البلبل

البلبل قطعةً  خشبية شكلها قريب من القلب البشري، يتوسطه مسمار حديدي يخترقه من الأعلى إلى الأسفل
البلبل قطعةً خشبية شكلها قريب من القلب البشري، يتوسطه مسمار حديدي يخترقه من الأعلى إلى الأسفل


البلبل قطعةً خشبية شكلها قريب من القلب البشري، يتوسطه مسمار حديدي يخترقه من الأعلى إلى الأسفل، نلفّه بفتيل قطني، نرميه على الأرض لنطلق دورانه بواسطة الفتيل ويكمل هو الدوران.. ليدور على نفسه ولا يتخطّى الفلك الذي يدور حوله.

كنا نلعب به ونحن صغار ونتبارى من يبقيه أكثر وهو يدور.

..

أنا أشبّه نفسي بالبلبل!

أدور في مكاني..

أخطو خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء فأعود مكاني..

وبعد كل جولة دوران ينهكني التعب،

أليس كل البشر بلابل؟

كل ٌينهض إلى عمله صباحا ويشقى طول النهار ويعود إلى منزله مساءً؟

ويأحل وبعدها يأخذ قسطاّ من الراحة.. وفي اليوم التالي يعود إإلى عمله وهكذا دواليك حتى آخر الشهر.. يتقاضى راتبه ويوزعه بين التعاونية وإشتراكات الكهرباء والهاتف والبناية.. والباقي للخضرجي واللحام والمصاريف الأخرى كل عائلة حسب ظروفها ولا يبقى شيء!

وكل شهر متل الآخر وحتى آخر العمر .

من منا سعيد في حياته؟

كلما سألت أحداَ تجده يشكو من الغلاء والتعب والضغط النفسي، إذا أين هي السعادة؟

هل السعادة نعيشها ولا نستطيع الإمساك بها؟

عندما تفاجئنا مشكلة كبيرة نحس بقيمة الهدوء الذي كنا نعيشه قبل حلول تلك المشكلة.

كلنا بلابل، دمى متحركة، بيد الخالق سبحانه وتعالى، لو علمنا بأن حياتنا ستكون هكذا وخيِرنا، ربما اخترنا عدم العيش.

تقول إم كلثوم "لبست ثوب العيش ولم أُستشر"..

لم نستشر لا ساعة المجيء ولا ساعة الرحيل!

نحن حقاً كالبلبل.. إلا أن البلبل لا يكلُ ولا يملّ!

 نلفّ البلبل  بفتيل قطني
نلفّ البلبل بفتيل قطني


تعليقات: