الاستاذ علي العبدالله
عندما كنا تلاميذاً صغاراً وكانت المدرسة بالنسبة الينا امراً مفروضا من قبل الأهل ننفذه باشراف المعلمين الذين لم نكن نكنً لهم حباً حقيقياً انما ممارسة لخوف ينتج علاقة ظاهرها حب واحترام وباطنها انتظار لليوم الذي نتخلص فيه من عبء هذه المدرسة التي باتت هماً لابد من التخلص منه عاجلاً ام آجلاً.
البعض من زملائنا ترك المدرسة في سن مبكرة لأنه كان يجد في ذلك امتلاكاً لحريته المفقودة ،وبحث عن امل منشود خارج الاطر الدراسية.
آخرون آثروا التخلص من المدرسة وهمها عبر النجاح واجتياز الصفوف الدراسية عاماً بعد عام حتى كان لهم ما ارادوا حتى نهاية المرحلة التكميلية التي كانت نهاية الدراسة في الخيام. وكان تشجيع الاهل والمعلمين حوافز مهمة لنجاحهم واجتيازهم لتلك المرحلة الصعبة في حياتنا بكل ابعادها المرئية آنذاك. بالرغم من ان قليل منًا كان يجد فيها تلبية لطموح بدأ يظهر عندهم في نهاية تلك المرحلة. عندها كنا قد بلغنا سن الشباب القادر على التمييز بين العلم والامية وشبه الامية التي كانت سائدة في ذلك الزمن. فوجدنا ان من كانوا سبب الخوف لنا هم من بنوا حاضرنا ومستقبلنا وصانعي نجاحنا، وهم الأجدر بالحب والاحترام طيلة حياتنا الباقية.لأنهم انتجوا اجيالاً مثقفة جعلت الخيام في مقدمة البلدات الجنوبية بعدد مثقفيها والمستويات العالية لمتعلميها.
-ولنكون عادلين لابد لنا من تقدير ذلك المدير العملاق القدير الذي ادار مدرسة الخيام الرسمية لفترة من الزمن جعل منها مثالاً يحاول كل الآخرين من مدراء واصحاب مدارس خاصة وارساليات وسواها تقليد هذا المثال واللحاق به ، ولكن انً لهم المجئ
بمدير يضاهي المربي المبدع الاستاذ علي العبدالله وشريكه في الادارة والتعليم، ضليع اللغة العربية، المرحوم الاستاذ علي عطوي، وبقية المعلمين الذين عملوا في ظل تلك الادارة فكان التعليم بالنسبة لهم رسالة حب ووفاء وليس وظيفة وراتب.
نعم والف نعم فان تكريم الاستاذ علي العبدالله جاء متاخراً جداً لكنه جاء اخيراً ليشعر كل الاجيال التي تتلمذت تحت اشرافه أن صاحب العطاء لا يمكن ان ينسى، وحبه واحترامه سيبقى في قلوبنا وعقولنا ما دمنا احياء.
كلمة أسعد رشيدي "العمر المديد لمربي الأجيال الأستاذ علي عبدالله..."
كلمة نجاح العبدالله عواضة "أعطي عمري لأعود تلميذة في مدرسة الأستاذ علي في الخيام"
تعليقات: