يا أهالي بيروت.. (فادي أبو غليوم)
إحياء الذكرى الـ29 لانطلاق «جمول» أمام صيدلية بسترس:
وحدهم المقاومون استحقوا التحية... والثورات العربية هي مداهم
وحدهم استحقوا التحية الأشدّ حماسة أمام اللوحة التذكارية لـ«جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»، عند صيدلية بسترس. مقاومون أطلقوا العمليات الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، ووقفوا بين المشاركين في إحياء الذكرى التاسعة والعشرين لإطلاق «جمّول»، وتحرير العاصمة بيروت. لكن، قلّة من الحاضرين تعرف هويّة هؤلاء الذين لبّوا نداء الجبهة، وانطلقوا في عمليات بطولية، في محيط بسترس ومحطة أيوب وكورنيش المزرعة وسليم سلام والويمبي والوردية، وغيرها.
أمس، بين بسترس ومحطة أيوب، لبى الشيوعيون نداء منطقية بيروت في «الحزب الشيوعي اللبناني» للاحتفال بالذكرى. وقفوا مع رفاقهم وذكرياتهم، يرفعون رايات الحزب وهتافات التأكيد على استمرار المقاومة... استمرارها لأن «التحرير لا يكون إلا باستكمال بناء دولة ديموقراطية، بعيدة عن الطائفية»، كما يشرح الدكتور علي قبيسي.
قبيسي، وهو واحد من الشيوعيين الذين شاركوا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بأشكال مختلفة، لن يخبر عنها. يذكّر فقط بالطابع اللاطائفي الذي أخذته المقاومة سابقاً، لكنه يعود ليؤكد، في الوقت ذاته، على أن «كل أشكال المقاومة اليوم مرحّب بها، طالما أنها تسعى إلى الحرية والتحرّر»، واضعاً الثورات العربية الراهنة في السياق ذاته.
ذلك الترابط بين الحرية والتحرّر، سيرد أيضاً في كلمة الرفيق وليد نعوس. قبلها، ستعلن سكرتيرة قطاع الشباب والطلاب في «الحزب الشيوعي» كاترين ضاهر بدء الاحتفال، بحضور الأمين العام للحزب خالد حدادة، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
«إن ما يجري في عالمنا العربي هو ثورات شعبية ضد الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة القابعة منذ عقود على صدور شعبها، سالبة حريته وكرامته ونموّّّّه الاقتصادي ـ الاجتماعي... ومتسببة بعزله عن الصراع الدائر في المنطقة بقانون طوارئ، وبأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، يقول نعوس متحدثاً باسم منطقية بيروت في الحزب، وموجهاً التحية إلى الشعب العربي ونضاله من أجل الحرية والعدالة والكرامة الوطنية.
وبين الذكرى والحاضر، يستعيد نعوس محطات عدّة من «الملاحم البطولية في التصدّي للعدو الإسرائيلي». ويجد في المناسبة فرصة ليحذّر ويذكّر: «هذه الانتصارات لا تحميها مساومات نظام طائفي دمّر البلد بانقسامات وحروب أهلية تتجدد عند كل أزمة، بل الذي يحميها ويحصّنها هو التغيير الديموقراطي والإصلاح».
«المقاومة انطلقت لتنتصر»، يؤكد مروان عبد العال في كلمة ألقاها باسم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وقد رفرفت أعلامها إلى جانب أعلام الشيوعيين في فضاء «بسترس» أمس. وسؤال المقاومة لن يفوز بجواب نهائي، وإن حققت الانتصار، «بل يتجدد اليوم في موسم الحرية وموسم الشعوب العربية»، يقول مشدّداً على «الترابط ما بين حركات تحرير الأوطان والإنسان».
وانطلق عبد العال من المناسبة ليحكي عن «دولة فلسطين» التي «هي مطلب عمره من عمر القضية». «ويشرح: «عندما نطالب بدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فذلك لا يلغي حقوقنا وأولها حق العودة، بل يعني أن من يذهب إلى الأمم المتحدة لا يمكن له أن يعود إلى أوسلو والرباعية وخارطة الطريق...».
ثم تعود الذكرى التي لم يستحضرها خطيب إلا واضعاً اليد اللبنانية في اليد الفلسطينية، لتطلّ من كلمة مسؤول العلاقات الخارجية في «الحزب الشيوعي» نديم علاء الدين: «نعود إلى هذه الذكرى لأنها البداية، ولأنها نقطة الانطلاق... لأنها منارة الكفاح الوطني اللبناني، التي يعتز بها الوطنيون اللبنانيون جميعاً والشيوعيون منهم»، مجدّداً دعوة السلطة اللبنانية إلى اعتبار السادس عشر من أيلول في العام 1982 تاريخاً لبدء مسيرة التحرير، «مثلما أعلن يوم الخامس والعشرين من أيار لعام 2000 عيداً وطنياً للتحرير».
وشدّد علاء الدين على أن «الشيوعيين سيكونون بالمرصاد، إلى جانب القوى المقاومة الأخرى، في الدفاع عن الأرض، فالمقاومة بالنسبة إلينا ليست قراراً، ولا هي إمكانيات... بل هي خيار، وهي هوية الشيوعيين وانتمائهم الثوري»، داعياً إلى «صيانة حزب المقاومة، حزبنا، خارج الفئويات وخارج المساومات على وجوده وعلى برنامجه وعلى دوره».
ومن أمام صيدلية بسترس، حيث «بدأت الخارطة والكلمات...» إلى محطة أيوب، توجّه المشاركون في مسيرة انتهت بعرض فيلم قصير أعدّته لجنة النشاطات في منطقية بيروت في الحزب الشيوعي كتحية إلى «جمّول»، قبل رفع الستار عن لوحة تذكارية تؤرّخ للذكرى.
تعليقات: