«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور

«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور
«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور


أقامت «مؤسسة عامل» - فرع صور، حفل عشائها السنوي في منتزه القلعة في منطقة الحوش مساء أمس الأول، بحضور رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا، والمدير العام لـ»السفير» الزميل ياسر نعمة، وقائمقام صور السابق حسين قبلان، ورئيس فرع صور الدكتور درويش شغري، وحشد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الاجتماعية، والأهلية، والصحية في المنطقة.

في الحفل، استعرض مهنا لدور «عامل الإنساني والخدماتي الذي تمارسه عبر 23 مركزاً منتشرة في المناطق اللبنانية»، مذكّرا بـ»برامج المؤسسة وإنجازاتها». وأكد على «التزامها بقضايا الناس»، فقال: «نحاول أن نلعب دور المحرك عبر برامجنا الصحية والاجتماعية والتربوية، التي تستهدف الفئات المهمشة في كافة المناطق اللبنانية، مدافعةً عن حقوقهم الإنسانية الأساسية»، لافتاً إلى أن «المعاناة الاجتماعية تتفاقم في لبنان، وأبرز مظاهرها معدل البطالة الذي فاق الـ14 في المئة. كذلك يستمر مستوى التغطية الصحية بالتراجع ومستوى الخدمات الاجتماعية في المناطق والضواحي، ويتفاقم العجز في موازنات الأسر في ظل تراجع المداخيل، مما جعل نصف الأسر اللبنانية تحت خط الفقر». وفي ظلّ الواقع الصعب، «وفي إطار ربيع الشعوب العربية فلنعمل معاً من أجل الانتقال من النظام الطائفي إلى النظام الديموقراطي المدني».

ولفت مهنا إلى أن «اللبنانيين لن يعدموا القدرة على إيجاد نظام سياسي يلاءم أوضاعهم، إذا قبلوا قاعدة المساواة والحرية والشراكة في الخيارات الوطنية ومعالجة النزاعات الطائفية بانفتاح وسائل الإندماج الاجتماعي الوطني، وفتح الآفاق أمام المواطنة، بما هي حقوق متساوية وبما هي حريات»، معتبراً أن «الحاجة باتت ملحة على أن تشارك منظمات المجتمع المدني في النقابات المهنية والعمالية واتحادات المرأة وتجمعات الكتاب والفنانين والحركات الشبابية... في تبني مشروع تغييري شامل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإسقاط النظام الطائفي القائم على المحسوبيات، وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الهدر والفساد، وإنجاز الإصلاح الإداري، وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي على أساس نظام الدائرة الواحدة والنسبية، وفق لائحة مقفلة ترسخ التمثيل الوطني وقانون مدني اختياري للأحوال الشخصية، يساوي بين جميع المواطنين».

موضوع الحفل السنوي لمؤسسة عامل في البحصاصة

كلمة الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، بمناسبة حفل العشاء السنوي لفرع منطقة صور - البازورية. 30 تموز 2011

..

"عامل" تقدم خارطة طريق للانتقال من النظام الطائفي إلى النظام الديمقراطي المدني

..

أيها الأخوة والأخوات الأعزاء،

نجتمع اليوم مجدداً، للسنة التاسعة، و"عامل" باتت جمعية دولية، في هذه الحفلة التي باتت تقليداً تحرص على إحيائه مؤسسة عامل في كل عام لدعم مشاريعها الصحية والاجتماعية والتنموية في منطقة صور - البازورية من جهة، ولكي تجدد لقاءها بأصدقائها الأوفياء الذين يزداد عددهم سنة بعد سنة، والذين رافقوا عامل في مسيرتها، ولولاهم لما تمكنت من مواجهة الصعاب بمختلف الوسائل لكي تستمر، ولكي يبقى نهجها كمؤسسة مدنية ملتزمة بالمواطن – الإنسان بمعزل عن الخيارات السياسية والثقافية.

هذا الحدث الذي يستضيف أصدقاء "عامل" يجتمع فيها الوطن على حقيقته في احتفال حميم، حيث ينطلق الحضور على سجيته، مخلفاً وراءه العصبيات وأدوات التشنج، مقتنصاً اللحظة البهية التي يفتقدها في صخب السجالات و"الابتهاجات" الموتورة، ورتابة الخطاب الممجوج. أجل إنها مناسبة فرح تأخذنا من الكآبة، إلى فسحة تعبق بالأمل، أو تشي بالقليل منه، في عالم تقضه الهواجس وترقده الأوهام الآسنة.

إن "مؤسسة عامل" تعمل حالياً عبر 23 مركزاً تعني باللبنانيين من كافة الفئات وبالعراقيين والسودانيين والفلسطينيين ... الخ، في ظل فشل السلطات المتلاحقة في إيجاد آلية لاستيعاب سكان الأطراف وإدخال ناسها في الدولة كمواطنين مساوين لغيرهم، إذ أن قدر سكان الأطراف ومنذ إعلان "لبنان الكبير" عام 1920 من الجنوب إلى الشمال إلى البقاع إلى إقليم الخروب والشوف بالإضافة إلى أحزمة البؤس المنتشرة حول العاصمة وكأنها خارج الوطن والتعامل معها "كخزان بشري" للاستخدام عند الحاجة.

وبالتالي فإن تواجد عدة مراكز لمؤسسة عامل في الجنوب وفي منطقة في منطقة صور-البازورية تحديداً يهدف إلى مؤازرة الناس في أوضاعهم المعيشية الصعبة والسعي لإيجاد سبلٍ لمواجهتها، فالجنوب عانى تاريخياً ولايزال من سياسات الحرمان المتواصلة، كما عانى أبناءه من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي ما زال خطرها قائماً، فالاستقرار السياسي والأمني الذي ينعم به لبنان حالياً بعد أن نالت الحكومة الثقة، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى حالة متفجرة. وإن لبنان وباقي المنطقة تبقى رهينة القلاقل ما لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في منطقتنا.

أيها الأخوة والأخوات

في منطقة صور – البازورية، تتضمن مركزين رئيسيين لمؤسسة عامل من أصل ثلاثة وعشرين مركزا" منتشرة على الأراضي اللبنانية وهي:

مركز صور الصحي الاجتماعي التنموي الذي زودناه مؤخرا" بجهاز بانوراميك لتصوير الفكين، ومختبر تحاليل طبية، وجهاز تصوير صوتي (Echoghraphie)

مركز البازورية الذي أعيد تأهيله وزود بجهاز بانوراميك لتصوير الفكين وجهاز تصوير شعاعي (ماموغرافي) وعيادة أسنان ومختبر تحاليل طبية وقاعة للمعلوماتية.

أيها الأخوة والأخوات

"عامل"، المؤسسة الإنمائية الدولية، تسعى من خلال إنجازاتها، وما تخطط له من مشاريع، إلى تجديد ذاتها وتفعيل دورها، بما يحقق "خدمات أكثر بكلفة أقل"، وفقاً لشعارها الذي تلتزم به وتعتمده نهجاً من احتضان الذين عانوا القهر ودورات الاحتلال الصهيوني. هذا ما ترنو إليه وتبني سياساتها على هذا الأساس، وليست تتوخى ثمناً أكثر من إسعاد الناس، واستردادهم من حالة القلق والضياع، إلى حالة المواطنة واتخاذ دورهم الفاعل في المجتمع.

لهذا إننا نحاول في مؤسسة عامل أن نلعب دور "المحرك" في تقديم نموذج يمكن أن تقتدي به مؤسسات القطاع العام عبر تأمين الخدمة النوعية في مناطق الأطراف وبمساهمات رمزية من الأهالي ومن ثم الانتقال إلى برامج تنموية بإشراك الناس أصحاب العلاقة فيها ومن ثم إلى تعزيز ثقافة الحقوق، وإشراك المرأة في الحياة العامة وتأهيل الشباب لتحمل المسؤوليات القيادية.

إلا أن ما ننجزه، على أهميته، يبقى متواضعاً في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، إذ أن نسبة التضخم المتراكم قد بلغت منذ العام 1996 وحتى نهاية العام 2010، 120% ... والأجور خسرت 60% من قيمتها لتضاعف الأعباء الملقاة على أكتاف المواطنين. فما هي سياسة الحكومة أمام هذا الواقع، في مواجهة الهموم المعيشية والتقديمات الاجتماعية والصحية وتحسين الأجور ولجم التضخم؟

أيها الأخوة والأخوات

في ظل هذا الواقع الصعب، وفي إطار ربيع الشعوب العربية فلنعمل معاً من أجل الانتقال من النظام الطائفي إلى النظام الديمقراطي المدني.

أيها الأخوة والأخوات

إننا في لبنان، نحب احزابنا وصور الزعماء عندنا، نحب تنوعنا الطائفي وقتالنا المذهبي أيضاً، نحب نظامنا الفريد من نوعه، ومن ليس لديه طوائف، فلديه عشائر وقبائل وأفخاذ، نحب الفوضى وتجاوز إشارة السير والمعاملات الإدارية التي تمرّ من فوق الطاولة وتحتها... نمارس الفتنة بين الطوائف والمذاهب، نجيد التحريض على القتل، ونكرر ما نقوله منذ زمن الاستعمار، إن الأخوة والتعايش، والنموذج الحضاري لا تتعمد إلا بدماء عشرات الآلاف من أبناء الرعية.

لقد تجلّى هذا الواقع في المناقشات البرلمانية التي أدّت إلى إعطاء الثقة بالحكومة والتي أظهرت عمق الأزمة الوطنية حيث استعادت بعض الخطب فصولاً من سبعينات القرن الماضي

لقد قيل في هذه النقاشات الكثير في السياسة والانقسام والصراعات الداخلية والقليل القليل حول معاناة المواطن المثقل بالأعباء المعيشية وهشاشة التقديمات الاجتماعية والصحية والتراكمات على وزارة الصحة وعجز الضمان الإجتماعي وعجز موازنة الكهرباء والمديونية والفساد والهدر التصاعدي...الخ

إن نظامنا السياسي الحالي لم يعد صالحاً لإدارة البلاد واحتواء الأزمات ولا طبعاً للنهوض بلبنان ومعالجة التحديات.

إن اللبنانيين لن يعدموا القدرة على إيجاد نظام سياسي يلاءم أوضاعهم، إذا قبلوا قاعدة المساواة والحرية والشراكة في الخيارات الوطنية ومعالجة النزاعات الطائفية بانفتاح وسائل الإندماج الإجتماعي الوطني، وفتح الآفاق أمام المواطنة، بما هي حقوق متساوية وبما هي حريات.

أن الحاجة باتت ملحة على أن تشارك منظمات المجتمع المدني في النقابات المهنية والعمالية واتحادات المرأة وتجمعات الكتّاب والفنانين والحركات الشبابية... في تبني مشروع تغييري شامل على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لإسقاط النظام الطائفي القائم على المحسوبيات وتحقيق العدالة الإجتماعية ومحاربة الهدر والفساد وإنجاز الإصلاح الإداري وانتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي على اساس نظام الدائرة الواحدة والنسبية وفق لائحة مقفلة ترسخ التمثيل الوطني وقانون مدني اختياري للأحوال الشخصية، يساوي بين جميع المواطنين.

أي توفير بوصلة، في إطار ربيع الشعوب العربية، حيث بات الحكام يخافون من الشعوب، لإخراج اللبناني من قطيعية الطائفية الى رحاب المواطنة المسؤولة.

وختاماً أجدد الترحيب بكم، أيها الأخوة فمشاركتكم تسعدنا، ونأمل أن تحمل لكم هذه السهرة، جرعة من الفرح، شاكرين حضوركم الدافئ، ومقدرين تحديكم مشقة الطريق.

وشكراً

«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور
«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور


«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور
«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور


«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور
«مؤسسة عامل» تقيم حفل عشائها السنوي في صور


تعليقات: