داخل أحد ملاجئ كريات شمونة (أرشيف - رويترز)
# «الحرب مرّت لكنّها ما زالت حاضرة هنا»
القصص كثيرة في كريات شمونة. كلها، بالنسبة إلى الأهالي هناك، «مآسي حرب». أطفال لم يتحرروا من صدمات الحرب. حالات هلع لا تنتهي. منهم، بحسب الشهادات، «لا يزال يتبول لاإرادياً». جزء من البيوت لم يرمّم بعد. ملاجئ لم ترمم بعد، وتعويضات قليلة لم تعوّضهم عن الخسائر. هناك إجابة واحدة، يردّدها الجميع، رداً على سؤال: ما رأيك بأداء الحكومة في حرب لبنان الثانية في الجبهة الداخلية؟ «فشلت». وأمام حزب الله؟: «فشلت أيضاً»
على مفترق الطرق المؤدّي يساراً إلى كريات شمونة ويميناً إلى بحيرة طبريا، يقف أربعة شبان وخمس شابات يهود، يرفعون شعارات تطالب الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تحرير الجنديين الأسيرين في لبنان: إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر.
«نحن لا نترك جنودنا في ميدان المعارك»، عبارة كتبت بخطٍ عريض، لكنَّ السيارات، هدف جمهور التظاهرة، كانت تمضي من هناك بسرعة، من دون اكتراث أو اهتمام، فلا أحد يلتفت اليوم إلى مشاهد صارت جزءاً من المشهد اليومي الاسرائيلي، وخصوصاً في الشمال. المتظاهرون القلائل، هم أيضاً لا يبذلون مجهوداً للفت الأنظار، والشمس المتمترسة عند سمة الرأس تحرق حيويتهم. هكذا تبدو الصورة بعد عامٍ على عدوان تموز: شمال منهك، أسرى لم يعودوا، وناس لا يكترثون.
الطريق من المفترق حتى كريات شمونة تستغرق عشرين دقيقة تقريباً، تختفي منها رهجة «الطرق بين المدن»: شوارع مفتوحة. سيارات قليلة. ولا شيء يلفت الأنظار إلا بعض المصانع التقليدية الأسمنتية، ومراكز تجارية صغيرة منزوية في جوانب الطريق لا تكسر الملل. باستطاعة المتجه نحو كريات شمونة، أن يلمح أراضي محروقة بفعل الصواريخ «التي سقطت في مناطق مفتوحة» أثناء عدوان تموز، كما نقلت نشرات الأخبار. آلاف الأشجار السوداء واقفة في أعالي الجبال المجاورة مثل عود ثقاب محروق لا تتحرك، ليس ثباتاً بل موتاً. البحث عن الحرب في الطريق الى كريات شمونة ليس صعباً. من يحدق في فراغ الطريق قليلاً يجدها لا محالة.
على مشارف المدينة، ثلاث دبابات: صفراء وزرقاء وحمراء. الدبابات سورية، سقطت بأيدي الإسرائيليين أثناء حرب الأيام الستة. نقلت قبل 20 عاماً إلى مدخل كريات شمونة من إحدى البلدات اليهودية الواقعة عند الحدود الشمالية. وما زالت الدبابات، يتوسطها نصب تذكاري، تمنح زائر المدينة، أو المار منها متجهاً الى الحدود، «وجبة انتصار إسرائيلية». بعد قليل، عندما يتعمق المرء في أحوال هذه المدينة، لن يذكر أحد حرب حزيران، سيذكرون حرب تموز.
الشمال في إسرائيل، وكريات شمونة خاصة، لم يكونا ذات يوم مركزاً في الدولة العبرية. نظرية «كلما اتجهت نحو الشمال زادت جودة الحياة»، لا تنطبق على كريات شمونة، ولا على الشمال الاسرائيلي. الشمال في إسرائيل مغاير، يتخذ طابعاً أقل جودة، فقر وإهمال. وكذلك الجنوب أيضاً. الجودة في إسرائيل، على جميع أشكالها، تكمن في المركز، أي تل أبيب والمدن المحيطة بها، والأطراف عادة ما تكون منسية: ركود اقتصادي دائم، نسبة بطالة عالية، وضع اجتماعي
سيئ.
يسكن كريات شمونة 25 ألفاً وتقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانية ـــــ الإسرائيلية. ليس في كريات شمونة، ولا في أيٍّ من مدن الشمال، سينما أو مسرح. الحياة الثقافية معدومة، وفي تدهور مستمر. كان في المدينة قبل سنوات دارا سينما أقفلتا أخيراً. لا مؤسسات سوى الحكومية الضرورية. حتى إنَّ سلطات الأمن الاسرائيلية أوقفت الرحلات الجوية من كريات شمونة إلى تل أبيب وحيفا وإيلات.
مركز المدينة متواضع إلى حد الفقر، فيه سوق للخضار، ومجمع تجاري صغير. وضع بنيتها التحيتية متوسط أيضاً وعماراتها اسمنتية لا تميّزها عراقة بقدر ما يميزها «البناء السريع». مجرد مدينة تفرض حضورها في الحرب فقط. عندما تتلقى الضربات طبعاً.
لماذا أولمرت رئيساً للوزراء؟
على مدخل المجمع التجاري في كريات شمونة يجلس ضابط أمن وإلى جانبه رجل تجاوز السبعين من عمره، يرتدي قميصاً أبيض، أو كان ذات يوم أبيض، ونظارة سوداء بلاستيكية. كان يحدق في شيء غير معروف. حين تسأله عن أوضاع المدينة بعد عام من الحرب يقول «سيئة»، ولا يسهب. يخشى، على حد قوله، «الإسهاب في الحديث»، خوفاً من «الانزلاق إلى موضوعات أخرى»، لكنّه ينزلق، ربما إرادياً: «ماذا تريد مني أن أقول؟ إنَّ الحكومة تركتنا وحيدين؟ إننا منسيون؟ إنَّه لا أحد يلتفت إلينا؟ إنَّ الحرب مرت لكنّها ما زالت حاضرة في كريات شمونة؟!».
العجوز لا يتوقف عن الحديث، «الكاتيوشا ليست أمراً جديداً علينا»، لكنّه يشير الى أنَّ ضربات الصيف الأخير «كانت الأقسى، وتركت أثراً لم تتركه أي كاتيوشا منذ عام 1968».
المكيّف في المجمع التجاري التابع لكريات شمونة، يخلق واقعاً آخر في يوم حار. في الأفق موسيقى عبرية شرقية حزينة، والمتاجر أيضاً تشهد حركة ما. هكذا هي الحال في البلدات اليهودية عادة صبيحة الجمعة. مشتريات كثيرة وجلسات وقهوة وصحف نهاية الأسبوع، فبعد ساعات، سيدخل السبت (يدخل مساء الجمعة وينتهي مساء السبت)، وقليلة هي الاشياء التي يمكن فعلها يوم السبت، لمن يحافظ على قدسيته منهم.
يقع المجمع التجاري وسط مركز المدينة. الغريب أنَّ هذا المركز يقع عند مدخلها، ليس في وسطها. المركز متواضع إلى حد الفقر. جزء كبير من الحوانيت مغلق، وآخر يعمل بصعوبة. حتى «المجمع» لا يشهد «حركة المدينة المألوفة». يستطيع المتجول بين طاولات المقاهي أن يسمع نقاشات سياسية إثر تعرّض المدينة مرة أخرى للقصف، حيث أعادت جزءاً من الأهالي إلى تموز الأخير. جزء مقتنع بأنَّ «حزب الله هو من أطلق الكاتيوشا قبل أيام لكي يفحص رد إسرائيل». وآخر يعارض: «هؤلاء فلسطينيون، حزب الله نفى».
إلى إحدى الطاولات في الطابق العلوي للمجمع يجلس ثلاثة رجال: يعكوف وموشيه وإلحنان. أصغرهم تجاوز الخمسين. من سكان كريات شمونة «القدماء»، حسبما قال أحدهم. اثنان منهم يعيشان على مخصصات التأمين (عاطلان من العمل) والثالث يعمل في «أحد المخازن». على الطاولة ثلاثة فناجين من القهوة، وأربع علب من سجائر «بريزيدانت» الرخيصة. كانوا صامتين.
لكل واحدٍ قصة في العدوان. يروي يعكوف أن الحرب كانت «قاسية للغاية» على الرغم من اعتياد الأهالي الحروب. «أذكر يوماً أننا جلسنا في الملاجئ منسيين، خرجت أنا وأحد الفتيان لشراء بعض الحاجيات من المتجر القريب. عندها بدأ القصف. كنا نسمع الكاتيوشا كيف تسقط. الرعب لا يوصف. نمنا على الأرض، واختبأنا، وشعرنا بأنَّ النهاية قريبة. لا أريد أن أشعر هكذا مرة أخرى».
أما موشيه فيقول من جهته «أنا ربيت ثمانية أولاد في الملجأ، والحكومة لا تلتفت إلينا منذ زمن». يضيف «أهملونا دائماً، لكن ليس مثل هذه المرة، لقد تجاوز الإهمال كل الخطوط الحمر».
إلحنان يسأل «أين كانت الدولة؟ أين كانت فرق الإنقاذ حين تكبّدنا هذه الخسائر؟ أنا حملت عجوزاً روسية كانت تصرخ، من الطابق الرابع ونزلت بها حتى الملجأ على ظهري. لو لم أحملها لماتت. هل هذه وظيفتي؟ أم وظيفة الجبهة الداخلية؟ أين كان الجيش؟ أين الإنقاذ والشرطة؟!»
كان النادل في المكان ضخم البنية، يبتسم كلما كان يقترب من الطاولة. يحاول الدخول إلى خضم الحديث المشتعل، عن تلك الحرب المشتعلة. أراد أن يروي هو أيضاً قصته. الناس هناك جائعون للحديث عن ذكريات الحرب. يقترب تارة للطاولة، ليجر الحديث نحوه. حين تسأله هل كان في كريات شمونة اثناء الحرب، يجيب «أنا من أول المصابين في الحرب. فجأة، عندما كنت أحضر الطعام، دخلت الكاتيوشا إلى البيت. الرعب لا يوصف، لم تكن هناك صفارة إنذار. لم يحذرنا أحد. تخيل. هكذا، أصبت بقدمي اصابة متوسطة» قبل أن يطلب ألا يكمل الحديث.
حتى النازحون لم يسلموا. يروي سائق سيارة أجرة أنّه نزح إلى إيلات للعمل هناك بعيداً عن القصف. عمل طيلة شهر الحرب، لكنّه تعرض لمضايقات السائقين في إيلات لأنه «دخل منطقة محظورة». بعد نهاية الحرب «طالبوني بضرائب عالية، وكأني لم أعمل».
نتنياهو هو الحل
تمتع أولمرت مع بداية العدوان على لبنان بشعبية كبيرة. تجاوزت ثمانين في المئة. لكنّه اليوم، ربما أكثر شخصية مكروهة في كريات شمونة ومدن الشمال. «أنا لا أعرف، ما هذه الوقاحة؟ كيف يجلس هذا الإنسان على كرسي رئيس الوزراء» يسأل إلحنان.
يتفق الجميع على أنَّ أولمرت «بدأ حرباً لم ينهها»، مشددين على أن «جنودنا ما زالوا في الأسر وحزب الله يجمع قوته من يوم إلى آخر». هم مقتنعون بأنَّ الحرب «قادمة لا محالة» والسبب، «حزب الله وسوريا».
غالبية سكان كريات شمونة يمينيون. ليسوا دبلوماسيين في حديثهم. يكثفون اللحظة إلى حد الملل. يروون قصصاً في السياق وخارجه. الحل بالنسبة إليهم هو «نتنياهو في الحكم».
يصف أحد الجالسين حكومة أولمرت بأنها «حكومة الفاسدين». وحين تذكره بأنَّ «الليكود فاسد أيضاً»، يقول «على الأقل، فإن الليكود هو الإجابة الصحيحة لحزب الله». يعكوف، الهادئ نسبياً من بين الثلاثة، يشير إلى أنَّه «لا يمكن التوصل الى سلام مع وجود حزب الله. لا يمكن التوصل الى حل مع تنظيم إرهابي».
التجوال في شوارع كريات شمونة ممل. لا شيء يشد الانظار أو يحفز الزائر على البقاء. فيها منطقة علوية تطل على خضرة الشمال الجميل. الطبيعة جميلة، ولكن ليس بالطبيعة وحدها يحيا الانسان. يمكن ملاحظة بيوتٍ لم ترمّم بعد. وحفر في قلب شوارع، علقت عليها أسماء لأشخاص قتلوا على مدار الحروب الماضية. في كل شارع لافتة. من اللافت للنظر أنَّ في كريات شمونة شارعاً اسمه «ليفنون» (لبنان). لا أحد يعلم مصدر الاسم.
الطريق من كريات شمونة إلى حيفا تستغرق ساعتين من الزمن تقريباً. المحور الفاصل بين المدينتين، يعيد السائق، أو الراكب، عنوة، إلى عدوان تموز. كان هذا المحور الضخم مستهدفاً وفارغاً وميتاً. نهاية الحرب الاخيرة لم تعن بالنسبة إلى أهلها نهاية للحروب، على العكس، الناس يعتقدون بأنّها هيّأت لـ«حرب قادمة».
حكايتها مع الكاتيوشيا
أقيمت كريات شمونة، عام 1950، على أنقاض القرية الفلسطينية المهجرة «الخالصة». أُعلنت مدينةً عام 1974، عندما كانت محطة للمهاجرين اليهود إلى إسرائيل من شمال أفريقيا.
منذ تهجير العرب من أراضيها وإقامة المدينة، تعرّضت كريات شمونة للكثير من الضربات من الفلسطينيين في لبنان لأنها تقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اللبنانية.
تلقت المدينة ضربة الكاتيوشا الأولى عام 1968 من الفلسطينيين في لبنان. وتحولت الكاتيوشا بعد الضربة الأولى إلى جزءٍ من حياة سكانها. الحكومة الاسرائيلية كانت تستغل تعرّض كريات شمونة للضربات لمنح الشرعية لاجتياح لبنان عام 1982. ولكن هذا لم يجد نفعاً لأهالي المدينة التي ما زالت تتعرض للضرب، ولم تنقذها الحروب من الكاتيوشا، ولا حتى «عناقيد الغضب» التي شنَّها شمعون بيريز عام 1996.
حتى عام 2000، سقط في كريات شمونة 3964 قذيفة كاتيوشا أدّت الى مقتل 24 إسرائيليًاً وضرب ما يقارب 7 آلاف بيت و244 سيارة. بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من الجنوب اللبناني، لم تتعرض البلدة لقصف يذكر. سادها الهدوء، إلى حين بداية عدوان تموز، الذي تعرضت خلاله لأكثر من ألف قذيفة.
إسرائيل تستعدّ للحرب السابقة
يديعوت أحرونوت ـــ ناحوم برنياع
حتّى حرب لبنان الثانية، تصرّفت إسرائيل وكأنّها دولة من دون جبهة داخلية. فقد كان يُخطّط لجعل الحروب تحصل في الجانب الثاني من الحدود وأن تستمر وقتاً قصيراً قدر المستطاع، على أن يدافع سلاح الجو عن المواطنين في الخلف. نصيب هؤلاء في مشهد الحرب كان الهتاف للقوات المنطلقة نحو الحدود وأن يحدوا على أولئك الذين لم يعودوا. عندما استعد رؤساء الأركان للخروج للحرب، كانت الجبهة الداخلية آخر ما يشغلون به
رؤوسهم.
في الثاني عشر من تموز 2006، يوم قرار الحرب، جرى نقاش عند رئيس الأركان الساعة الثانية والنصف بعد الظهر. أثار قائد الجبهة الداخلية، اللواء إسحاق غرشون، مسألة الجبهة الداخلية، مشيراً إلى أنّه ما لم يستقر رأي الحكومة على إعلان حالة «الوضع الخاص»، فإنّ المسؤولية ملقاة على الشرطة.
رمقه رئيس الأركان بنظرة باردة. عندما يُقتل سبعة جنود، قال، لا تكون مسألة الجبهة الداخلية ذات صلة. إذا اتخذنا قراراتنا بناءً على مشكلات الجبهة الداخلية، فسنبقى مشلولين الى الأبد، ولن نستطيع الرد أبداً.
نائب حالوتس، موشيه كابلنسكي، دُهش لطرح غرشون، وقال إن هذه ضجة لا حاجة إليها، «فإذا اضطررنا الى فعل هذا فسنفعله حينما يحين الوقت». بعد ذلك بأسبوع، في التاسع عشر من تموز، نبّه غرشون خلال نقاش في هيئة الأركان العامة الحاضرين إلى أننا أمام حرب متواصلة، ولذلك فإن للأمر صلة بالجبهة
الداخلية.
أجاب حلوتس «نحن الآن في اليوم الثامن من الحرب، وعندما يأتي اليوم الواحد والعشرون منها سنفكر في حرب متواصلة... لقد استمرت حرب الاستقلال تسعة أشهر... أريد الامتناع عن تجنيد كثيف لقوات الاحتياط».
اقترح غرشون أن تُنقل المسؤولية عن البلدات في الجليل من عهدة قيادة المنطقة الشمالية الى قيادة الجبهة الداخلية، وقال «ثمة مشكلة في كريات شمونة وفي نهاريا». عارض قائد المنطقة الشمالية أودي آدم الاقتراح وسأل ساخراً «أهذه توصية حارة أم حارة جداً». حالوتس علق بالقول «توصية ملتهبة»، وقرر إبقاء المسؤولية في عهدة القيادة الشمالية. استطرد غرشون قائلاً «هناك من يتحدث عن إخلاء». تساءل حالوتس «إخلاء من أين؟ من كريات شمونة؟».
أجاب غرشون «من الشمال كله». ردّ حالوتس موبّخاً «ثمّة من تحدّث عن الإخلاء إذاً، أبهذا تتأثّر؟ هل تحدّث شخص ما أيضاً عن عدم وجود قدر كافٍ من الملح في المرق».
في الشهور التي سبقت الحرب طلب غرشون من وزير الدفاع أن يزوره. لم يكن ذلك في جدول الأولويات. لكن في ليلة الحرب الأولى، وعند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، استُدعي إليه. عرض غرشون نظريته، وتثاءب بيرتس. تابع غرشون «أريد أن أقول شيئاً أخيراً: الجيش الإسرائيلي يعرف العمل. إذا أمروه بالهجوم فسيفعل ما يجب. نقطة الضعف هي الجبهة الداخلية».
مع تحقيقات أو من دونها، أنتجت الحرب تغييراً جذرياً للطريقة التي يرى بها الإسرائيليون حروبهم. حُفرت الجبهة الداخلية في وعيهم. تم الانتقال من الهجوم الى الدفاع. يمكن أن نُسمّي هذا تنبهاً. ويمكن أن نُسمّيه تخاذلاً. مهما يكن الأمر، نشأت هنا روح إسرائيلية عامة جديدة، كلمة السر فيها هي «التحصين». تحصين البيوت، وتحصين الشوارع، وتحصين الوزراء، حتى أولئك الذين لولا الحُراس الذين يحيطون بهم لما تذكر أحد، ولا هم أيضاً، أنهم وزراء. بدأت إسرائيل تستعد بنشاط للحرب السابقة.
ناشطون من أجل السلام يتظاهرون في كريات شمونة
في الذكرى الأولى لحرب تمّوز (أرشيف - رويترز)
جنود إسرائيليّون يقصفون الجنوب اللبناني من موقع
قرب كريات شمونة (أرشيف - أ ب)
تعليقات: