السياحية، التي تكبر يوماً بعد يوم، وآثارها الضاربة بالتاريخ، ومقاهيها المنتشرة في كل زاوية ومحطة على امتداد المدينة، ومهرجاناتها الفنية التي تغيب في السنة الحالية، بعدما استمرت متواصلة لـ 14 سنة.

ومع إطلالة شهري تموز وآب، المعروفين بذروتهما السياحية، يبدو المستثمرون وأصحاب المؤسسات السياحية أقل تفاؤلاً بمستقبل الموسم السياحي في صور والمنطقة، فيما تسعى البلدية لتعويض الركود بجملة من الحوافز السياحية، وفي مقدمها إدخال الانترنت المجاني إلى الخيم البحرية على شاطئ صور الجنوبي. ويجمع غالبية أصحاب المؤسسات السياحية، من فنادق ومطاعم، ومقاهٍ، ومسابح، وسواهم، على ربط بوادر انكفاء الموسم السياحي للسنة الحالية بعناصر عدة، أبرزها عدم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان والمنطقة، و»أزمة أبيدجان» (ساحل العاج)، وكذلك الارتفاع الجنوني في بدلات الاستثمار المؤسسات السياحية، خصوصاً عند الكورنيش الجنوبي لمدينة صور.

ويضعف التفاؤل تباعا عند صاحب أحد المطاعم محمد صفي الدين، الذي يدفع بدل استثمار يفوق الثلاثة آلاف دولار شهرياً، يقول: «إن اعتمادنا الأساسي في موسم الصيف كل عام على المغتربين بشكل أساسي، وبالتحديد المغتربين اللبنانيين في ساحل العاج وغيرها من الدول العربية والأوروبية»، لافتاً إلى أنه في العام الحالي «لا يبدو الموسم واعداً، فالمغتربون الذين ننتظرهم قد لا يأتون نتيجة الأحداث والخسائر التي مُنيت بها الجالية اللبنانية في العاصمة العاجية ابيدجان، ناهيك عن الأوضاع العامة في البلد والمنطقة، وحلول شهر رمضان في قلب الموسم السياحي مطلع آب المقبل».

ويشير مستثمر أحد الفنادق في المدينة حسن مغنية إلى أن «الموسم السياحي مقبول حتى اليوم»، لافتاً إلى أن «الحجوزات الفندقية وصلت إلى أربعين بالمئة، ومن المتوقع أن ترتفع مع بداية الشهر الحالي على أن تتراجع في الشهر المقبل نتيجة حلول شهر رمضان»، آملا في «أن تعوض الأشهر التي تلي شهر رمضان النشاط الذي نبتغيه، وتساهم في سدّ التكاليف الباهظة للاستثمارات».

وتؤكد إحدى المسؤولات في فندق في المدينة نور حدرج على أن «الحركة السياحية في صور قد بدأت تأخذ طريقها نحو الأفضل»، لافتة إلى أن «غالبية النزلاء في الأوتيل هم من المغتربين اللبنانيين، الذين يأتون في فصل الصيف لتمضية العطلة بالإضافة إلى عناصر «اليونيفيل» وغيرهم من أبناء المنطقة». وأشارت إلى «عدم وجود عقبات أمام الموسم الحالي».

من جهته، يلفت رئيس «لجنة الأشغال» في بلدية صور محمد حرقوص إلى «جملة من التحضيرات للموسم السياحي في صور»، معتبراً أن «أولى المهام التي نقوم بها تنفيذ خطة سير بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، نرمي من خلالها إلى تسهيل حركة السيّاح إلى المؤسسات السياحية، والمواقع الأثرية، والخيم البحرية الواقعة على الشاطئ الجنوبي، التي زوّدت بالانترنت مجاناً، وإنشاء غرفة إنقاذ بحري، وحملات نظافة شاملة، ومراقبة صحية للمؤسسات والمطاعم».

ويوضح حرقوص أن «البلدية التي تدرس إقامة أنشطة فنية وثقافية هادفة، تلقت كتاباً من لجنة مهرجانات صور الفنية حول إلغاء فعاليات المهرجان في الصيف الحالي». ويوضح مخرج «مهرجانات صور والجنوب الفنية» الفنان نعمة بدوي لـ «السفير» أن «قرار إلغاء المهرجانات في السنة الحالية، والتي كانت انطلقت من الملعب والمدرجات الرومانية بعيد العام 1996 جاءت نتيجة لظروف قاهرة». وعن تلك الظروف «القاهرة» أشار بدوي إلى أنها «تتعلق بعدم الاستقرار الأمني في لبنان، لا سيما أن قاصدي المهرجانات من مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة إلى الوضع الحكومي، والمشاكل التي تعرض لها المغتربون، إضافة إلى عامل أساسي يتعلق بعدم حصول لجنة المهرجانات على مستحقاتها المالية من وزارة السياحة، والتي تعتبر العصب الأساسي للمهرجانات»، مؤكداً على «عزم اللجنة إقامة أنشطة ترفيهية وتثقيفية في شوارع المدينة».

تعليقات: