انفجارا صور: تساؤلات عن انعكاساتهما الأمنية والاقتصادية

جانب من أضرار أحد الانفجارين في صور أمس
جانب من أضرار أحد الانفجارين في صور أمس


لجنة متابعة للجيش.. و«اليونيفيل»: لا يستهدفاننا

لم تلغ طبيعة الانفجارين اللذين استهدفا صباح أمس محلا لبيع المشروبات الروحية، وصالة فندق في مدينة صور، التساؤلات المتعددة حول توقيت العمل، وحجمه، وانعكاساته الأمنية والاقتصادية، برغم استبعاد المصادر الأمنية المطلعة وجود أبعاد أمنية للانفجارين، وتأكيدها في المقابل، على العمل الحثيث لكشف الفاعلين. الانفجاران الكبيران وقعا بعيد الخامسة صباحاً، واستهدف الأول محلاً لبيع المشروبات الروحية على مقربة من سرايا صور الحكومية يخص المواطن يوسف كتورة، متسبباً بخسائر مادية في المحل، وعدد من المحال المجاورة، فيما استهدف الثاني صالة مطعم «دون ادواردو» في «أوتيل كوين اليسا» على الكورنيش الجنوبي للمدينة، وهو يخص المواطن حسن مغنية. ونتجت من الانفجار أضرار جسيمة في واجهة المطعم وداخله. إضافة إلى تحطم زجاج عدد من السيارات المتوقفة في المنطقة، ومن بينها سيارة صاحب المطعم، وسيارتا جيب تابعتان لقوات «اليونيفيل»، وسيارة الزميل حيدر حويلا، وعدد من نوافذ المنازل والمحال التجارية المجاورة للمطعم، ولم يفد عن إصابة أي شخص من نزلاء الفندق، وهم أفراد عائلتين أجنبيتين. واثر الانفجارين اللذين هزا المدينة في شرقها وغربها، وشكلا حالاً من الرعب، انعكست على أجوائها المدينة بشكل بالغ، توجهت إلى المكان قوات من الجيش اللبناني، الذي ضرب طوقاً أمنياً حول المكانين المستهدفين، ومعاينة فريق من «القوات الدولية» لمكان الانفجار، الذي وقع في «كوين اليسا»، نظراً لوجود سيارتين تابعتين لها أصيبتا بأضرار. كما حضر إلى موقعي الانفجارين عناصر من الأدلة الجنائية، لأخذ البصمات، وخبراء متفجرات من الجيش للوقوف على حجم العبوتين وطبيعتهما، حيث تبين أن العبوتين من نوع «تي. أن. تي» الشديدة الانفجار، وتزن كل منهما نحو ثلاثة كيلوغرامات.

وبينما استبعدت المصادر الأمنية لـ«السفير» وجود خلفيات سياسية على الإطلاق، أكدت في الوقت عينه «تشكيل لجنة أمنية من الجيش اللبناني لمتابعة التحقيق في الانفجارين بالسرعة القصوى». وأشارت المصادر إلى عدم تبيان أي خيوط تشير إلى المتورطين.

وفور وقوع الحادثين توالت ردات الفعل الشاجبة فاستنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري التفجيرين، وقال إنها «لا تمت لأي مزاعم تتعلق بالدين ومن غير المقبول أي تغطية لها، وهي ليست سوى جريمة مستنكرة وغريبة عن صور والجنوب وأهله». وأكد وزير الداخلية مروان شربل أن «انفجار صور لا علاقة له بالأمن، بل يتعلق ببيع المشروبات الروحية»، موضحاً أن «الأضرار طفيفة». ودعا إلى»عدم ربط الموضوع باستهداف اليونيفيل»، مشيراً إلى أن «القضاء اتخذ إجراءات بحق عدد من الذين تعرضوا لمحلات المشروبات الروحية». بدوره، قال وزير السياحة فادي عبود: «الانفجار يحمل رسائل عدة أهمها مستقبل العيش المشترك بين الأديان في لبنان، وهذا الموضوع يُستهدف باستمرار وما وقع اليوم في الجنوب أضعه في خانة ما يحصل في الشرق الأوسط وتحديدا الأصوليات المنتشرة فيه». وأشار إلى أن «الرسالة في غير محلها»، داعياً القوى على الأرض إلى «عدم التساهل في هذا الموضوع وتحديداً في صيغة العيش المشترك».

من جهته، حذر عضو «كتلة التحرير والتنمية» النائب عبد المجيد صالح من «زعزعة الوضع الأمني في صور»، موضحاً أن «مدينة صور تستهدف اليوم بانفجارين ليس إلا لأنها شكلت وعلى مدى العصور والأزمنة والعهود نبراس التعايش والتفاهم والمحبة بين أهلها وطوائفها».

مصادر متابعة وعدد من أصحاب المطاعم، أفادوا أن قيادة تلك القوات كانت قد أرسلت رسائل هاتفية إلى موظفيها وعناصرها قبل شهرين، تدعوهم إلى تجنب مثل تلك الأماكن في صور وغيرها. وميدانياً تفقد قائمقام صور سعد الله غابي مكان الانفجارين، كما تفقد المكانين رئيس «اتحاد بلديات صور» عبد المحسن الحسيني، ورئيس بلدية صور حسن دبوق على رأس وفد من أعضاء المجلس البلدي. ودان دبوق خلال الجولة الاعتداءين اللذين استهدفا محل بيع المشروبات وصالة الفندق، وقال: «إن الانفجارين تسببا بحالة من اللاستقرار في المدينة، وانعكسا بشكل كبير على الحركة الاقتصادية والتجارية والتربوية». وأضاف: «إن مدينة صور تفتخر بتنوّعها والحريات الفردية الموجودة فيها»، مؤكداً أن «البلدية بدأت بتقييم الأضرار الناجمة عن الانفجارين».

من ناحيته طالب الحسيني «السلطات الأمنية المختصة الإسراع بكشف ملابسات ما جرى، وإنزال العقوبات بالذين نفذوا الانفجارين في مدينة العيش المشترك والتنوع الإنساني والحضاري». وأعلن الناطق الإعلامي باسم «اليونيفيل» اندريا تينانتي في بيان، أنه «ليس هناك أي مؤشر أن اليونيفيل كانت مستهدفة من التفجيرين»، لافتاً إلى أن «السلطات اللبنانية هي المسؤولة عن التحقيق وأمن المنطقة»، أضاف: «هناك تحقيق ونحن بانتظار المعلومات من السلطات اللبنانية المختصة». وأشار إلى أن «اليونيفيل أبلغت انه لا إصابات، باستثناء عدد من السيارات، ومنها سيارتان تابعتان للأمم المتحدة».

تعليقات: