ترميم سوق جزين التراثي
اتحاد البلديات ينفذه والاتحاد الأوروبي يموّله بـ 292 ألف أورو
تتجه السوق التجارية في مدينة جزين بفعل أعمال التأهيل التي شهدتها قبل اشهر الى الطابع التراثي الذي طالما شكّل عامل جذب للسيّاح واللبنانيين والأجانب في آن واحد.
يأتي هذا التحوّل كنتيجة مباشرة لمشروع التأهيل الذي تصل كلفته الى 292 الف أورو، وينفذه اتحاد بلديات منطقة جزين منذ مطلع السنة، بتمويل من الإتحاد الأوروبي، وكجزء من سلسلة مشاريع وافق الإتحاد في الأعوام الفائتة على تمويلها في منطقة جزين بكلفة 970 ألف أورو. وهي تضم إضافة الى السوق التجارية، مشروع تأهيل بحيرة الشلال، و"بيت الغابة" في حرج بكاسين، وحديقة عامة في بلدة روم، على ان تندرج في سياق تطوير السياحة والمحافظة على البيئة الخلابة التي تتمتع بها منطقة جزين.
ومن المنتظر أن يدشن إتحاد بلديات منطقة جزين مشروع "السوق التجارية العتيقة" التي يتوقع أن تضاهي أهم الأسواق التراثية في لبنان، مطلع شهر آب المقبل باحتفال كبير سيجعلها "عصب السياحة والإقتصاد " لمدينة جزين وفق رئيس الإتحاد خليل حرفوش.
مراحل مشروع التأهيل
مراحل عدة مرّ فيها مشروع التأهيل الذي انطلق العمل به فعليا" في مطلع السنة الجارية، وبدأ وضع خرائط جديدة للمشروع وخصوصاً تلك الموجودة والتي كانت مجرّد دراسات أولية غير وافية. وشملت الخرائط البنى التحتية والإنارة، فضلاً عن ترميم شرفات المنازل المنتشرة فوق السوق وغيرها من التفاصيل الأساسية لضمان نجاح المشروع . بعد إنجاز أعمال البنى التحتية من تأهيل شبكات المياة المهترئة، ومدّ شبكات PVC معدة لإستقبال إمدادات الكهرباء والهاتف وغيرها من الخدمات تفادياً لإعادة الحفر في المستقبل، إنطلقت عملية تنظيف واجهات المحال وتأهيل الشرفات وتلبسيها بالحجر الأبيض الجميل، الى بناء الأرصفة وتركيب الواجهات الخشبية والإنارة، فضلا عن التفاصيل الدقيقة التي تعد بجعل هذه السوق قبلة أنظار السائحين ومحط إعجاب الزوار.
وأوضح حرفوش أن "الهدف الأساسي لهذا المشروع هو إعادة الطابع التراثي الذي طالما تميّزت به السوق، مما سينعكس إيجاباً على السياحة في جزين والمنطقة، إذ ستتوافر للسيّاح محطة جديدة فيها".
وأعتبر "أن المؤشرات الإيجابية للمشروع بدأت تتجلى في اعادة افتتاح بعض المحال التي كانت مقفلة قبل بدء تنفيذه، وبروز بعض المشاريع الإستثمارية لمقاهٍ مميّزة لم تكن موجودة في هذا الشارع . وتالياً نكون قد أحيينا شارعاً كان يعتبر منسياً ومهملاً منذ عقود فحوّلناه مركز جذب إقتصادياً وسياحياً".
إضافات عدّة برزت خلال مرحلة التنفيذ وفق رئيس الإتحاد، تشمل شرفات من القرميد فوق عدد من المحال التجارية، فضلاً عن اعتماد آرمات وستائر موحدة الى تفاصيل أخرى لضمان إنجاز المشروع بأفضل السبل، وتصل كلفتها الى 88 ألف أورو، سيقدم الإتحاد الأوروبي نحو نصفها كتعبير عن الثقة التي يوليها للقيمين على المشروع المنفذ بكل شفافية واحتراف. أما المبلغ المتبقي، فسيقتطع من أعمال إضافية في مشروع تأهيل بحيرة الشلال ستعلّق عملية تنفيذها موقتاً الى حين توفير المبالغ اللازمة.
وأكد حرفوش أن أفضل ما تضمنه تنفيذ المشروع، "هو نموذج الشفافية الذي اعتمد في التلزيم وفضّ المناقصات، إذ كلف أبرز مهندسي المدينة بمختلف انتماءاتهم السياسية بإجراء المناقصات الخاصة بالمشروع وفضّ العروض واختيار أفضل الشروط بأقل كلفة ممكنة. وللتأكد من حسن التنفيذ عيّن الإتحاد المهندس جان سليم مشرفاً عاماً على المشروع الى جانب مشرفي الإتحاد الأوروبي، فتولى الإشراف والتدقيق المباشر على الأشغال التي غالباً ما أعيد تنفيذها أكثر من مرة، للتأكد من مطابقتها المعايير المطلوبة".
وختم: "اذا كانت الشفافية هي السمة الأساسية لهذا المشروع، فغياب "الكوميسيون" ونظافة العمل وحسن متابعة التنفيذ، شكلت سابقة لم يعهدها الجزينيّون في مشاريع سابقة".
يذكر أن مشروع تأهيل السوق التجارية الذي سينتهي العمل فيه بتاريخ 16 تموز، يتضمن أيضاً استبدال الإسفلت ببلاط من نوع "بازالت" تعهدت وزارة الأشغال العامة تنفيذه على نفقتها في الوقت المناسب.
تعليقات: