لا تنتحر.. شرقي العزيز!
شرقي أنسيت أمجادك؟
أم أنّك الآن صرت تستحي من ذكرها!
إسمعني أرجوك!
فلقد كنت مهد الحضارات...
كنت شرارة العلوم...
كنت الشّاهد على ولادة الأنبياء!
أنسيت كلّ ذلك وقرّرت أن تختبىء،
في ظلّ النفوس، بين غبار الكتب القديمة،
في الأزمن العتيقة، وراء حجب النّسيان!
* * * *
لم سمحت لأكاذيب التّمدّن أن تجلدك؟!
أم أنّك ضحيّة باتت تعشق جلّادها!
أين أولاد مجدك الغابر؟
كيف تجرأت على وأدهم؟!
أم أنّك أطعمتهم لذئاب اللّيل الصّاخب؟!
* * * *
من قال أنّ الحضارة في عشق المظاهر؟!
في إباحة العلاقات...
أين الحضارة في انفصال الأبناء عن آبائهم؟!
ما هذه التّرّهات؟!
* * * *
عد يا شرقي كما كنت،
أصالة القيم،
غيرة الرجال،
حياء النساء،
وعي النفوس،
انتشار العلوم،
لا انتشار أماكن الملاهي والمجون!
* * * *
ليس فيك يا غربُ شيءٌ من الحضارة!
وحتّى في علومك تسعى إلى التّجارة!
فكلّ عملٍ غير مكلّلٍ بالأخلاق،
يدني من الحقارة!
تشمئزّ الإنسانيّة من انحلالك يا غرب،
ومن نُسَخِ "حضارتك" المزيّفة،
في عالمنا الشّرقي وعالمنا العربيّ...
* * * *
يا للأسف يا شرقي!
ها أنا أراك...
والحياةُ فيكَ لِانْكِماش...
لكن كافح ولا تنتحر شرقي العزيز!
لعلّك تعود من جديد،
لتأخذ الصّدارة!
فليس يدوم أبداً ما هو مجبولٌ بالقذارة،
ولا بدّ أن تزول العتمة،
لا بدّ أن يتذكّر الصّبح أن يطلع،
لا بدّ أن تتذكّر الشّمس أن تشرق،
على قلوبٍ تعفّنت وذاقتِ المرارة!
* * * *
تعليقات: