مزارع يعاين دالية مصابة بالمرض في الفرديس

تضرب كروم العنب في معظم قرى حاصبيا والعرقوب «أمراض خطيرة»، تهدد تلك الزراعة بشكل عام، بعدما قضت حتى الآن على نسبة مرتفعة جدا من العناقيد غير الناضجة (يقدرها المزارعون بتسعين في المئة)، لتلحق خسائر فادحة بالمزارعين الذين ينتظرون الموسم مع منتصف آب من كل عام، عله يعوّضهم جزءا بسيطا، من خسائر مزروعاتهم الصيفية التي كسدت، وتركت في حقولها طعاما شهيا للمواشي. ذلك المرض، غير المعروف من مزارعي المنطقة، والذي صف بالخطر والغريب، لم تشهد مثيله كروم العنب فيها منذ عشرات السنين، بحيث بدأ المزارعون ومنذ مطلع شهر حزيران، يلاحظون تبدلا بورق الدوالي، حيث تغير لونها من أخضر يانع إلى أغبر. ومن ثم بدأت بالاصفرار وصولا حتى اليباس.

والمستهجن أن ذلك التحول بالورق يترافق مع رائحة كريهة شبيهة بالعطن والعفونة، كما يقول المزارع مفيد نصر، الذي يستغرب ما حلّ بكروم العنب في قرى حاصبيا والعرقوب، والتي يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين الـ 400، والـ 500 متر، فالمرض مجهول حتى من قبل كبار السن والذين وصفوه بالمرض الخطر، والذي تجاوز الورق ليضرب العناقيد. فبعد وصول العناقيد إلى ما يسمى بالحصرم، تذبل ومن ثم تيبس، ليطال اليباس أيضا في مرحلة لاحقة الأغصان الطرية، والخوف أن يصل ذلك إلى الدوالي، ما يعني خسارة مساحة كبيرة مشجرة بتلك الكروم، وتعود إلى أكثر من 700 مزارع في قرى الفرديس، والهبارية، وراشيا الفخار، والماري، وحلتا، وكفرحمام.

المزارع فايز سليقا، الذي يملك كرما من حوالى خمسة دونمات، يقول: «ما حصل في كروم العنب في العام الحالي أشبه بكارثة، فالمرض ضرب الدوالي بشكل غير مسبوق، فذبلت الأوراق ومن ثم العناقيد وقد ترافق ذلك مع انتشار روائح كريهة، جعلتنا نحار في أمرنا. وقد عملنا على رشّ المبيدات التي نستعملها بشكل دوري كل عام، فلم تعطنا أي نتيجة تذكر، فالمرض تغلب على المبيدات بسرعة، ما حال دون سيطرتنا عليه. وقد فشلنا في الحد من انتشاره، وكانت هذه الكارثة غير المسبوقة في كروم العنب، فخسرنا الموسم والخوف أن نخسر الكروم لاحقا».

ويستغرب الشيخ محمد نصر «تخلي الدولة عن واجباتها، تجاه المزارع الحدودي في المنطقة، الذي خسر كل مواسمه الزراعية، وها هو اليوم يخسر موسم العنب، من دون أن يجد من يمدّ له يد العون، فبعد مرور أكثر من شهر على انتشار المرض، الذي قضى على نسبة كبيرة من الكروم، فإن أي جهة مسؤولة لم تكلف نفسها حتى السؤال عما هو حاصل. وكأننا في كوكب آخر، فلا خبير زراعي ولا مهندس زراعي ولا مسؤول يعمل في هذا القطاع، حاول فقط الاستفسار عما يجري، ومكتب الزراعة في القضاء اعتقد لا علم له بعد بالمشكلة الزراعية المتفاقمة، فحرام ان يبقى المزارع الحدودي في دائرة النسيان المزمنة».

وطالب المزارع حسن نصر «الجهات المعنية، وخاصة وزارة الزراعة، إرسال، وعلى وجه السرعة خبراء ومهندسين زراعيين إلى الكروم المنكوبة، والعمل على تحديد المرض، وكيفية مواجهته، لأنه فعلا من أخطر ما أصاب الأشجار المثمرة». وأضاف: «إن خسائر المزارعين مرتفعة وتتراوح خسارة كل مزارع بين الخمسة والخمسة عشر مليون ليرة»، مناشدا «نوابنا التوجه إلى القرى الحدودية، والاطلاع على مدى الكارثة، وحثّ الهيئة العليا للإغاثة على دفع قيمة الخسائر فورا، فالمزارع الحدودي الصامد على خط النار من حقه المطالبة بحقوقه، وعلى الدولة خاصة الحكومة الجديدة أن تنظر إلى الواقع الزراعي المأساوي، بعين المسؤولية، وتعمل على دفع حقوق العاملين فيه كاملة، وخاصة تلك الناتجة عن الكوارث الطبيعية والكساد الحاصل في المواسم الزراعية بشكل عام».