مليتا حكاية الأرض للسماء

مليتا حكاية الأرض للسماء
مليتا حكاية الأرض للسماء


من بعيد يأسرك جمالها، على قمة عالية، كأنها قطعة من الجنة ،زخرفة ورودها تجعلك لا تطيق أن توقف النظرإليها ،المنظر من فوق لا يضاهيه متعة ،هذا من بعيد.

وتقترب أكثر لتبدأ القصة، قصة مذهلة تختصر جهاد أعوام ،عندما تدخل النفق تبدأوتشعر كم من الجهد والصبر والتعب والجلد أحتاج بناء هذا النفق ،إنه في الصخر وبأدوات حفر بدائية وكم من السنوات إستغرق حفره تحت أعين العدو مع ما استلزم من الحيطة والحذر لأن القواعد الإسرائيلية على التلال مقابلة لهم فعليهم أن يعملوا ولا يثيروا الشكوك. ثلاثة آلاف مقاوم شاركوا في عملية الحفر على مدى ثلاثة سنوات في ظروف طقس قاسية في الشتاء، حيث يسود الثلج والجليد. لقد حفروا نفقا" بطول مئتي متر. عند هذا المشهد لا يسعك إلا أن تقف وتسجد عند لوحة الشهداء الذين سقطوا في هذه المنطقة وتقرأ لهم الفاتحة.

إنه معلم سياحي أم قلعة صمود، حيث ما نظرت تجد مجسمات لمقاومين بين الأشجار حيث كانوا يمضون ساعات الليل الطويلة في الحراسة، وفي غرفة العمليات التي لا ترى الشمس حيث كان السيد عباس رحمة الله عليه، غرفته، مصليته، قرآنه، عمامته وكل ما يحتاج إليه.

أينما نظرت تحدثك الأرض بالمعارك التي جرت عليها من خلال بقايا الأسلحة المتروكة هنا وهناك في المعرض، حيث قمنا بجولة وتشهد الطاسات العسكرية والغنائم على هزيمة العدو. حقا" إنها رائعة.

وأنت تقف في الأعلى عند لوحة الشهداء وتنظر إلى الأسفل، إنه منظر خلاب لا يضاهيه جمال، تحس أن العالم ملك يديك. ومن خلال الصعود إلا الأعلى بعد النزول في النفق تشعر أن هذه الأرض مباركة لأن أقدام المجاهدين الشرفاء قد وطأتها وتعبت من السير عليها وهي تحمل الأثقال والمؤن والسلاح.

مليتا حري بكل واحد منا زيارتها والتعرف على حكايتها.

تعليقات: