بعد عـام كامـل، بـدأ الإعمـار في قانـا

إعادة الإعمار بدأ قبل أسبوع
إعادة الإعمار بدأ قبل أسبوع


قانا:

لم يبق من معلم يدل على منزل آل هاشم الذي كان شهداء مجزرة قانا الثانية ينامون بداخله في الليلة المشؤومة.

لم يبق سوى شجرة البلوط القريبة من المنزل الذي كان مؤلفا من ثلاث طبقات، ويقع في أقصى حي الخريبة، عند كتف واد يطل على قرية عيتيت.

ما زال مكان المنزل خاويا، على الرغم من مرور سنة كاملة على تدميره فوق لاجئيه من آل هاشم وشلهوب. وما زالت 164 وحدة سكنية دمرت في عدوان تموز في كل أحياء قانا، تنتظر الإعمار.

قبل أسبوع واحد فقط، انطلق مشروع إعادة إعمار البيوت المدمرة في قانا على نفقة الدولة السورية.

وكانت دمشق قد أعلنت في أعقاب الحرب التكفل بإعادة إعمار 360 وحدة سكنية في بلدات قانا وصديقين والقليلة. ولكن تبين لاحقا، أن عدد الوحدات المدمرة في صديقين يفوق الثلاثمئة، فاستثنيت البلدة من الرعاية السورية وأحيل ملفها إلى الهيئة العليا للإغاثة.

ويشرح رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان بأن الجمهورية العربية السورية تكفلت بإعادة إعمار 360 وحدة سكنية في كل من قانا وصديقين والقليلة، وقد وزعت الوحدات حينها على الشكل التالي: 150 وحدة في القليلة، و150 وحدة في صديقين، و60 وحدة سكنية في قانا.

يضيف قبلان أنه بسبب العجز عن إنجاز ملف الوحدات المدمرة في القرى الثلاث والتي يرتفع عددها ليصل إلى أكثر من 730 وحدة سكنية، تأخرت العملية برمتها.

اليوم، وكما يشرح المهندس علي اسمــــاعيل، المســـؤول عن هذا الملف في مجلس الجنوب، بدأت خمس شركات لبنــانية بالإضافة إلى متعهدين لبنانيين رست عليهم المناقصات، العمل على عملية إعادة الإعمار، بإشراف مجلس الجنوب.

ويشكو أهالي قانا، ولا سيما منهم أصحاب الوحدات المدمرة كليا، من التأخير الحاصل والذي زاد من الخسائر، وامتداد الهجرة القسرية الى خارج البلدة بسبب عدم توفر العدد الكافي من الشقق المعروضة للإيجار.

يستعجل عباس هاشم إعادة بناء منزل عائلته المدمر الذي سقط فيه شهداء المجزرة ومن بينهم أكثر من عشرة أفراد من أسرته.

يقول انه «حتى هذه اللحظة، لم نتقاض أي تعويض عن منزلنا المدمر وما زلنا ننتظر الإعمار الموعود لكي نستقر في بيوتنا بعدما فقدنا أغلى ما نملك».

يضيف أن سوريا تعهدت منذ عام بإعادة بناء المنازل المدمر «ولكن هذا الوعد الذي بدأ بالتحقق تأخر، وكان الأجدى أن تعطى الأولوية لهذه البلدة المنكوبة منذ المجزرة الأولى».

وعما اذا كان راضيا عن التبني السوري الذي يشمل إعادة البيوت كما كانت وتسليمها لأصحابها على «المفتاح»، يوضح هاشم ان غالبية الناس كانت متريثة بقبول الفكرة «بسبب عدم معرفتنا بتفاصيل العملية ولكن بعد ان أطلع مجلس الجنوب أصحاب المنازل المدمرة على طريقة التنفيذ والشروط تغير الوضع بالنسبة للكثيرين».

في المقابل، يبدو الحاج محمود حايك، الذي باشرت احدى الشركات الملتزمة ببناء منزل نجله جواد المجاور لمنزله المدمر ايضا، متحمسا لموضوع الإعمار السوري، ويقول ان «المهم ان تكون عملية إعادة الاعمار وفق الشروط والمواصفات المطلوبة وعدا ذلك لا مشكلة على الاطلاق».

يضيف «أنا أستعجل إعادة الإعمار، خصوصا أن موسم الشتاء يدهمنا ونحن ننتقل من منزل إلى آخر منذ عام، نازحون داخل وطننا».

ويلفت رئيس بلدية قانا المحامي محمد عطية الى أن أصحاب المنازل المدمرة مستاؤون جدا من التأخير، متمنيا الإسراع في التنفيذ قبل حلول موسم المدارس وموسم الشتاء.

وينتقد عطية «التقصير الفاضح» للدولة إزاء قانا «التي شهدت مجزرتين هزتا العالم، إلا أنها لم تحظ باهتـمام بالحد الادنى من قبل الدولة».

ويتابع قائلا «ان الجمعيات والمؤسسات الأوروبية والعربية كانت أكثر احتضانا من دولتنا»، لافتا الى استمرار غياب الحرارة عن عدد كبير من خطوط الهاتف الثابت التي تعطلت أثناء العدوان الاسرائيلي إضافة الى مشكلة البنى التحتية وخصوصا الطرقات وشبكة الكهرباء.

تعليقات: