غسان بن جدو
دمج مشروعي نايف كريّم وغسان بن جدو: إطـلاق قنـاة عربيـة موحـدة مطلـع العـام
في وقت ينتظر فيه الوسط الإعلامي ولادة محطتين جديدتين هما «الاتحاد» التي أطلقت مؤخرا بثها التجريبي بإدارة الزميل نايف كريّم، والثانية هي تلك المقرر أن يطلقها الزميل غسان بن جدو في غضون أشهر، علمت «السفير» أنه جرت توأمة المشروعين في عملية دمج للقناتين، ليصار من خلالها الى إطلاق قناة عربية موحدة.
ويبدو أن أولى خطوات «الاتحاد» في هذا المجال هي إثبات التسمية بالفعل، عبر اتحادها مع القناة الوشيكة الولادة، لتسلكا معاً، عبر الدمج، طريقاً أكثر تعبيداً باتجاه دائرة الضوء.
التحضيرات القائمة على قدم وساق من أجل إطلاق القناة المدمجة في مكتبها في بئر حسن، تشي بإمكانية إطلاقها في نهاية العام. على أن يتم اختيار إسم جديد لها. ويتولى كريّم إدارتها العامة، فيما يتسلم بن جدو رئاسة مجلس الإدارة. بالإضافة الى عودته بطبيعة الحال الى الشاشة، عبر برنامج متطور من حيث الشكل والأسلوب.
غير أن عملية التزاوج إنما مهد لها وجود قواسم مشتركة عدة بين الشريكين، وذلك في مجال مناصرة الحريات وتبني قضايا المقاومة.
يحمل كل من بن جدو وكريّم الهم ذاته المتمثل بالقضية الفلسطينية ومطالب الشعوب العربية، وتعزيز الديموقراطية، فالتقيا حول هوية المنبر وطبيعة الرسائل.. والشرائح المستهدفة.
وقريباً يُعلن افتتاح باب التوظيف، على أن يسبقه مؤتمر صحافي يعقده الشريكان، في الأسبوع المقبل، للإعلان عن التفاصيل المتعلقة بالقناة المدمجة.
ويشير مدير عام القناة نايف كريّم لـ»السفير» الى أن «الاتحاد» كانت قطعت شوطاً لإطلاقها في أيلول المقبل، ولكن عندما تواصلت مع بن جدو، شعرت أنه بالإمكان تحقيق الأفضل. لذا قررنا تأخير موعد الإطلاق لتطوير بعض الإمكانات البشرية والتقنية».
ويشرح قصة الدمج بقوله: «راودتني الفكرة مذ إعلان بن جدو نيته في افتتاح قناة، بل منذ تقديم استقالته من «الجزيرة». وعندما طرح علي المشروع سعدت جدا»ً.
ويضيف: «عملية الدمج تدعم «الاتحاد»، لذا كان علينا عدم تفويت الفرصة. وإذا كانت الشراكة تعطي زخماً للمشروع، فالأوْلى بها. وقد تم تقديم بعض المقترحات، التي لا تتعارض مع السياسات العامة التي كنا وضعناها، بل إنها تشكل إضافة معينة».
ويعتبر كريّم «أن اللقاء الثنائي سينعكس إيجاباً على القناة. فبن جدو لديه تاريخ إعلامي هام، وتجربة ناجحة في ما كانت أعرق القنوات العربية. وأنا لدي رصيد معين نتيجة العمل في قنوات مختلفة في لبنان والخليج».
وعما إذا كانت القناة ستبقى حتى مطلع العام في مرحلة البث التجريبي؟ يقول «سنناقش الأمر.. ونقرر». وهو النقاش الذي سيطال أيضاً مدى إمكانية أن تعرض القناة برامج منوعة مثل البرامج الثقافية والوثائقية والفنية الهادفة.
بن جدو: «لا دول وراءنا»
ويقول غسان بن جدو لـ»السفير»: «بادرت الى الاتصال بالزميل نايف كريم عندما قرأت عن مشروعه في «السفير»، ثم زرته طارحاً فكرة التكامل وتنسيق الجهود في ما بيننا، طالما أن رؤيتنا مشتركة. وبعد لقاءات عدة قررنا دمج المشروعين، على أن تبقى «الاتحاد» هي الشركة المنتجة للقناة الجديدة».
ويشير الى أنه «تم التوافق على السياسات التي كان أعلنها كريّم، على أن نضيف عليها نقاط وبنوداً أخرى، تكون بمثابة وثيقة أو رؤية تحدد هوية القناة الجديدة، التي تتبنى كل الاتفاقيات التي وقعتها «الاتحاد» حتى اليوم، سواء الإدراية، أو القانونية، أو الإنتاجية».
وردا على سؤال حول الجهة الممولة يقول بن جدو: «حصلت القناة التي كنت سأطلقها على موازنات تأسيسية، ولكن بما أن مشروع قناة «الاتحاد» موجود، فإنها ستكون الشركة المنتجة للقناة الجديدة، ولكنها ليست الوحيدة».
ويلفت الى أن «القناة ليست حزباً سياسياً، ولكن ذات هوية تعنى بقضايا الأمة، وتناصر الحريات والإصلاح، وتنقل نبض الجماهير، والقضية الفلسطينية هي قضيتها المركزية. وفي الوقت نفسه سندفع بالحوار مع الغرب، لأننا معنيون أساساً بما يحصل في الغرب».
هل تقف هذه الرؤية المشتركة وحدها خلف الدمج؟ يجيب بن جدو بقوله: «لا، هناك الإمكانات المادية أيضاً. نحن لا دول وراءنا، ولا جهات كبرى، بل ممولون من القطاع الخاص. قناتنا متواضعة.. صحيح أن طموحنا كبير، ولكن التعاون يعطي قوة دفع أكبر للمشروع».
ورداً على سؤال حول التوظيف يوضح بن جدو: «العاملون في «الاتحاد» اليوم، سيتم الإبقاء عليهم. وسنعلن عن الأمر في المؤتمر الصحافي الذي سنعقده الأسبوع المقبل. وبعد ذلك سنفتح باب الانتداب عبر سلسلة من الإعلانات في عدد من الصحف في أكثر من قطر عربي. وفي مرحلة لاحقة، سيخضع عدد من المتقدمين للوظيفة لاختبارات، والتي ستشمل أيضاً عددا من العاملين اليوم في «الاتحاد»، ما يعطيهم فرصة لإثبات كفاءتهم. ولكن إذا تساوى شخص من «الاتحاد» مع آخر وافد، فالأولوية ستكون للأول بالطبع».
وحول مدى قدرة استيعاب القناة الجديدة للوظائف، يقول: «قررنا ألا نوسع دائرة التوظيف حتى لا نثقل القناة.. سننطلق مع الحد الأدنى من الموظفين، الذي يقارب مئتي موظف، وإن كنا نفضل توظيف حوالى ثلاثمئة شخص، ولكننا سنحتاط، وسنعتمد في الوقت نفسه على شركات الخدمات وشركات الإنتاج. فثمة هاجس لدينا من لحظة قد تجد فيها القناة نفسها أمام مشكلة مادية، ولا نريد للموظفين أن يدفعوا ثمن مثل هذه المشكلة، إن وُجدت».
وعما إذا كان المطلوب موظفين من أصحاب الخبرات أو من المتخرجين، يوضح بن جدو: «إنها مرحلة تأسيسية. بعد توقيع الاتفاق مع كريّم، سنبدأ رسمياً في العمل على إطلاق القناة، وسندرس كل الملفات المطروحة، بما في ذلك الأسماء التي يمكن أن تتعاون معنا. أنا شخصياً لدي مشروع حول التوظيف والأسماء، ولكن الأفضل أن نتشارك النقاش في هذا المجال». وعن توقيت الإطلاق الرسمي للقناة الجديدة، يقول: «نهاية العام. لا نريد التسرع في إطلاق قناة.. متعثرة ومتلعثمة!»
تعليقات: