ليس كل من يبتسم سعيد
الحياة جميلة رقيقة وصعبة ومؤلمة في نفس الوقت، أوقات لنا وأوقات علينا، والأغلب علينا.
لا يمكن لأحد أن يهرب من قدره، فكل مخلوق على هذه المعمورة لا بد له أن يعيش الحياة بكل مراحلها وأن يدخل دوامتها ويفرم في طاحونتها، حتى يأذن الله له مغادرتها.
أحيانأ نسمعهم يقولون أن المرء بإستطاعته أن يُسعد نفسه وأن يحطم نفسه، ولكن!!!.
هذه المعادلة صحيحة في بعض الأحيان وحسب الظروف، أي أنه كلما إتخذنا القرارات السليمة والمدروسة في توجيه حياتنا، نحقق نسبة من السعادة بشكل (النجاح)، أي نبلغ الهدف المنشود.
فاللسعادة أشكال تظهر بها، ليس كل من يبتسم سعيد، وغالباً ما تأتي الظروف معاكسة لإرادتنا وخارجة عن قدرتنا، فتسيطر علينا وتتحكم بأهدافنا لنصل الى الفشل مما تسبب لنا هذه الظروف السيئة التعاسة والإزعاج والحزن.
هدفت أن أوصل القارئ الى أن المرء يمكنه أن يؤمن لنفسه جزءاً صغيراً من أشِكال السعادة والجزء الأكبر يأتي حسب قسوة الظروف.
ما كلُّ ما يتمناه المرء يدركه ... ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ففي هذه الدنيا على المرء أن يسعى كثيراً في طريق إصلاح نفسه ونفسيته والمجتمع من حيث السلوكيات، وهكذا إذا نجح كل منا في هذه النقطة، نكون قد حصلنا على مجتمع نظيف خالي تقريباً من الظروف السيئة التي تزعجنا وتزعج غيرنا، بالنتيجة نحن نصنع جزء من الظروف التي تتحكم بنا وبالآخرين....
عدا عن الظروف الربانية المحتومة التي لا يمكن ان نشارك بها وهي على أشكال لا تعد ولا تحصى منها ( الموت) الذي يسبب أكبر أنواع الحزن والقهر وحرقته لا تضاهى بأي أنواع العذابات.
بسم الله الرحمان الرحيم
فما يصيبكم إلاّ ما كتب الله لكم
(صدق الله العلي العظيم).
أكثر الأوقات نخسر الكثير مما يسبب لنا الحزن، الذي يجب أن لا نسمح له أن يدمرنا ويقتلنا، لأن الأمل موجود لا يجب أن نفقده، خصوصاً بالله.
إذا كنا نبحث عن السعادة الكاملة، لن نجدها إلاَّ أجزاءاً وبأوقات محدودة وكما لها أشكال فلها أماكن أيضاً مثلاً:
بعض الأناس يجدون سعادتهم بعيداً عن الناس وكما تقول الحكمة ( بلاء الناس من الناس)، ولكن الجنة بلا ناس ما بتنداس.
أمّا عن بعضهم يجدون سعادتهم في المناظر والأماكن الطبيعية كحديقة عامة أو البحر أو النهر أو الغابة أو الريف حيث جمال الألوان والمناخ التي تعطي النفس البشرية قسطاً من الراحة والهدوء فيقصدونها أوقاتاً.
وآخرهم يجد سعادته في دور العبادة كلٌّ حسب مذهبه.
وأخيراً وليس آخراً نرى أنه ليس من مكاناً أيضاً يعطينا السعادة الكاملة، ولكن إذا تمعنا جيداً في الدنيا نراها فارغة، فالسعادة الكاملة موجودة في الجنة حيث العدالة والعدالة ليست على الأرض بل عند الله أي في السماء حيث ينظر كل منا عند الدعاء.
ففي جنة الخلد السعادة الكاملة والأبدية، لذلك من الأفضل لنا أن نؤمن بالله ونتحلى بالصبر ونسلك الصراط المستقيم لنصل الى بر الأمان، فعلى الإنسان المؤمن أن يكون خيراً فإعملوا على البر التقوى وإنّ الله مع الصابرين إذا صبروا.
أتمنى أن يبعد شبح الموت والحزن عن الخيام وأهلها وشبابها وأمهاتها.
هذه المقالة رداً على محوى كلمة الأخت حنان عواضة ( البلبل)، من بعد تحليل عميق للبحث عن السعادة ولكل إمرءٍ رأيه.
* فاطمة أبو عباس - الخيام
تعليقات: