المبدع المثال وليد غلمية
نحتفل بذكرى المبدع المثال وليد غلمية، بالاشارة الى ما تركه في حياته المليئة بالتجارب والامثلة. بدءا، اسس وليد غلمية مدرسة حياة، وان كان الجانب الابرز فيها المداميك التي رفعها في مساهماته لبناء مؤسسة الكونسرفاتوار الوطني، والتي شملت كل المناطق اللبنانية. كما نشير الى الانسجام بين فكره وممارسته، هذه الميزة التي تكاد تكون مفقودة بين المثقفين العرب.
ونذكر علاقته بحلقة الحوار الثقافي، وهو احد مؤسسيها، بداية التسعينات، وكان قد تسلم مؤسسة الكونسرفاتوار الوطني، فعندما عرضنا عليه الدافع لتأسيس الحلقة، بادر الى دعوة البعض الى اجتماعات في معهد الكونسرفاتوار، من اجل مشروعها،وكان منهم عبدالله العلايلي، وفؤاد افرام البستاني، وحسن الأمين، وزكي ناصيف، وميشال قهوجي، وسامي مكارم، وخليل احمد خليل، ووليم صعب، وغيرهم... بالاضافة الى مؤسسيها فرحان صالح وجوزيف باسيل. كما ساهم في وضع نظامها الاساسي، مشاركا في ما بعد في مؤتمراتها التي تناولت التراث والفولكلور المشترك بين اللبنانيين، وفي نشاطاتها الثقافية المختلفة.
كما نشير الى توالي الاجتماعات التأسيسية التي شارك فيها غلمية، في منزل شيخ الادب الشعبي الاستاذ سلام الراسي، أو عند فرحان صالح، أو في منزل رئيستها السابقة الدكتورة الهام كلاب البساط، وفي غير مكان.
وترأس غلمية جلسات بعض المؤتمرات التي عقدتها الحلقة وتناولت الثقافة الشعبية اللبنانية والعربية، وذلك في مبنى الجامعة اللبنانية في كلية الحقوق عام 1993، والاونيسكو عام 1999. لذا، نجد ان الحلقة كانت حاضرة في فكر الراحل العظيم وليد غلمية ونشاطه.
ووفاء من حلقة الحوار الثقافي، جئنا اليوم لنقدم الوفاء لهذا المؤسس، الذي تبنى فكر وثقافة الحوار بين اللبنانيين.
اننا اذ نشيد بتاريخ الراحل وتراثه، نتمنى على بلدية مرجعيون تسمية مدرسة مرجعيون الرسمية باسمه، ورفع تمثال له في احد شوارعها التي يمكن ان يطلق اسمه عليها، كما نتمنى على وزارة الثقافة بشخص الاستاذ غابي ليون، تسمية احد فروع الكونسرفاتوار باسم هذا المبدع، الذي رحل ليبقى تراثه في حياة اللبنانيين وفي ذاكرتهم ايضا...
فرحان صالح
تعليقات: