أنصر أخاك ظالما كان أم مظلوما
أنا لا أعرف من هو القائل الذي قال: "أنصر أخاك ظالما كان أم مظلوما". أيّ عدل هذا, وأيّ قانون هذا, وأيّ حقّ هذا أن نرى احدهم يعتدي ويظلم ويغتصب حق فقير لا يقوى أن يدافع عن نفسه, ويأتي أخوه لمناصرته, فأين الحكمة في هذه المقولة؟
انّ هذا المشهد المؤلم نعيشه كل يوم مع هؤلاء الطغاة الأقوياء الذين يسلبون مال الضعفاء من دون أيّ شفقة أو رحمة. فهل من حق الأخ أن يساعد اخاه في هكذا موقف وينصره على ذلك المسكين لأنّه طالب بحقّه الذي صادره ذلك الطاغي المغتصب الذي حرم أولاده من قوت يومهم و جعلهم يموتون جوعا؟ فهل من مشهد أبشع وأقسى من هذا المشهد؟ وهل من عقيدة تحمي السارق والمعتدي على المعتدى عليه وتطبق مقولة أنصر أخاك ظالما كان أم مظلوما؟وما مصير هذه المقولة وهل سيستمر العمل بها؟
نحن نرى الموت مباحا و حجز الحريات مشروعا في عالمنا هذا وعلى مساحة كامل الكرة الأرضية وخاصة في عالمنا العربي, وما من فاسد أو ظالم الاّ وله أب واخ وأخت وأم. فهل من المعقول أن يناصروه ان اعتدى وظلم؟ نعم انّ هذا يحصل كلّ يوم خاصة اذا كان هذا الظالم زعيما أو مسؤولا رفيع المستوى, و ما أكثرهم على أبناء رعيتهم.
فهل يصح العمل على هذه المقولة في يومنا هذا أم علينا أن نغيّر في المعنى والمضمون ونقول أنصر جارك المظلوم علي أخيك الظالم؟ وهكذا نكون قد وضعنا هذه المقولة في شكلها الصحيح, ووجدنا عدالة لم يشهد لها الزمن مثيلا.أم انّ هذا القول هو قول مقدّس و علينا أن نعمل به رغم كل ما يحمله من أوجاع و سيّئات؟؟؟
تعليقات: