سوق الخان:
جديد سوق الخان في القطاع الشرقي هذه الأيام بصّارة برّاجة تحت الكينايات المعمّرة وعلى مرأى ومسمع زوار السوق وضمن حلقة من النساء وأغلبهن من الفتيات لكشف البخت. ومعرفة المستقبل حباً وزواجاً. ورغم ازدهار عمليات كشف البخت والتبصير، فإن الحركة التجارية في السوق ضعيفة، والاقبال على شراء الحاجيات أقل من السابق لسببين:
الأول نضوج المواسم الصيفية من خضار وفواكه والثاني قلّة السيولة في أيدي المواطنين.
وقال تاجر يجلس أمام متجره انه حتى ساعات الظهر لم يستقبل زبونا، ولم يبع بقرش واحد، وان الحركة في السوق للفرجة والتنزه لقضاء الوقت...
بدوره بائع الفلافل الشيخ فايز قال ان السوق جامد، وأكلة الفلافل قليلون مع انه اصطحب معه زوجته وابنته لمساعدته. وأكشاك الألبسة النسائية وحدها تشهد بعض الاقبال، ولكن حركة بدون بركة كما قال أحدهم، والقوات الدولية تدأب عناصرها على التنزه والتجوال في سوق الخان يوم الثلاثاء، وهم من الدول الآسيوية، أجنحة ثياب الخلعي وهي الألبسة المستعملة أو ستوك تشهد بعض الإقبال لرخص أسعارها. وبلدية حاصبيا شرعت بتأهيل وتنظيم سوق الخان ببناء خيم ومحلات اسمنتية إتقاء للحرارة صيفا، والصقيع شتاء.
ترويقة اللحم المشوي وحدها مزدهرة، ومعرض الحراتيق أيضا، فكل ما لا يخطر على بالك في حياتك اليومية، يخطر على بالك في سوق الخان عندما تشاهد معدات وحاجيات وأشياء وحراتيق لا تجدها في المحلات والمخازن داخل المجمعات التجارية، وفتيات ومراهقات يتجولن لشراء حاجياتهن من الثياب والأحذية والعطورات ومواد التجميل والماكياج، ويتجمعن حول البصارة أم أحمد تحت الكينايات المعمّرة، وكل واحدة تمسك فئة العشرة آلاف ليرة لبنانية بيدها لتعطيها للبصّارة لكشف بختها... وقالت إحداهن: معلومات أم أحمد تصحّ ٢٠% فقط، والباقي تفنيص، وصفصفة حكي.
أهمية سوق الخان، وجوده في مكان وسط في منطقة حاصبيا، على أكتاف نهر الحاصباني، وجغرافيا في خراج كوكبا، ولكنه اداريا يتبع بلدية حاصبيا، وهو بوابة العرقوب الشمالية، ونقطة انطلاق مهمة الى كل المناطق جنوبا وبقاعا وشوفا عن طريق جسر الدلافة على نهر الليطاني، وكان في غابر الزمن بوابة الجولان ونقطة انطلاق الى فلسطين عبر سهل الحولة، وظلّ في اواخر الستينات والسبعينات من القرن الماضي أسير التواجد الفلسطيني في المنطقة، ونقطة انطلاق العمليات الفدائية ضد القوات الاسرائيلية واطلاق الصواريخ. لكنه اليوم ينعم بالاستقرار والأمن كونه ضمن منطقة اليونيفيل في القطاع الشرقي.
تعليقات: